هم الكتابة ما زلت أتذكره يوم كنا نكتب المقالات على الورق ونحرص ان تكون المقالة مكتوبة بين سطر وسطر؛ يوم كنا كما شهريار وشهرزاد ننتظر الصباح لكي نشعر بلذة هذا اللون من التجانس والتجاذب بين الحبر والهم والورق، يوم كنا ننتظر وصول الصحف الى صاحب المكتبة الذي كان يشجعنا هو الاخر على قراءة الجديد من المقالات والأخبار رغم المضايقات الأمنية وأجهزة الحزب الحاكم انذاك. العمود الصحفي الذي تصدره صحيفة الجمهورية، والقادسية ما زالت هويته خاصة بعد إغلاق صحف الأحزاب الاخرى ابان السبعينات، ورغم ومصادرة حرية الكلمة، العمود الحر كان يحمل مع أنفاسه لغة فوكنر وكاليفينو، وماركيز، وماريوفارغاس يوسا، وجميع احفاد الادب العالمي بجميع تفرعاته بقي عامرا، لكانه يهتف متمردا ثائرا بوجه السلطة التي فرضت طوقها لتفرض حتى اسماء الصحف وبالقوة ، لذلك صوت المثقف بقي ثائرا ينتظر بوابة ما تفتح أمامه لعله ينال ما يصبو اليه، ولو بلقمة بسيطة، الحوار الجميل بين المثقفين لم يكن تحتويه صفحات الترويج الخاصة بالفيس بوك كما على نمط هذه الايام، فجلسات مقهى ابو احمد ما زالت في القلب مطرزة بالمحبة والألفة والنكتة الجميلة، و الشعراء والكتاب، نتاجاتهم رغم حصار السلطة الجائرة وجبروتها، أفكارهم كانت لها طقوس مثلما لغة النشر لها طقوس.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat