ولرب ضارة نافعة . بعض اسرار الهجرة إلى أوربا .
مصطفى الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قامت أوربا بضرب عصافير كثيرة بحجر واحد .
في البداية قامت باغتيال وتصفية الكفاءات ، فدفعت بقية الكفاءات وحملة الشهادات إلى الهجرة إليها. واليوم هي بحاجة إلى شباب لسد النقص الحاصل في الايدي العاملة لديها فافتعلت في أوطاننا كل ما من شأنه أن يدفع الشباب للهجرة إليها. حروب طائفية وحروب قومية وأخرى دينية ، وتسليط حكام عملاء خونة ، وافتعال ازمات اقتصادية ناهيك عن الحرب الاعلامية والنفسية.
فهرب الشباب ، وهاجرت الكفاءات .
فقامت أوربا بانتقاء الشباب القوي ممن يحمل مؤهلات او وظائف ، او نشاط تجاري ، وكذلك اختارت العوائل التي تحتوي على اطفال وطرد من لا يعجبهم .
قاموا بترميم مشكلة نقص الايدي العاملة عندهم من خلال هذه الموجات البشرية الزاحفة نحو حلم اوربا ثم رموا بالباقي على الحدود ممن لا فائدة منهم او ارجعوهم قسرا إلى بلدانهم .
قاموا بمليء جميع الاماكن الشاغرة بالعمال المهاجرين وخصوصا الاعمال التي يأنف من العمل فيها ابن البلد الأوربي .
قاموا بفتح مجال لبعض الاعمال والوظائف لكي يشغلها الوافد الجديد ، فتفرغ شبابهم الاوربي للبحث العلمي وتطوير الامكانيات والتقدم نحو الافضل.
الحصول على عدد كاف من الشباب لبعض البنات والنساء ومن اعمار معينة ممن لا يرغب احد من الاوربيين الزواج منهم لكبر العمر او عدم الجمال وغيرها يعني ممن فات قطارها .
اعادة النشاط إلى حركة السوق الاوربية الراكدة ، والتخلص من جميع المواد المنزلية والملابس المستهلكة عن طريق عملية الشراء من قبل الاجانب.
الحصول على حصة الاسد لكل بلد اوربي من صندوق دعم المهاجرين في الامم المتحدة. والاموال بالمليارات.
بعد الضربات الاقتصادية في أوربا قررت اوربا الغاء (الشنغن) ، ولكن لا تستطيع خوف الفضيحة من فشل سياستها المالية التي سوف تترك أثرا سيئا على البورصة ، والشركات ، والتجارة الحرة . فعمدوا إلى اثارت الهجرة بهذا الشكل الجنوني ، عندها اصبح عندهم العذر لغلق الحدود والسيطرة على الاقتصاد ، تحت ذريعة منع موجات الهجرة الهائلة.
فتح الحدود بين اوربا بما يعرف اتفاقية الشنغن بدأ يُشكل خطرا عليهم عبر تدفق بعض الارهابيين وللتخلص من ذلك والسيطرة على مافيات تجارة البشر والتهريب استغلوا موجات الهجرة لغلق الحدود والغاء الشنغن .
صيدهم الأكبر هو (الذرية) المواليد الجدد الذين سيولدون او الذين أتوا مع ذويهم مهاجرين فهؤلاء الاطفال هم اثمن صيد لترميم النقص البشري في أوربا وتصور المانيا بحاجة إلى سبع ملايين شاب او طفل لسد النقص في الجيش و الايدي العاملة الحاصل نتيجة عمليات التقاعد وكبر السن والامراض النفسية .
في اعتقاد الاوربيين وحسب دراساتهم فإن الذي يصل أوربا عبر هذه الطرق الخطرة والملتوية فهو انسان فاعل ذكي نشط مسؤول يُمكن تطويره لخدمة البلد ، والاستفادة منه في الأعمال المتدنية أيضا.
أوربا على اطمأنا بأن اي لاجيء يصل إليها لا يرجع إلى بلده ثانية وبعد جيل سينسى اطفاله بلدانهم لا بل حتى لغتهم ، ولربما دينهم وعاداتهم وتقاليدهم اي عملية ذوبان تامة. وفي حال عودتهم سيُساهمون في خراب بلدانهم ، وسيكونوا مكروهين من قبل مجتمعاتهم لأنهم من مزدوجي الجنسية. وهذا يضمن رجوعهم إلى أوربا وبقائهم فيها.
تحسين النسل الأوربي لأن المهاجر خصب ولا يُعاني من مشاكل وامراض نفسية قوي البنية نشط الروح طموح له قدرة على التحمل ، امريكا لم تتطور إلا من خلال الهجرة وتدفق المهاجرين وكذلك لندن وباريس وغيرها.
تُكلف عملية تربية الطفل في أوربا وتنشأته عبر مراحله كلها حتى يصبح شابا منتجا يافعا فاعلا تكلف الملايين والكثير من الجهد والتعليم والتعب لإيصاله إلى مرحلة الانتاج ، بينما المهاجرون يتعب عليهم بلدهم وينفق على تعليمهم وتتعب عوائلهم في تربيتهم ثم يأتون جاهزين فتستحوذ عليهم اوربا من دون تعب ، يصلون إلى أوربا وهم في اوج نشاطهم وطاقتهم فيتركون فراغا في بلدانهم يُدمر الاقتصاد ، ويُعزز اوربا.
من أجل دفع الشباب للهجرة إليهم يعمدون لإشعال الحروب والفتن الداخلية والاقليمية لدفع الشباب إلى الهجرة ، والتخلص من خزين الاسلحة عندهم والذي اصبح عبئا وقديما ولربما بدأ بالفساد ايضا ورميه على تلك البلدان لاشعال النار اكثر واكثر فيدفع الشباب للهروب واللجوء إلى بلدان السلام والاحلام الجنة الموعودة ولا يعرفون انهم مُستجدرجون إلى الضياع .
ولرب ضارة لنا نافعة لهم . وهناك اسرار تحيط بعملية الهجرة المفاجئة التي حصلت مؤخرا بهذا الشكل السريع والكثيف سوف يكشف عنها المستقبل .
تحياتي
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مصطفى الهادي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat