رسالة الى النائب الكويتي عبد الحميد دشتي
فالح حسون الدراجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أكتب لك هذه الرسالة المفتوحة، لأعلن فيها تضامني التام معك وأنت تواجه ببسالة منقطعة النظير، هجمات الأعداء الحاقدين عليك، وعلى كل ما تحمل في عقلك وقلبك، من نور الحب لآل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولكل ما يتوهج في صدرك من إشعاعات الوفاء والإخلاص لشعبك وبلادك، وأهلك المظلومين. ولروحك المضيئة بحب العراق، والعراقيين بلا استثناء. والمصيبة، أن أعداءك ما تجمعوا ولا توحدوا من قبل كما هم يجتمعون، ويتوحدون اليوم على محاربتك بسيوف الظلم، وأقلام الكراهية، ورصاص البغض. لذلك جاءوا اليك من كل فج خبيث (وليس عميق)، تدفعهم أحقادهم العتيقة، ونوازعهم الشريرة الملوثة بطائفيتهم العفنة، المدعومة بأموال النفط الوهابي، حتى باتت مقالاتهم ضدك، واخبارهم عنك، وصورك في صحفهم ومجلاتهم ومواقعهم ركناً يومياً ثابتاً. إذ لا يمر يوم في إعلامهم الحاقد، إلاَّ ولك فيه نصيب وفير من شتائمهم وافتراءاتهم وتجاوزاتهم التي فاقت الخيال ناهيك عن تحريضهم، وتهديدهم المتواصل لك، ولأفراد أسرتك الكريمة.
ولعل الاعتداء الآثم الذي وقع عليك بمجلس الأمة الكويتي إثر مطالبتك بعقد جلسة استجواب وزير الخارجية الكويتي علنياً وليس سرياً، حول مشاركة الكويت في حرب السعودية على اليمن أحد هذه الشواهد على استهدافك..
وحين فشلت حملات السعودية التسقيطية التي كان يؤديها بالنيابة عدد من المرتزقة، والحاقدين عليك، وعلى من تحب، ولما رأت أن التهديدات بالقتل لم تجد معك نفعاً، ولم تغيّر أو تهز شعرة في مفرقك، اضطرت السعودية الى اللعب (بالمكشوف)، فكان تحذيرها بقطع العلاقة مع الكويت بسبب تصريحاتك الصحفية، عبر المذكرة الرسمية التي نقلتها السفارة السعودية لحكومة الكويت، هي أول الغيث في مطر هذا اللعب المكشوف ضدك، حين اعتبرت تصريحاتك الصحفية (عملاً عدائياً، وتدخلاً في الشؤون الداخلية للملكة العربية السعودية)!!
وما جاء في هذه المذكرة أيضاً: إن"هذا الأمر سيؤثر سلبا في العلاقة بين البلدين، ما قد يؤدي إلى قطع العلاقات السياسية بينهما".
ولا أعرف عن أي (أمر) مخالف للعلاقات الكويتية السعودية يتحدثون، وأي (تدخل) في الشؤون الداخلية السعودية قمت به، لكي تتهمك هذه المذكرة؟! فهل بات دفاع المواطن عن وطنه، وأمن شعبه تدخلاً في شؤون الغير بنظر الوهابيين السعوديين؟ وإذا كانت السعودية قد اعتبرت ما قلته لجريدة (الأخبار اللبنانية) تدخلاً في شؤونها، فهذا أمر لا يثير الضحك فقط، إنما يثير الضحك والشفقة على هذه الأمة، التي يحكمها اليوم مثل هؤلاء الرعاع المتخلفون..
لذا ارجو أن تسمح لي يا سعادة النائب، بنقل نص كلامك الصحفي، الذي اعترضت عليه السعودية، في مقالتي هذه، لكي يطلع عليه الناس، حين يقرأون رسالتي منشورة في جريدة (الحقيقة)، وفي مواقع اعلامية أخرى. إذ قلتَ نصاً لجريدة الأخبار اللبنانية :
"لا تعنيني التهديدات الصادرة من البعض في الخليج الذين يواجهون محور المقاومة باتخاذهم بعض القرارات التي تحتاج لفحص وتمحيص ومراجعة".
وأضفت ايضاً في هذه المقابلة: "في خضم تلك الحروب القائمة من اليمن إلى سوريا، فإن أكثر ما يعنيني الشأن الوطني الكويتي. نحن كدولة مؤسسات ودستور، وبرلمان يمتلك كامل الصلاحيات، ويزعجني جداً أن أجد مسايرة الكويت للسياسة الصدامية الارتجالية لأن ذلك يتناقض مع اقتناعاتي كمواطن.
كما اكدت بقولك "ان من يعترض على مواقفي، التي يكفلها الدستور، فليكن بأسلوب ديموقراطي حضاري، وليس بالسباب والتهديد، لأن أكثر من 90% منها لم يأت من الكويت، رغم أن بعضها كانت تهديداً بالقتل، كتغريدة تبيّن أنها كُتبت من الداخل، وذكرت إننا نحضّر لاغتيالك، ومخالبنا أقرب إليك من حبل الوريد.. ".
لا اعرف أين تدخلك في شؤون السعودية بهذا الكلام..؟ أليس من حقك -وأنت النائب في مجلس الأمة الكويتي- أن تدافع عن بلادك، لاسيما وأنت كنت قد دافعت عن الكويت قبل أن تكون نائباً وقبل أن تكون طياراً في جيش الكويت.
والمشكلة أن السعودية لم تكتف بذلك، بل قامت بتحريك أتباعها من النواب، حتى جاء القرار المجحف الذي أصدره البرلمان الكويتي برفع الحصانة عنك في قضية غريبة أسموها (الإساءة للسعودية)!! أنا أعرف أنك لم تقم بأي عمل عدائي ضد المملكة السعودية.. بقدر ما أنك رفضت الوهابية، باعتبارها الفاعل الرئيسي في نشر التطرف، والإرهاب في بلادك الكويت، وفي بلادي العراق، بل وفي كل بلدان العالم، حتى أن الرئيس الأمريكي أوباما حذر بنفسه من خطورة الفكر الوهابي، فضرب مثلاً بإندونيسيا التي حولتها الوهابية الى معقل للكراهية.. لذا أقول لك: بأني سأتضامن معك بكل ما أستطيع، ليس لأنك شيعي، وأنا شيعي ايضاً.. إنما لأنك كويتي شجاع، يدافع عن بلاده ضد الفكر الإرهابي الوهابي الوسخ.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
فالح حسون الدراجي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat