صفحة الكاتب : زيد شحاثة

من كان منكم بلا خطيئة.. فليرم السياسة بحجر!
زيد شحاثة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من السهل على أي مراقب، أن يؤكد أن معظم الاحتجاجات، التي سادت الساحة العراقية، كانت نتيجة لسوء الخدمات، والفساد وسوء الإدارة، وفشل الساسة، في تحقيق ما يحتاجه المواطن من أبسط متطلبات حياته وحقوقه. طبعا إن إستبعدنا منهم، من خرج لتسقيط خصومه السياسيين، أو الضغط على الحكومة لنيل مطالب ما؟!

لو إرتفعنا قليلا، لنحصل على صورة أشمل سنجد أننا لسنا بحاجة لمناقشة، إن كان هناك حاجة، لعملية مراجعة كبرى، وإصلاحات قد تكون قاسية، فهذا مما لا نقاش فيه.. لكننا سنجد أيضا، أن عملية المراجعة والإصلاحات، يجب أن تكون عميقة، وفي أسس العملية السياسية والمجتمع.

كلنا يعلم أن الدولة والحكومة، وأي مؤسسة مهما كانت بسيطة، عبارة عن منظومة، ومجموعة من الأفراد والأليات، التي تحكم عملهم.. وأن فساد فرد واحد، حتى لو كان رأس المؤسسة، لا يسبب بالضرورة فسادها كلها.. لكن تعاون أفراد من المؤسسة، وسكوت أخرين ولاأباليتهم، وانتفاع بعضهم من الفساد، حتى لو لم يشاركوا فيه، سيكون سببا أكيدا لفساد المؤسسة وسقوطها الحتمي.

مطالبتنا جميعا برحيل الفاسدين، ومحاسبتهم عن كل ما سرقوه، ومحاسبة الفاشلين ومن جاء بهم، يدفعنا لنتساءل.. هل عمل هؤلاء لوحدهم؟!ألم يكن لهم أعوان؟ أدوات وأذرع؟ ألا يجب أن نسأل أنفسنا، إن كان لنا دور كمواطنين عاديين، دور في هذا الفساد؟

قد نجد من يبرر سكوت الأكثرية وصمتها، أنها لا تملك القوة أو السلطة، لطرد هذه الشخصيات الفاسدة، بحجة أنها محمية، فلما أعدنا إنتخابهم مرة أخرى؟ وهل إنتقدنا أفعالهم علنا؟ أم كنا نكتفي بالدعاء عليهم سرا مثلا؟!

من يطالب بمحاسبة الفاسدين، يجب أن يكون غير فاسد، فهل نحن لسنا مفسدين في عملنا؟ ونؤديه كما يجب؟ الطبيب في مشفاه، والمهندس في مشروعه ومصنعه، والمعلم في مدرسته، والشرطي في واجبه، بل وحتى بائع الخضروات مع زبائنه؟

أعتقد أن كثيرا منا، لن يجد جوابا، إن سأل نفسه مثل هذه الأسئلة.. وربما سيكتفي بطأطأة رأسه والسكوت.

يروى أن السيد المسيح، عليه وعلى نبينا وأله أفضل الصلوات وأتم التسليم، سمع ضجة وجمهورا يهلل، فسأل عن الخبر، فقيل له أن إمراة زانية يراد أن ترجم، والكل يتجمع ليشارك بعملية تطهيرها، فتقدم للجمهور، وقال لهم " من كان منكم بلا خطيئة، فليرمها بأول حجر".. تقول بعض الروايات انه لم يتبق أحد؟!

هل سمعتم بالحديث الشريف" أن ... لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"؟ ماذا عن الحديث الذي يقول" لتأمرن بالمعروف، ولتنهن عن المنكر، أو لأسلطن عليكم شراركم"؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيد شحاثة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/23



كتابة تعليق لموضوع : من كان منكم بلا خطيئة.. فليرم السياسة بحجر!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net