صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

الفكر الأعور قصة قصيرة
حيدر حسين سويري

   في الجمعةِ الأخيرةِ مِنْ رمضان، حيثُ يُصادف يوم القُدس العالمي، ترفع الجماهير صور الإمام الخميني، الذي أوصي بقيام هذا المهرجان، في كثير من محافظات العالم الإسلامي، منها بغداد.

   إستقل رجلٌ سيارة الإجرة(التاكسي)، كان يقودها شاب في أواسط العقد الثاني من عُمره، فسأل السائق الرجل، سؤالاً إستنكارياً: 

- مَنْ هذا؟!

- السيد الخميني، قائد الثورة الإسلامية في إيران

- ها أنت تقول: في إيران، فلماذا نرفع صوره نحن!؟

- هل لي أن أسألك سؤال؟

- تفضل

- هل أنت مسلم

- نعم

- مَنْ هو نبيك؟

- محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)

- اللهم صل على محمد وآل محمد، ولكن أليس نبينا من الحجاز؟ فلماذا نتبعهُ ونحنُ في العراق؟

- ما الربط بالموضوع!؟ إنك تغالط يا حاج!

- لا لستُ كذلك، ولكنك ترى غير ما أرى، سآتيك من حيثُ ترى

   كان الرجلُ ذكياً، فقد إنتبه لقميص الشاب، الذي طُبع عليهِ صورة القائد الشيوعي(تشي فارا)، فبادرهُ بالسؤال:

- مَنْ هذا الذي تضع صورتَهُ على قميصك؟

- إنهُ(تشي فارا)، الزعيم الثوري الشيوعي الكبير

- فهل هو عراقي؟ أم مسلم؟ أم عربي؟ أو يَمتُ لنا بصلة؟ هل زار بلدنا يوماً ما؟ هل تحدث في قضايانا؟ هل شاركنا همومنا؟

- لا

- إذن، فلماذا تحمل صورتهُ على صدرك!؟

- تعجبني أفكارهُ ونضاله

- كذلك هؤلاء الناس تعجبهم أفكار السيد الخميني، خصوصاً وهو مسلم، ويرجع نسبهُ لنبي الإسلام، عاش في العراق أكثر من نصف عُمره، وقد قام بثورةٍ حقيقيةٍ أطاحت بأعتى دكتاتوريات العالم، وأكبر قوة لإمريكا في الشرق الأوسط، وحمل القضية الفلسطينيةَ قولاً وفعلا، يا بُني فكر بعقلك، ولا تفكر بعقول الآخرين.   

   سكت الشاب، وطأطأ رأسهُ خجلاً، وقال: 

- يا حاج لقد قُتل أبي في الحرب مع إيران، فعشتُ يتيماً

- كذلك يُتمَّ أطفال إيران، هي الحربُ لا تبقِ ولا تذر، ولكن عليك البحث عمن كان سبباً في إشعال تلك الفتنة، ستجدهُ المسؤول عما يجتاح بلدنا اليوم من فتن، فكما جاء في القرآن(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ[البقرة:217]) أيةٌ عظيمة، كما هو حال جميعُ آيات القرآن، يا بُنيَّ تدبر القرآن، فإنك ستجد فيهِ ما يُنجيك من الوقوع في المهالك، وسيبعدُك عن الفكر الأعور.

   طلب الرجل من السائق التوقف، فقد وصل إلى المكان المطلوب؛ توقف السائق، فأعطاه الرجل إجرته وهمَّ بالنزول، فأمسك الشاب بيد الرجل، وقال:

- شكراً لك يا حاج

- لا شُكر على واجب، هذا واجبي في نقل خبراتي إلى جيلكم، كما سيكون واجبك لنَقِلِ خبراتكَ للجيل الذي يليك، وداعاً بُني، في أمان الله

- في حفظ الله ورعايته، سرني لقائك


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/18



كتابة تعليق لموضوع : الفكر الأعور قصة قصيرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net