شهرزاد؛ .. وحكايات ألف ليلة وليلة من الإنبطاح؟؟..
وليد كريم الناصري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قد ترى جذعها قوي مستقيم، نُخيلات تنحني من الأعلى تحيي الإقليم، أسرابٌ من الطيور، تهاجر الى دهوك والسليمانية، وتغني فرحاً أُغنية (الإنبطاحية على جسر المرجعية) يتقدمها هدهدٌ بريشٍ كثٍ ( ابو فليح السنيد)، وفيروز لكن بلسان سليط،(هند قومها)، أوهموا الشعب، بأنهم ذاهبون لحمل عرش بلقيس ألى بغداد، والحقيقة إن بغداد حُملت للإقليم، لأن الهدهد لم يستطع هذه المرة، المَلك مفسد، ولبلقيس ما تريد، وما على الهدهد والمَلك إلا الطاعة، فمُلك الولاية لا بعده مُلك.
هجرتهم لم تكن من خلف الكواليس، بل أمام سذاجة من صوت لهم، وعلى مرأى ومسمع من استغلوا فقره بسندات مزيفة، وفي نهار الإعلام المضلل الفاسد، الذي أربك عقول بسطاء الناس، زرعوا بذرة محبة مع الكرد، وجسور تواصل، وحصدوا منها مصالحهم، وقالوا للشعب، إن الاكراد عدوٌ لكم، فلا تتخذوا من الاقليم شريك.
لا أريد أن اعدوا بفكرك مع تلك الأزمة، لكن مالفت نظري كلام لمتعقل، جعل بداخلي فضول أن أسأل، ماذا كان يقصد بمفردة الإنبطاح في معجم الفتلاوي ؟.
هل الأنبطاح، أن يشغل( بابكر زيباري)، منصب رئيس أركان الجيش، لمدة (8) سنوات؟ أم إستبداله بالفريق (عثمان الغانمي)؟ هل الأنبطاح يقضي بتسليم الإقليم ( 100ألف) برميل يومياً الى بغداد مع توقيع لولاية ثالثة، مقابل (ملياري دولار) تُسلم للإقليم؟ أم الأنبطاح أن يتعهد الإقليم، بتسليم (150 الف) برميل يوميا مقابل (500 الف مليون ) تستقطع من حصتهم بالموازنة؟.هل الأنبطاح إن تسلم موزانة ( 17% ) للإقليم دفعة واحدة، مع مناصب سيادية؟ أم الأنبطاح قطع رواتب الإقليم منذ شهر اب الماضي ؟.
هل الأنبطاح إستحداث مناصب نواب رئيس الوزراء، ليكون (روز نوري شاويس) أحدهم، إرضاء للإقليم؟ أم الغاء تلك المناصب حالياً؟ هل الأنبطاح تتويج (بارزاني، وروز نوري شاويس، وبرهم صالح، ومام جلال) بأفواج حماية على نفقة الحكومة الأتحادية؟ أم تقليص وإعفاء ونقل تلك الحمايات؟ .
الإقليم إحتضن وفود دولة الهدد، ولكن النتائج كانت قائمة من التنازلات بالمناصب، مقابل توقيع على رئاسة الوزراء، واليوم بغداد تحتضن وفود الاقليم ليكون قرارها الأول، دخول التعريفة الكمركية والضريبة على تجارة الأقليم حيز العمل الفعلي، بعدما ركن هذا الملف على رف التنازلات والمكاسب.
القدر المشترك، والوطن مشترك، يذيب جليد الأنبطاح، أيقن الأكراد،أن باب الخروج من الأزمة، لا يكون إلا عبر بوابة بغداد، وبدلاً من أن تهاجر أسراب سياسيين ما قبل عام 2014، ألى الأقليم بإيفادات ومميزات أنهكت الشعب، راحت أسراب طيور الأقليم تأتي بغداد، فهل إنبطح الأكراد للحكومة الأتحادية؟ وهل يحسب هذا أنجاز بنظر أصحاب القرار سابقاً؟.
بعد سنواتهم الثمانية، أينع ثمر أزماتهم، وحان وقت أقتطاف ريع شجرة الفساد، فملئت سلال الشعب، تقشف وحرمان، وبان الأنبطاح طافياً، على لوح بعض من أدرك الحقيقة، كذّبوا ثم كذّبوا، حتى صدقّوا أنفسهم، وصدّقت بهم الناس.
وأخيراً؛ وبعد إن عصفت الأزمة بالبلد، وإنكشف غطاء تلك المداهنات والمراهنات، بانت سعاد على حقيقة أمرها، شبحٌ كان الإقليم، أم صِور للشعب ذلك؟،أم إنها حكومة بغداد أدركت وجودها وقوتها، بإستدراج ذاك الغول، الى قفص الطاولة؟ أيما تكون الصورة، فأنه يحسب إنجازا للحكومة الحالية، وإخفاق للحكومات سابقاً، و من خلاله يفهم من هو كان منبطحاً؟ وكيف كانت شهرزاد تقص لشهريار حكايات الانبطاح؟.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
وليد كريم الناصري

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat