وجه رجل مسن أم وجه وطن ..
علي زامل حسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جلس على رصيف الوطن ، كهلاً أتعبه الزمن , نظرت في عينيه ، إلى السواد و البياض في عينيه فرأيت فلماً وثائقياً بالأبيض والأسود يحكي تاريخ وطن , انقلابات وثورات و الكثير الكثير من المحن ، وفي كل طرفة عين ينتهي حدث ليبدأ حدث ، قتل الملك .. قتل الباشا .. أعدم الزعيم ، ورأيت في دموع عينيه فيضان بغداد ، ذلك الفيضان الذي أزداد شيئاً فشيئاً لينحدر على تقاسيم وجهه العجوز كسيل عارم يملأ التجاعيد التي تشبه خنادق حرب مليئة ببقايا جثث حرب الثمانية أعوام ، رأيته يتنفس الصبر ويزفر الحصار ، رأيته وعلى ثغره بقايا ابتسامة من يوم التاسع من نيسان وصدى صرخة مؤلمة مدوية كدوي المفخخات على مدى الثلاثة عشر عام ، وآه ثم آه في شيبته ، تلك الشيبة التي اختزلت من الحياة كل الألوان لتصبح للشهداء آلاف الأكفان ، وعلى جبينه رأيت أثراً ليس كباقي الآثار ، أثراً يجمع بين سيماء السجود وختم فتوى الجهاد ، كان عائداً من سوح القتال ، حاولت ان أحتضنه فلم استطع ، بالرغم من صغر حجم جسده الهزيل الا انه كان بمساحة الوطن .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
علي زامل حسين

جلس على رصيف الوطن ، كهلاً أتعبه الزمن , نظرت في عينيه ، إلى السواد و البياض في عينيه فرأيت فلماً وثائقياً بالأبيض والأسود يحكي تاريخ وطن , انقلابات وثورات و الكثير الكثير من المحن ، وفي كل طرفة عين ينتهي حدث ليبدأ حدث ، قتل الملك .. قتل الباشا .. أعدم الزعيم ، ورأيت في دموع عينيه فيضان بغداد ، ذلك الفيضان الذي أزداد شيئاً فشيئاً لينحدر على تقاسيم وجهه العجوز كسيل عارم يملأ التجاعيد التي تشبه خنادق حرب مليئة ببقايا جثث حرب الثمانية أعوام ، رأيته يتنفس الصبر ويزفر الحصار ، رأيته وعلى ثغره بقايا ابتسامة من يوم التاسع من نيسان وصدى صرخة مؤلمة مدوية كدوي المفخخات على مدى الثلاثة عشر عام ، وآه ثم آه في شيبته ، تلك الشيبة التي اختزلت من الحياة كل الألوان لتصبح للشهداء آلاف الأكفان ، وعلى جبينه رأيت أثراً ليس كباقي الآثار ، أثراً يجمع بين سيماء السجود وختم فتوى الجهاد ، كان عائداً من سوح القتال ، حاولت ان أحتضنه فلم استطع ، بالرغم من صغر حجم جسده الهزيل الا انه كان بمساحة الوطن .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat