صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

المرجعية الدينية ... تاريخ حافل وعطاء متواصل ..
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المرجعية الدينية لدى اتباع اهل البيت (ع) موقع مهم ومتميز في نفوسهم ، بل في نفوس المسلمين عامة ، اذ كانت الخلف والأداة التي تعصم المومنين من الوقوع في الخطأ والانحراف، ومسيرتها الطويلة في الاجتهاد واستنباط الأحكام الشرعية حتى الوصول الى الإحاطة الواسعة والتي يعبر عنها بالاعلمية ، ناهيك عن السيرة النقية من زهد وورع وعدالة وتقوى ، لذا يعتقد اتباع اهل البيت (ع) ان المرجع الديني هو حلقة الوصل بين الامام المعصوم والمؤمنين ، كما ان مهام المرجع الديني الاعلى للطائفة لا يمكن ان تقف عند الاجتهاد والإفتاء والتدريس ، والعبادات والمعاملات وغيرها من المسائل الابتلائيه ، بل يتعدى ذلك الى الرعاية والاهتمام بمصالح المجتمع عموماً ، والدفاع عن حقوقهم ، واتخاذ المواقف الحاسمة عند الضرورة تجاه القضايا المهمة والمصيرية. 
من هنا برزت القيادة والكفاءة والحكمة في ادارة المرجعية الدينية والتصدي للقضايا المصيرية ، والتي تمس البلاد ومصالح الشعب العليا ، وعلى طول التاريخ كانت فتوى واحدة قادرة على ان تلغي اتفاقية التبغ التي أبرمتها الحكومة آنذاك ، وغيرها من فتاوى استطاعت من الوقوف بوجه الأفكار الضالة المنحرفة ، الامر الذي جعل الماسكين بزمام الحكم والسلطة يخافون مثل هذه المواقف ، فالقرارات والبيانات المصيرية والتي قضت على الكثير من المخططات الهادفة الى التغيير في الخارطة السياسية للبلاد ، ورغم عمليات الترغيب والترهيب التي مورست ضد المرجعية الدينية ، الا انها ظلت متمسكة ومتماسكة بقوة موقفها ، الامر الذي جعل محاولة استمالتها او تحييدها أمراً صعباً للغاية ، واستعصى على اصحاب السلطة من تسخيرها خدمة لمصالحهم الحزبية والفئوية الضيقة .
 المرجعية الدينية وبعد احداث ٢٠٠٣ وتعرض العراق هجمات التكفير الداعشي، انبرت لإصدار فتوى الجهاد الكفائي وايقاف زحف هذه العصابات التي كانت تهدد العاصمة بغدا ، كما جاءت لردع ذيول الارهاب  التكفيري الجديد في المنطقة، بعد احتلالهم محافظة الموصل والانبار وصلاح الدين ،حيث تقدمت المرجعية الدينية بأبنائها ورجالات الحوزة وابناء الحشد الشعبي كافة للتصدي الشجاع لهذه الزمرة و مساندة القوى الامنية في هذا المضمار، مشددين على وحدة العراق وسيادة أرضه وحفظ العتبات المقدسة من كل خطر غاشم. وبعد عام من مشروع مواجهة خطر التكفير الداعشي، ارتأت المرجعية الدينية ان تجفف منابع الارهاب وحواضنه السياسية المتعددة والمنتشرة في موسسات الدولة كافة عبر اطلاق حزمة الإصلاحات ومواجهة الفساد، فيما عدت بيانات المرجعية الدينية عبر منبر صلاة الجمعة أن الارهاب والفساد وجهان لعملة واحدة ولا بد من مقاومتهما ومواصلة مشروع الاصلاح ، وبناء دولة العدل والمساواة . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/28



كتابة تعليق لموضوع : المرجعية الدينية ... تاريخ حافل وعطاء متواصل ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو الحسن ، في 2016/02/29 .

السلام عليكم
ان من المحزن ان تكون محنه مرجعيه الامام المفدى السيد السيستاني اكبر من محن المراجع الذين سبقوه اعلى الله مقامهم الشريف
كانوا يواجهون حكام طغاة مستبدين ليس لهم ادنى علاقه بمذهب محمد وال محمد صلوات الله عليهم اجمعين
الا ان من يقودون البلد حاليا هم طغمه من السراق واللصوص وخصوصا نوري المالكي اوصلت البلاد والعباد الى مستوى مخزي في الجانب الامني والاقتصادي وخربت النسيج الاجتماعي وجعلت الشيعه حزب وكانتونات وقد بح صوت المرجعيه للقضاء على المفسدين واسترجاع الاموال المنهوبه لكن اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net