صفحة الكاتب : جواد محمد الكفلاوي

ذو الكفل (ع) – لا ينحب ولا ينسب –
جواد محمد الكفلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يعتقد  بعض المسلمين من عوام المسلمين  بأن نبي الله ذي الكفل (ع) الواقع جنوب مدينة الحلة ناحية الكفل – لا ينحب  ولا ينسب -
وأسباب هذا الاعتقاد كما يدعي هؤلاء العوام من المسلمين   بان هذا النبي يهودي قد كفل اليهود ونجاهم من القتل لهذا ( لا ينحب)  ولأنه نبي من أنبياء الله فلهذا ( لا ينسب ) وسبب هذا الاعتقاد بساطة بعض المسلمين وقلة ثقافتهم الدينية وعدم تثقيف رجال الدين في تلك الفترة لهم ورد هكذا إشاعات وتعريف الناس بقدسية هذا النبي وقبره وان ذا الكفل  (ع) قد ذكر في القران الكريم في سورتي مباركتين وهو لا يقل شأنا عن باقي الأنبياء
وأما  عند اليهود فأسباب هذه المقولة لها دوافع كثيرة أهمها  أبعاد المسلمين عن زيارة هذا النبي وإقامة شعائرهم الدينية خارج هذا المرقد  ودفع الخطر الذي حدث في سالف الأزمان أيام طردهم من المرقد (703 هـ ) وحصر  سدانة المرقد بهم مما أتاح لليهود الذين تولوا سدانة المرقد وبحكم عثماني أن يغيروا معالم مرقد نبي الله ذي الكفل (ع) ومقام الإمام علي (ع) ومسجده ورفع محرابه وردم بئره وطلي زخارفه بزخارف وكتابات حديثة  وان يدفنوا موتاهم داخل أسوار المسجد وقرب القبر الشريف ويضيفوا بعض الزخارف والكتابات العبرية بدلا من الزخارف والكتابات الإسلامية  مستغلين عدم تردد المسلمين لزيارة المرقد وسدانتهم له مما يجعل الزائر يشعر بأنه  داخل كنيس يهودي وليس مرقدا لأحد الأنبياء  أو مقاما لسيد الأوصياء أو مسجدا اسلاميا قديما وبالفعل حصل اليهود ومن خلال هذه الإشاعة على مرادهم في المرقد فبعد أن هجّروا من العراق وتركوا سدانة المرقد  كانت هذه الإشاعة قد أخذت مأخذها في نفوس  عوام المسلمين وأضحى المرقد شبه مهجور لقلة زائريه من المسلمين بل حتى وكلاء المراجع آنذاك لم يقيموا صلاواتهم وشعائرهم  في المرقد  وكانت محل إقامتهم لهذه الشعائر في المسجد الذي يبعد بضع مترات عن المرقد وقد وصل الإهمال فيه بسبب سياسية النظام السابق إلى إهماله حتى من جهة العمران باعتباره مزارا يهوديا  لتمتلئ اواوينه بالخفافيش والعقارب وتكون ماذنته التاريخية بيتا للبوم واللقالق وقد سببت هذه الإشاعة  قلة احترام وتقديس لهذا المكان الطاهر حيث تجاوز عليه البعض ليجعل من ساحات المسجد اصطبلا لربط الخيول والحمير والكثير من الانتهاكات الذي لا أرغب في ذكرها بسبب هذه الإشاعات التي بثها اليهود آنذاك  
 واليوم وبعد سقوط صدام حسين  وتولي ديوان الوقف الشيعي رعاية هذا المرقد والمقام والمسجد المبارك  للامام علي (ع) بدأت حملة جدية لدفع هذه الإشاعة بتذكير  الناس بمقام الأنبياء وقدسية أضرحتهم  وثواب من خدمهم وأكثر من زيارتهم فهم أولياء الله وأحبائه وأوصيائه واوصفيائه والإدلاء عليه ورسله من والاهم فقد والى الله ومن عاداهم فقد عادى الله تعالى ومن عرفهم فقد عرف الله ومن جهلهم فقد جهل الله.
 أن هذا المرقد الشريف والبقعة الطاهرة قد تشرفت بقدوم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وولده الامام الحسن  عام ( 36 هـ ) إليها والصلاة على تربتها واتخاذ أتباعه على هذا المرقد مسجدا فلهذا فان هذه البقة المباركة والتي ضمت جثمان نبي من أنبياء  الله تعالى ومقاما لسيد الأوصياء علي بن أبي طالب لا تقل شأنا من باقي مراقد الأنبياء كنبي الله ( هود وصالح وأيوب ويونس وغيرهم من الانبياء (سلام الله عليهم أجمعين )
ومقام الإمام علي ومسجد النخيلة التاريخي  لا يقل شانا عن باقي مقاماته –ع- في العراق وخارجه  وأما مسجد النخيلة التاريخي والذي شيّد على القبر الشريف لنبي الله ذي الكفل (ع)  لا يقل قدسية عن مسجد براثا ومشهد رد الشمس ومسجد الكوفة فقد كان للأنبياء (ع) مقاما لهم فيه وقد عرف في الروايات بمسجد إبراهيم الخليل –ع- وانه في المستقبل سيكون مسجدا ومقاما للإمام الحجة المنتظر –عج- كما ورد في روايات ظهوره –ع-  وبدا الوقف الشيعي بإحياء جميع المناسبات الدينية والأدعية المختارة  وأقاموا فيه صلاة الجمعة والجماعة بعد سقوط النظام
وأما من جهة العمران فاستطاع ديوان الوقف الشيعي أن ينقذ مأذنته التاريخية من الانهيار وتقديم ما أمكن تقديمه للزائرين من خدمات .كل هذا ساعد على إقبال وزيادة الزائرين إليه وخاصة في أيام الجمع والزيارات والعطل الدينية والرسمية .
 وفي الختام نسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لخدمة نبي الله ذي الكفل (ع) ومقام سيد الأوصياء علي بن ابي طالب وخدمة زوار هذا المكان من كافة بقاع العالم والإخلاص في ذلك كله
واليوم الجميع مطالب شرعا وقانونا بالاهتمام بهذا المرقد والمقام والمسجد التاريخي والسعي لا عادته ( مرقد ومقام ومسجد ) بما يلائم قدسيته الحقيقية .
25 / رجب الاصب /1432 هـ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد محمد الكفلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/03


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : ذو الكفل (ع) – لا ينحب ولا ينسب –
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : علي الحسناوي ، في 2016/03/15 .

قد تكون هذه العباره نابعه من الجهل بحقيقه صاحب المرقد ،فمن هو ؟ لا احد يعلم حقيقته واسمه الصحيح وحياته واعماله وهل هو ذي الكفل ؟؟هذه التساؤلات الى الآن لم تجد الجواب .فبين فتره واخرى نسمع بحث جديد حوله ،،فربما هذا الكلام نفسه في السابق فأطلقت هذه العباره (لاينحب ،اي لايعرف من هو حتى تحبه وكذلك لاينسب ،لانكم لاتعلم من هو فقد يكون رجل صالح او نبي

• (2) - كتب : صادق مهدي حسن ، في 2011/09/24 .

أحسنت..أحسنت..أحسنت..أحسنت..أحسنت..أحسنت..أحسنت..أحسنت.







حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net