ما تخطه أقلامنا المعاصرة يبدو مخجلا ومضحكا أمام ما خطته أقلام أجدادنا , وسطرته في أمهات الكتب العربية , التي فيها مشاعل فكرية منورة بالإدراك الأعلى , والمعارف النورانية الساطعة المتدفقة من عيون اليقين والبرهان.
ما نكتبه ينم عن السذاجة السائدة والأمية القائدة وضعف البصيرة الراقدة , وكأننا نكتب بمداد الذل والهوان والتبعية , وتعِبُّ اقلامنا من دواة الضلال والبهتان!!
كتابات مشينة مخزية , تختزن السفاهة والبلاهة , وتسعى للتعبير عن مطمورات أمّارات المساوئ والبغضاء والكراهية , والأحقاد على جوهر القيم والمبادئ الإنسانية.
ونسميها كتابات وما أدراك ما هي , إنها لسقر بنت سقر المتأججة الحامية , التي تريد أن تحيل كل مخلوق إلى رماد في مواقد الأنانية والإنفعالية الحمقاء الداهية.
كتابات يلعن الله كاتبها وناشرها وقارءَها وكل مَن يساهم في التعريف بها , لأنها تنضح بما يناهض الحياة ويدمر منطلقات الأخوّة الإنسانية , ولا تحتوي على فكرة ذات قيمة , ولا مفردات طيبة , وإنما هي الكلمة الخبيثة المرة العلقم , التي تقاتل قيم الحياة والمحبة والرحمة والرجاء والأمل.
وبينها وبين ما خطته يراع الأجداد مسافات شاسعة , وفوارق واسعة , فما تجده في كتب الأجداد أفكارا إنسانية ذات قدرات تفاعلية مع أطيب ما في دواخل النفس البشرية , وبها قدرات تحفيز وتخليق لمفردات القوة والعزيمة , والألفة الكفيلة بصب الجهود في بودقة عطاءات أصيلة نافعة لخلق الله أجمعين , وهي تحث على أحسن السلوك وأفضل التفاعلات بين الناس , لتتمكن البشرية من ترجمة معانيها الإنسانية بأرقى ما تستطيع.
كتابات أجدادنا ذات آفاق سرمدية , وتحتوي على جواهر الأفكار الكونية , وتستنبط من قوانين الوجود ما يؤهل الإنسان للتفاعل المتوافق مع إيقاعات الدوران الكوني , والمعارف الفياضة المتفاعلة في رحاب المكان والزمان المطلق.
كتابات أجدادنا نضح عقول إنسانية عالمية متسامية محلقة في فضاءات الجوهر , وعروش البرهان الساطع واليقين الوادع المتلألئ بدرر أبجديات أكون!!
وإنّ أجدادنا ليخجلون منا , إذ أصبحنا أعداءهم لجهلنا بهم , فلا أحد من ولاة الأمر والسلطان قد قرأ ما كتبوه , ولو أن أحدهم وعى ودرس ما في خزائنهم وموسوعاتهم الإدراكية , لأصبحت الأمة في أحسن الأحوال , لكنه الجهل الوخيم والأمية الخانقة , والإستهتار بالهوية والذات والتأريخ , والسذاجة والحماقة وسوء التدبير , وقلة العقل وضعف النفس وإنعدام الروح , وإنحراف الالباب المحشوة بسوء الظنون.
وتلك هي زبدة المآسي العربية الدوّارة على أكتاف أجيالٍ أهملت جواهر خزائنها المعرفية , وإستعبدها النفط الأسود , فأنجزت ما هو أسود!!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat