صفحة الكاتب : فراس الكرباسي

كلمة الأمانتين العامتين للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين، ألقاها سماحة السيد أحمد الصافي الأمين العام للعتبة العباسية المطهرة
فراس الكرباسي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه وآله÷ وعلى آله الأطهار الذين أفرض الله طاعتهم.

أهلاً وسهلاً بكم في أرض المجدِ والفضيلة والجهاد والعلم والتضحية؛ أرض الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أحلى طلعة لمحياها وأبهى صورة لواقعها وأجمل إيقاع يشد آذاننا إليها وأفضل نسبة لها، هي أرض الحسين طابت وطهرت الأرض الطيبة والأرض الطاهرة.
أهلاً بكم وأنتم تتذوقون شهد الطف وتشمون عبير الغاضرية وتلثمون مهابط الوحي ومعادن الرسالة.
لا يخفى على حضراتكم الكريمة إننا نسعى جاهدين بمعونتكم ومساندتكم ـ أن نجعل هذا الملتقى الذي يسره الله تعالى ـ وما أكثر ما يسر الله أن نجعله ذا فوائد وعوائد عدة تتلاقح فيه الأفكار وتتعانق فيه قلوب الولاء ويبادل فيه شعور المودة علنا نحصل فيه ما يلي:
أولاً: إن التأمل في الحسين (عليه السلام) يزيد الإنسان بصيرة ويكسبه معرفة فهو محل الكمال ومشرب للاستكمال وصرح شامخ لا يرقى إليه الطير وينحدر عنه السيل، قوته في ذات الله جعلته لغزاً عند عباد الله ولو عاش الواحد منا محاولاً فك هذا اللغز لكفاه فخرا ويزيد تحيراً لا تحير ضلالة بل تحير عظمة ونحن بأمس الحاجة لهذه العظمة.
ثانياً: إن الساحة الجغرافية التي دارت عليها واقعة الطف هي صغيرة بالحسابات الهندسية وكذلك المسافة الزمنية التي شغلتها إذا لا تعدوا أن تكون بضع ساعات من نهار قائض في شهر تموز من تلك السنة لكن المسافة بعد الشهادة تحولت إلى أرض واسعة بل شغلت جميع الكرة الأرضية لا، بل تعدت ذلك إلى السماء حيث نقرأ ي زيارته (عليه السلام) في يوم عرفة ((.. يا أبا عبد الله لقد عظمت الرزية وجلت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل السماوات والأرض)).
وهذا المقدار يجعلنا نتساءل عن هذه الرزية العظيمة التي حلت بأهل السماء والأرض، ما الذي حصل؟ ولماذا قتل الحسين (عليه السلام)؟ وما هي المبادئ التي جاء بها؟ هل هي الأخلاق؟ الفقه؟ السلوك، أم هناك شيء آخر أعمق وأدق لم تصل إليه الأفهام ولم تدركه البصائر ما خلا رائحة زكية هي رائحة الدم المسفوح ظلماً وعدواناً، وهذه الأسئلة وغيرها هي مفاتيح للدخول إلى كربلاء أرضاً وزماناً وأبطلاً، ولا شك أنها توق في نفس الباحث والمفكر جذوة البحث والتفكير.
ثالثاً: إن النصوص الشرعية التي ذكرها الأئمة (عليهم السلام) في زيارة الحسين (عليه السلام) سواء الزيارة المخصوصة في أوقات خاصة أو المطلقة في جميع الأوقات، إن هذه الزيارات بها مادة واسعة صالحة لإثراء الباحث والمفكر فضلاً عن استحبابها الشرعي فإنها نابعة من معادن العلم وقدرتها فائقة على تسليط الضوء على الإمام (عليه السلام) ولا بأس إن يفكر الأخوة الأعزاء للاستفادة من هذا التراث المعرفي شرحاً وتحقيقاً وتأملا، إذ أنها تصلح ؟؟؟؟؟ منهجيتنا وأفكارنا وتقريباً من الإمام (عليه السلام) شيئاً فشيئاً إذ قد نتبنى فكرة خاطئة نتيجة التشويش الفكري وتداخل المفاهيم مما يجعلنا نقف على مسافة بعيدة جداً من الإمام (عليه السلام) ونحن نحسب أننا قريبون منه فكم من مفهوم أصبحنا نرفضه لسبب أو لآخر وهو مفهوم أصيل وعميق تكشف عنه وعن أمثاله النصوص المتعلقة بالزيارة المخصوصة أو العامة والمطلقة.
رابعاً: في بعض الحالات إن البحث العلمي أو الالتفاتة الفكرية أو القصيدة الشعرية كل ذلك يحتاج إلى مناسبة ولعل هذا التجمع الكريم في أرض كريمة ومعطاء ومن ذوات أجلاء، هو خير مناسبة لأن نقرأ بحثاً علمياً أو التفاتة فكرية أو نشنف أسماعنا بكلمات تتراقص شعراً هادفاً كما حصل فعلاً في الأعوام السابقة وبالنتيجة سيتجمع عندنا من التراث الفكري والأدبي الشيء الكثير الذي نستفيد منه ويكون في نفس الوقت تراثاً للأجيال القادمة.
ختاماً أتمنى للأخوة الأعزاء طيب الإقامة وراحة نفسية وجسدية داعياً للجميع ((ربّ أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين)). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فراس الكرباسي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/07


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • الشيخ الكربلائي من النجف الاشرف يؤكد ان القضايا الانسانية من أولويات المرجعية العليا  (أخبار وتقارير)

    • العتبة العلوية تستعد لإطلاق أكبر مشروع تربوي ثقافي لأطفال العراق  (أخبار وتقارير)

    • كربلاء تشهد انطلاق مشروع أمير القراء الوطني بنسخته الرابعة بمشاركة (150) موهوب عراقي  (أخبار وتقارير)

    • إشادة واسعة بافتتاح أضخم مدرسة دينية "دار العلم للإمام الخوئي" في النجف الأشرف  (أخبار وتقارير)

    • النجف الاشرف تحتضن ندوة علمية لباحثين اجانب يشاركون في مراسيم الاربعين  (أخبار وتقارير)



كتابة تعليق لموضوع : كلمة الأمانتين العامتين للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين، ألقاها سماحة السيد أحمد الصافي الأمين العام للعتبة العباسية المطهرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net