تعنت الحاكمين وفسادهم حبس الرحمة الالهية
سعد بطاح الزهيري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }الأعراف85.
من يمسه الضر يلجأ للقرآن الكريم ليحل كل معضلة ويعظ من ضاقت به السبل، ويحذر من يحاول العبث، لكن وللأسف إن السياسيين وبالأخص من تسنم مواقع حساسة في البلد، يبدو أنهم لم يتطرقوا للقرآن الكريم، على الرغم من ادعائهم الدين والأسلام.
الحديث في القرآن الكريم ذات مدلول واقعي ،وعندما نعود لتاريخ ما قبل 2003 ،لوجدنا أن الخالق قد أعطانا بينة و دلالة، جثمان جثى على صدورنا لمدة ثلاثة عقود من الزمن ،أكلت الأخضر واليابس ، أزهقت فيه الأرواح والأنفس الزكية.
لطفه تعالى كان حاضرا ولن يغيب عن أرض وسماء الرافدين ، جاء الإصلاح وانجلت الغمة، و كنا نتمنى بثورة للإصلاح ،و أنصاف المظلوم وان نكون بمصاف الدول ، لكن و لكن تحمل بين طياتها اه وألف اه .
المتصدي لزمام الأمور في البلاد ، بعد 2003 هم حزب الدعوة ، لنقف ولنتحدث عن الإصلاح وعن أنصاف المظلوم ،و عن البنى التحتية أين كانت ؟ وأين أصبحت ؟ .
عند احتساب موازنة العراق منذ عام2003 ولغاية الآن ،فهي بالأجمال (850 ) مليار دولار أمريكي ،هذا الرقم خيالي تقف وتحير به العقول ، أتعلمون أين ذهبت هذه الموازنة الانفجارية ؟فهي صُرفت بعدة وجوه ، منها فساد شخصي للقائد الضرورة وحاشيته ، ومنافع خاصة بفساد النظام ،و قرارات وإجراءات الدولة البالية ، والسلوكيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية السائدة, التي تحجز طريق الانطلاق و التنمية ،لكن الفاشل خلف وراءه 9000 مشروع معطل ،ناهيك عن المشاريع الوهمية ،التي تقدر بضعف العدد أعلاه.
لو عدنا للوراء وإلى تاريخ أوربا ،بعد الحرب العالمية الثانية ، كيف نهضوا بتاريخهم؟ وكيف وصلوا إلى ما هم عليه ؟ اعتمدوا مشروع مارشال لأعمار أوربا ، مشروع مارشال (صدر رسميا باسم برنامج الإنتعاش الاوروبي، ERP)، هو برنامج اقتصادي لتشجيع الدول الأوروبية على العمل معًا للإنعاش الاقتصادي بعد الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945م). ففي يونيو 1947م وافقت الولايات المتحدة على مساعدة أوروبا إذا ما وافقت هذه الدول على الاجتماع لتقرر ما تحتاج إليه. وكان الاسم الرسمي للمشروع هو برنامج الإنعاش الأوروبي. وقد أُطْلِق عليه اسم مشروع مارشال لأن وزير الخارجية الأمريكي جورج مارشال كان أول من اقترحه،
و صندوق مارشال للأعمار بلغ 15 مليار دولار ، للأعوام 1947_1951 ، أي ما يعادل 148 مليار دولار بقيمة اليوم ،أي قيمة موازنة العراق لعام 2014 التي ضاعت ادراج الرياح ،هل نحن بحاجة إلى مارشال العراق لينقذنا؟ ؟.
عندما ننهض بالبلاد علينا أن نأخذ عبرة ،من الماضي القريب وان تكون هناك أيادي نظيفة، تدير دفه الحكم بنزاهة وشفافية أمام الملأ ،لا كما نحن عليه اليوم من أزمة سياسية طائفية، إلى أزمة سياسية طائفية مالية

الموضوع السابق وطن يرقص على جراح شبابه!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat