صفحة الكاتب : واثق الجابري

تحالف عابر المكونات بثلاثة إحتمالات
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أصبح العراق حقلاً خصباً للتجارب السياسية، وبحث عن مكاسب ذاتية؛ بتمرير مصطلحات آنية لا واقعية، وتنتهي بآخرى أكثر حداثة وتفاعلية.
فشلت الحكومات المتعاقبة من 2003م الى اليوم، وسبب صراع الكتل أدى الى تردي الخدمات وتفشي الفساد، وتغلغل إرهاب مدعوم من الخارج بتواطيء أو سوء إدارة الداخل.
إعتقد رئيس الوزراء إزاء الأزمات وضغط الشارع؛ أن الحل يكمن بحكومة تكنوقراط، وإعتماد الإستقلال والإختصاص، وبعد جدل ونقاشات وقياس نبض القوى السياسية، لم يفلح بترويج دعواه ولم يُقنع القوى السياسية؛ بأن التكنوقراط لها عصا سحرية تحل مشاكل العراق.
عادت ذاكرة العراقيون الى وزراء تكنوقراط مستقلين؛ تسنموا وفشلوا وإتهمم بعضهم بالفساد، ووزارة الكهرباء والدفاع خير شاهدين، وبما أن نتائج الإنتخابات لاقت قبولاً دولياً ومحلياً، وبذلك لا تشكيل حكومة دون العودة للبرلمان، وأن القوى تُريد تمثيل حسب مقاعدها وتمثيلها؛ بل حتى المواطن المحروم من كل شيء، إقنعه ساسة تأجيج المكونات وإستعطافهم؛ بتقسيم المناصب حسب الطوائف والأعراق، وعند خلل أي وزارة تجد الشارع يتحدث عن هرمها وإنتماءه؟!
من الواضح ما يتعرض له رئيس الوزراء؛ من ضغوطات كبيرة شوشت بوصلة الإصلاحات، وبدل الذهاب الى البناء من قاعدة الدولة ومفاصل إداراتها والقوانين المتعلقة بالنظم الإدارية، وإستراداد الأموال ومحاسبة كبار رؤوس الفساد، لكنه عاد على وزراءه بالتغيير الجوهري، وذهبت كتل آخرى بطرح التغيير الشامل، فناغم الشارع وطرح تقليل أعضاء البرلمان ومجالس المحافظات دون غطاء قانوني، وتغيير لقوانين مفوضية الإنتخابات، ولا التعمق في داخل الكتل السياسية والمجتمع اللذان يرفضان زحف طرف على حسابهما.
إن مشكلة العراق؛ لا تكمن بنقص الشهادات، ولا حصولها يعني نجاح في إدارة الدولة، وفي العادة تعتمد الدول على شخصيات يقدمون برامج ويخضعون للمفاضلة والخبرة، ودراسة الرؤية الكاملة، وحتى في مناصب ما دون الوزير والمدراء العامين، فيطرح المنصب وتتقدم الطلبات للجان مختصة، لا تحابي أحد ولا تسمح بتقريب الحواشي، وتبدل كل ما قلبه حتى أثاث المكتب؟! 
جميلة فكرة تشكيل حكومة بعيدة عن الأحزاب، ولكن كيف يستطيع وزير مستقل مواجهة التسقيط والتشويه؛ من طامعين بالمناصب، وفئة تريد إسقاط العملية السياسية برمتها؟!
تحدث رئيس الوزراء اليوم عن تحالف عابر للطوائف، وبما أن مشكلة الطوائف والقوميات عمقها ساسة لحصاد نتائجها؛ إذن لابد من تحالف بين أقوياء يملكون تأثير على اغلبية الشارع من مختلف المكونات، ومعارضة بنفس التقسيم، وأمامهم ثلاثة خيارات: أما أن تمسك الأغلبية السلطة التنفيذية والمعارضة في وزارات وسلطات الرقابة، أو تتحمل الأغلبية مسؤولية التنفيذية، وتراقبها المعارضة من البرلمان، وثالثهما للأغلبية تشكيل الحكومة والإشراف عليها وبإختيار شخصيات من خارج أحزابها، وللمعارضة الرقابة، وبأحد الإحتمالات الثلاث يستطيع رئيس الوزراء الحصول على ثقة البرلمان، ولا نجد من يتحدث عن التهميش أو صوته الإنتخابي، وهو بين خياري الحكم والمعارضة وعبور المحاصصة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/28



كتابة تعليق لموضوع : تحالف عابر المكونات بثلاثة إحتمالات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو الحسن ، في 2016/02/29 .

ل، فناغم الشارع وطرح تقليل أعضاء البرلمان ومجالس المحافظات دون غطاء قانوني، وتغيير لقوانين مفوضية الإنتخاب
سبحان الله وهل زيده عدد اعضاء مجلس الدواب الى 328 كان له سند قانوني
وهل استحداث منصب نواب رئيس الجمهوريه كان له سند قانوني
ثم لماذا يخاف الوزير المستقل من حمله التشويه والتسقيط اذا كان نظيف اليد ومخلص لبلده وواضعا الله بين عينيه وعلى قول المثل حرامي لا تصير من السلطان لا تخاف
ثم اليس ممكن ان يكون العكس ان الكتل السياسيه لا تحبذ تغيير وزرائها خوفا من الوزير المستقل ان يفضح سرقات وزراء الكتل او خوف تلك الكتل على مناصبها ومكاسبها حيث جعلت الوزرات البقره الحلوب لكل كتله




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net