صفحة الكاتب : واثق الجابري

ماذا سرق داعش من مول الجوهرة؟!
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أعطى تحرير مدينة الرمادي من داعش؛ دافعاً كبيراً وثقة بقدرات القوات الأمنية، وتقارب مذهبياً وتوسع مفهوم المواطنة، وفهم المخططات التي تحاط من الخارج؛ لإشعال نار الفتنة الطائفية والإقتتال المجتمعي.
لم يأتي النصر من قوة منفردة بذاتها، وأن كانت مقدمة المعركة بيد قوات الجيش؛ فأن للحشد الشعبي سند في حماية ظهر المعركة، والعشائر في جغرافيتها ووطنيتها.
تغيير الشارع الأنباري مثل باقي مناطق العراق، وبدأ كثيرون يقدسون القوات المسلحة والعشائر المقاتلة والحشد الشعبي. وأعطى معنوية عالية وتحسين لصورة القوات المسلحة، التي طالما إتهمها بعض الساسة، بل دفع هذا النصر الى إعادة معنوية إرتباك الإنسحاب من الموصل، الذي ولّد الشكوك بقدرة الجيش؛ بعد إعلام هوّل داعش، ووضع مشاريع الحرب الطائفية، كفرضية واقع حال.
عّمّت فرحة الإنتصارات بمناطق واسعة من العراق، وخرج أبناء حديثة والصقلاوية وبروانة والبغدادي؛ مبتهجين بالخلاص من داعش، وعبروا عن تلاحم كبير وتبادلوا التهاني، وإلقاء اللوم على ساسة إعتبروا الطائفية وسيلة بقاء في السلطة، وتاجروا بدماء أبناء عمومتهم، وهناك عوائل الحويجة تخاطر بنفسها بين العبوات؛ من أجل الوصول الى القوات المسلحة؛ بينما تحولت الموصل الى عبوة ناسفة كبيرة، وبانت إستعداد هزيمة داعش.
إعتمدت عصابة داعش في عمليات تسميها نوعية، في نشر ذئاب متفرقة؛ بشكل مجاميع لا تتجاوز عدد الأصابع، وتحاول إثارة الرعب بين المواطنيين؛ خلال تفجيرات إجرامية بمفخخات وإنتحاريين، وحادثة تفجيرات ديالى وبغداد الجديدة، واحدة من مسلسلهم المكشوف، بل دفعوا كل جهودهم للسيطرة على مول الجوهرة في بغداد الجديدة؛ من خلال أربعة إنغماسيين، ولكن قتلهم لم يتجاوز 15 دقيقة بمساعدة المدنيين.
إن الإعمال الوحشية التي إرتكبتها داعش؛ إسقطت الأقنعة وبانت عورات شعارات التقسيم والطائفية، وأتضحت نتانة خلفياتهم الفكرية، وعاد العراق أكثر قوة وتماسك نسيجي؛ رافضاً أيدلوجيات الأستقطاب الطائفي الأقليمي، وأعطى الشعب حافزاً للقوى السياسية لتوحيد جهودها ومحاربة الإرهاب، ومنع أي تحرك لسرقة الإنتصارات، التي لا جدل في تحقيقها في الأيام القادمة، وسترمي من تسارع لتهويل حوادث ديالى وبغداد الجديدة؛ في عزلة وطنية.
الإنتصارات الكبيرة؛ حصيلة تضحيات وبطولات وصولات، وتلاحم وطني بين المجتمع وقواه الأمنية وحشده الشعبي وعشائرة الغيورة.
ليس الهدف الإساس لداعش سرقة مول الجوهرة؛ إنما سرقة جوهر الإنتصارات والتلاحم، ولا تفجيرات ديالى تعيد حلم وحشية الطائفية ومخططات داعش، وقد عاش العراقيون محنة تقاسموا في رغيف الخبز في مناطق النزوح، وتعاملاً في قمة الإنسانية لإخلاء العوائل من بطش الإرهاب، وبداية الأنتصارات بوادر تقارب مذهبي؛ لن تثني عزائمه أفعال إرهابية؛ نعم أن الإرهاب يفعل شيء ويبغي غيره، وعادة الجوهرة هدف السُراق، وداعش أراد سرقة شيء غيرها؟!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/14



كتابة تعليق لموضوع : ماذا سرق داعش من مول الجوهرة؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net