صفحة الكاتب : حسن حاتم المذكور

عـراقـيـون...
حسن حاتم المذكور

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
-- عراقي انت قبل ان تكون سنياً ـــ وانا قبل ان اكون شيعياً ـــ كل منا مواطن عراقي وليس مواطن مكون ـــ جميعنا كنا قبل ان نكون.
الوطن اكثر عراقة من الطائفة والمذهب, الأرض مقدسنا والعراق القبلة  التي توحد قلوبنا, هم يمكن ان يكونوا ما يشاؤون, طائفيون قوميون فاسدون او ارهابيون ولا خيار لنا الا ان نخلعهم ونرتدي هوية الأنتماء والولاء, لنكن في البصرة او الموصل في بغداد او ميسان او الرمادي, فنحن لبعضنا ونكتمل في كلنا, الشقيق في اربيل اصابه الخلل القومي, دخل  تحت جلدنا واستطعم عافيتنا, لندعه وشأنه يرحل الى حيث يشاء بعد ان يخلع ثوب ضيافتنا ان لم يستحقنا.
العراق وكل ما على ارضه لنا, مقدساتنا معتقداتنا هويتنا وتاريخ مشتركاتنا لنا, نحن لسنا محميات وقد خُلقنا عراقيون, لنرفض من يقول عنا وعنكم مكون, نحن وانتم حقيقة عراقية واحدة وعلينا ان نبقى كما نحن.                          
في بيتكم دجال وآخر في بيتنا كلاهما شعوذوا قيمنا ومزقوا المشتركات, تخلوا عن زيتونكم ونرمي عمامتنا, بغداد لم تولد منقبة, كانت سافرة منذ طفولتها, انها ابنة الضوء, الوطنية العراقية ولدت في وضوح الأنتماء والولاء لا من عتمة الزيتوني ولا من تحت العمامة وخيمة النقاب ومن تغادره شمس الحقيقة يخنقه ضباب التخلف والأنحطاط, المقدس ان خرج عن صميم الحياة وهاجم الحريات  يصبح جائراً لايقدم شيئاً نافعاً.
الدواعش لا تحقق لكم مستقلاً ولا المليشيات لنا, كلاهما قراد يتطفل على خبزنا القليل, مراجعكم كما هم مراجعنا يجب ان ترتدي ثوب الوطنية العراقية لتكتسب دور العبادة هوية الأنتساب, ضيوفنا ليس منا ولهم فينا اكثر من سمسار وعلاس, الغزاة لا يجلبوا الراحة, ان لم نجتث الطائفية ونقتلع الطائفين من واقعنا سنبقى مكبات لسفلة المشاريع الدولية والأقليمية.
جميعنا عراقيون يجمعنا خبز الأرض والمشتركات الوطنية ووحدة المصير ولا يصح لنا ان نخطيء تجاه بعضنا لنغرق في مستنقع الفتنة, الطوائف والمذاهب والمعتقدات حق روحي ومعنوي للناس ويجب احترامها لكنها ليس الوطن, هناك في جسد العراق قطعة من الوباء الخبيث يطلق عليها واقعنا المرير "المنطقة الخضراء" حيث السفارة الأمريكية ومبغى العملية السياسية, ان لم نعِ واجبنا في استئصالها فحتفنا سيكون مشتركاً.
شقيقنا في الأقليم الشمالي, انتفخت اورامه القومية وتمدد فينا وانيابه تأكل من اكتافنا, علينا ان نتوحد من اجله واجلنا لنعيد اليه الرشد عله يشفى من ثقافة التثوير البرزاني, ان لم ينفع معه الصبر والتسامح لنساعده في استفتاء وطني للأنطواء داخل وهمه القومي, فأن توفق ــ خير على خيرــ وان فشل فالوطن مؤارب الأبواب لأستقباله شقيقاً تعلم الدرس, (الشقيق في اليوم الأسود خير من عدو في اليوم الأبيض).
شقيقي: ان تطرفت لسنيتك سأتطرف لشيعيتي ونخسر بعضنا والوطن, لا ضرر ان تكون لكل منا طائفة او مذهب او معتقد بهوية وطنية, بعكسه سنخسر والمعتقد معنا, ولا ننسى هناك في الوطن شريك لنا, عاصرنا واحياناً سبقنا في الأنتماء للأرض وترك بصماته على تاريخنا الحضاري هم الكلدو اشوريين (المسيحيون) والصابئة المندائيين واليهود, وهناك الفيليون ـــ اكراد تاريخ العراق ـــ والتركمان والأيزيديون والشبك والأرمن, جميعهم حقيقة تاريخية عراقية يجب فهمها واحترامها ومشاركتها في الوطن وفرص الحياة واعادة البناء.
الا نرتكب الفاحش من الأخطاء لمجرد التفكير في لوثة تعريب ارضهم او تكريدها, من يريد الأنفصال عربياً كان ام كردياً, عليه ان يحترم الحقائق التاريخية ويتجنب تجريدها من روحها, يستطيع ان ينكمش داخل اوهامه من خارج الجغرافية التاريخية للمكونات الحضارية, من يحاول ركوب بغلته معكوساً سيغادر التاريخ دخيلاً طارئاً فصدر الأمة العراقية سيضيق به, المكونات مجتمعة ستجد له في التاريخ مكاناً كان له, الفكر التوسعي منزلقاً لسقوط الذات, العراقيون الآن يعيدون تأثيث ذاكرتهم بحقائقهم التاريخية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن حاتم المذكور
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/12



كتابة تعليق لموضوع : عـراقـيـون...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net