صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

الاعتصامات إلى أين؟.
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 التحذير ليس تهديدا او استخفافا بالرأي بل هو نصيحة مجانية قد تنطلق من حب وشعور بالمسؤولية وهذه النصيحة يرفضها البعض لكونها مجانية أو استكبارا وعنادا وعدم التواضع للحقيقة او بسبب قلة التجربة. 
في هذه السطور اوجه رسالتي إلى السيد مقتدى الصدر كقائد من القيادات الشيعية في الساحة العراقية له اتباع لا يُستهان بهم وإنما انطلق في تحذيري من حرص على النسيح الشيعي أن يتمزق وهو يعيش وسط بحرٍ من الفتن والمؤامرات التي تستهدفه ومن دون رحمة او شفقة. فقد اثبتت التجارب طيلة قرون بأن عدونا لا يتعامل معنا بالاخلاق والانسانية ولا يعرف لنا وجود ويستخدم اقذر وابشع الوسائل من أجل الحاق الأذى بنا إن لم نقل تدميرنا وازالتنا من الوجود وفي الساحة الشيعية شواهد مروّعة هائلة على ذلك.
من هذا المنطلق احذرك يا سيد مقتدى من أن تتلاعب بمصائر من أحبوك وأعاروك انفسهم لا حبا بك بل حبا منهم لأبيك الذين يحملون ذكراه بين جوانحهم. ولربما احذرك من المقربين في نفس الوقت وممن تعتمد عليهم وانت تعرفهم . فبعض هؤلاء غرتهم الدنيا فطاب لهم نعيمها وفي التاريخ امثال لمن قتلهم المقربون منهم او ساهموا في خيانتهم ولكم مثال في جدك الحسين بن علي عليه السلام الذي لم تشفع له قرباه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا إمامته المفترضة الطاعة فقتلوه شرّ قتلة ومزقوا آل بيته شر ممزق والثمن دراهم قليلة . 
حذار حذار من الخليط العجيب لهذا الحكومة. فحكومة المحاصصات ـــ الذي انت جزء مهم منهاــ ضربت من هم اقوى منك ممن اعتصم سنوات في ساحات الاعتصام في الرمادي وتكريت والفلوجة ومثلها الموصل فلم ينفعهم دعمٌ سعودي ولا قطري او اماراتي أو تركي او امريكي في الخفاء. فقد ازالتهم الحكومة (شلع قلع) هم وخيمهم فماذا كانت النتيجة. حملوا السلاح بوجه الحكومة ودفع الشيعة الثمن ولا زالت الدماء تجري انهارا والدموع جهارا. ثم طلبوا تدخلا تركيا وآخر امريكيا وجيشا سعوديا لوّحوا لفلوله في عاصفة الحزم بممرٍ عراقي عبر المنطقة الغربية لضرب سوريا واسقاط نظام الأسد.
من هم وراء الفساد الذي اعلنت العصيان عليهم اليوم أليست الكتل السياسية الحاكمة هي وراء الفساد ومنها حزب الدعوة الإسلامية بائتلاف دولة القانون المجلس الأعلى الإسلامي العراقي بكتلة المواطن كتلة الاحرار النيابية مقتدى الصدر حزب الفضيلة الشيخ اليعقوبي ، جبهة التوافق كتلة برلمانية لها (44) مقعد تُمثل اهل السنة ، التحالف الوطني الكردستاني والممثلة في الحزبان الكرديان، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني مسعود والطالباني. أليس هؤلاء هم من يحكم العراق وانتم جزء منهم ؟ إذن المظاهرات والاعتصامات على من ؟؟ كل هذه الكتل تستنكر الفساد ، فمن هو المفسد إذن ؟؟ هل الشعب هو المفسد ؟؟ مالكم كيف تحكمون.
يا سيد مقتدى وأنت بماذا سوف تنهي عصيانك ؟ وأنت رفعت شعارك ( شلع قلع ) وإلى أين ستقود أبنائك واخوانك ممن ساروا خلفك في حال لم تستجب الحكومة لمطالبكم وقررت انهاء اعتصامكم. هل ستنهي العصيان بتمرد مسلح تعم فيه الفوضى في البلاد المُثقل بالجراحات والمهدد من أكثر من جهة وتتربص به الذئاب من داخله وخارجه ؟
فاحذر المندسّين بين معتصميك ممن قد تدسّه الحكومة او المتآمرين على العراق لإثارة الفوضى لقد ارتقيت مرتقا صعبا يا سيد مقتدى واصبح النسيج الشيعي على المحك فلا ادري هل هي حركة محسوبة منك ، او اننا كما تعودنا منك التجميد والمهادنة في آخر اللحظات. 
(فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المومنين).

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/19



كتابة تعليق لموضوع : الاعتصامات إلى أين؟.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net