صفحة الكاتب : عماد الاخرس

الألقاب الدينية في مؤسسات الدولة العراقية
عماد الاخرس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ظاهره جديدة تغزو مؤسسات الدولة العراقية منذ التغيير عام 2003 وهى شيوع استخدام الألقاب الدينية وأعنى بها ( الحجى .. السيد .. الشيخ .. العلوية .. الخ ) وترافقها أحيانا كلمات غايتها الاستعباد والتسلط عند التعامل بها في غير أوساطها الحقيقية ومنها ما هو ديني مثل ( مولاي ) أو اجتماعي مثل ( عمى ) !!
    ولا اعلم إن كان هذا التنوع والتعدد في الألقاب مرتبط بدستور النظام الديمقراطي الجديد الذي سمح بتعدد الأحزاب وجاءت لتحل محل كلمة ( الرفيق ) التي كانت وحيده في النظام الشمولي البائد الذي لا يسمح بذلك . 
     يبقى هناك فرق لابد من الإشارة له وهو إن الألقاب الجديدة دينيه مرتبطة بظهور أحزاب الإسلام السياسي بينما اللقب القديم لا ديني ومرتبط بحزب البعث العلماني !
     وتبرز هذه الظاهرة بوضوح عند مراجعة المواطن للمؤسسات العراقية لغرض انجاز معاملة ما  .. حيث  يرشدك الموظفون بصيغه وأخرى على صاحب احد هذه الألقاب فيها .. وعلى سبيل المثال.. اذهب إلى السيد  .. اتصل بالحجى .. السيد عند المدر العام .. الحجى عند الوزير .. الخ ! 
     وطبعا من خلال حديثهم تظهر الإشارات الواضحة على انه الآمر الناهي الوحيد القادر على حل مشاكل المعاملات المستعصية ولا يمكن أن تُنْجَز إلا بمساعيه وتدخله ! 
      أما مواصفات اغلب حاملي هذه الألقاب فهي   .. يرتدى بدله من الموديلات القديمة ذات سروال قصير واغلب الأحيان سوداء .. لا يرتدى ربطة العنق .. لحيه غير منتظمة ومختلفة الطول من واحد لآخر .. يحمل سبحه  طويلة مائه وواحد ذو الخرز الصغير وسوداء اللون .. يحرك شفاه بهدوء لكي يُشعر الناظر بأنه يحفظ ويقرا السور القرآنية بشكل مستمر ويذكر الخالق ( جل حلاله)  .. الخ .
     وإذا شاءت الأقدار وكنت سعيد الحظ وتمتعت بامتياز الوصول إلي واحد منهم  والجلوس في غرفته فتجد القران الكريم على مقدمة مكتبه وخلفه لوحات لسور قرآنيه  أما سجادة الصلاة فهي موجودة في مكان بارز وبجوارها عدة الوضوء. 
      وعن أهم التفسيرات لتفشى هذه الظاهرة فهي ..  أولا ..  الترويج لنزاهة الموظف الذي يحمل هذا اللقب والتأكيد على انه ليس فاسدا بل معصوما .. ثانيا .. لا يحمل اغلب أصحاب هذه الألقاب الشهادات الدراسية لذا فهم لا يحملون الألقاب المهنية والأكاديمية  .. ثالثا.. محاولة البعض تعزيز هيمنته وتسلطه من خلال اللعب على الورقة الطائفية واختياره اللقب الذي يتناسب مع الهوية المذهبية للمسئول الأعلى أو أحزاب الإسلام السياسي المهيمنة على مؤسسته.. رابعا.. يحاول البعض درجها ضمن مشاريع اسلمة الدولة والإساءة للدولة العراقية المدنية الديمقراطية التي ينتمي العراقيون لها من كل الأديان .
     وأقولها مزيدا من الاحترام والتقدير لجميع الألقاب الدينية مادام التعامل بها محصورا في الأوساط الإجتماعيه والدينية وبعيدا عن التفسيرات أعلاه .
     لذا ولخطورة هذه الظاهرة والخوف من امتدادها لتدخل في المخاطبات والكتب الرسمية لمؤسسات الدولة  نطالب الحكومة والبرلمان بضرورة إصدار التعليمات اللازمة للحد منها ومعاقبة كل من يروج لها واعتماد الألقاب المهنية والأكاديمية التي تُحَددها الشهادة الدراسية .
 4\7\2011

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عماد الاخرس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/05



كتابة تعليق لموضوع : الألقاب الدينية في مؤسسات الدولة العراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net