صفحة الكاتب : زيدون النبهاني

هَيكَل؛ الأقلام لا تموت..!
زيدون النبهاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الأساطير تموت بموت البطل، الفراغ بين الحاضِر والماضي كبير، لولا وجود القلم، بدون فَن الكتابة، عالم بِلا روح، روحٌ بِلا روح..
ماتَ العم هيكل، عم الجميع بالكتابة، رَحلَ وبقى، ذاكِرة قِرن وأسراره، كواليس الكواليس، ما خلفها و بَعدَ خلفها، الصُندوق الأسود الذي أنفجرَ مؤخراً، باعثاً هواء سلام، وصوت ضَمير.
هَكذا ودّع العالم، ثائِراً على نمطية الخِطاب العَربي، ضَربَ حُصون الفتوى الخَليجية، جَردَهم مِنَ لِباسِ الإسلام، ليسَ بالفتوى، فهي تَرقص عارية في سوق الرِيال، بَل بالمنطق، فإسرائيل أقرب مِن صِعدة، والقُدس أغلى مِن دِمشق.
جَدلية هَيكَل، وَطنيتهُ مِن عَدمها، حتى تأريخه فيه جَدل، حَتى المُستقبل، بَعدَ وفاته، ستبقى جدليته حائِرة، كأس السِنين الذي أمتلئ حُكاماً فَجرة، يَبتاعون الشُعوب، يَشترون القَلم.
هَيكل بُنيَ على القَومية العَربية، هي بذاتها التي قَتلت فينا الخِصال العَربية، لكنه صَحى مَعَ الصحوة الإسلامية، ناصحاً السيسي بزيارة سوريا، التقارب معَ إيران، ورَجم الدول الخليجية.
بِماذا يُفكِر العَجوز؟، هذا السؤال الذي أرهقَ كِبار الساسة العَرب، بَعدَ أن كانَ مَحط أهتماهُم، وضَع أوزار حَربهِ الطويلة مَع الكُرسي، القُرب مِن المُلك مَحرقة، يَشتعِل القَريب قَبل البعيد، إلا هيكَل الأستاذ، كانَ عُنوان كُل رئيس.
سِنين طوال، وهو يُنظِر للقومية العَربية، يعلم أو لا يعلم.. لا ندري، لَكنه كانَ يؤسس للصحوة الإسلامية، هنا وجد العَبقري نَفسه، بالإسلامية الخالصة، المُجردة مِن إسلام الوهابية.
الفروق كَبيرة، بينَ هيكل وأبن تيمية، بينَ من سعى للقُدس، ومن هدمها، الوحدة العربية أبدلها بالوحدة الإسلامية، القُدس في قلب طَهران، وأمام السِهام الخَليجية، والعَرب خَسروا أنفسهم، لإنهم تركوا القضية.
فلسطين عِند هَيكل عُيون، أدمتها الفَتوى المسروقة، مِن دِماء الشُعوب، نَسلُ الشيطان يجول، قُرب كعبة المُسلمين، يوسوس لكل حاكم عَربي، أتركوا إسرائيل تعيش بسلام..
مَنْ قالَ إن الأقلام تَموت، رَحلت أنت، وسيبحثون عَن قلمك، ليعذبوه ليشنقوه، ليموت ضَميرٌ حي، فيما تَبقى القُدس بَعيدة، وتبقى.. دول العُهر تُتاجر بالقضية!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيدون النبهاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/19



كتابة تعليق لموضوع : هَيكَل؛ الأقلام لا تموت..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net