صفحة الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي

الفتنة الكبرى من جديد
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حينما كتب الأديب المصري الكبير طه حسين رحمه الله  عن الفتنة الكبرى ,التي حصدت الإمكانيات البشرية في الأمة العربية والإسلامية , وبقيت آثارها إلى اليوم , تلك الفتنة التي أثارها طلاب السلطة ظلما وعدوانا ,  ضد دولة الإمام علي بن أبي طالب{ع}.فتنة بدأت تفاصيلها من الغيرة والحسد , وتحمل المسلمون وزرها , ولعقت الأجيال طعم مرارتها إلى اليوم .

   هذه الفتنة اشتعلت نيرانها في العراق الآن بنفس المقاسات التي اشتعلت فيها تلك الفترة .. ولا بد للعقلاء أن تتحرك أقلامهم لرص الصفوف , وبيان موقفهم الإسلامي والوطني ..

نحن في العراق نعيش منذ أن وجد أجدادنا أنفسهم على هذا التراب , إننا ننقسم شيعة وسنة ومسيحيون وصابئة وشبك , وكان بيننا يهود قبل نكبة فلسطين , وإننا عرب وأكراد وتركمان وايزيدية وغيرهم .. هذه التركيبة تتأثر بالوضع السياسي , وتكون وقودا للنار الفتنوية التي تقع بين السياسيين عادة  .. ما أريد قوله يهم جميع العراقيين الوطنيين الشرفاء( فقط) الذين يحبون ترابا اسمه عراق ..

   وجهة نظري اعتقد إنها تتعلق بمستقبل العراق , ما يهمني هو وحدة العراق , إخوان يشاركوننا في الوطن , في انتصاراته ونكباته , أخوان وشركاء ,بيينا رابطة قوية هي رابطة الدين التي دخل علينا السياسيون من خلالها .. وخلال متابعتي للإعلام الأسود والأصفر للقنوات الموبوءة التي تمول من عملاء إسرائيل وأمريكا , تشن تلك القنوات سيلا جارفا من الشتائم والانتهاكات عن الرموز السنية , يقابلها الإعلام السني المدعوم من نفس المصادر فأصبحت مواقفنا نهبا لهذا وذاك .  وأمريكا وإسرائيل تحرك الشارع العراقي من خلال هذه القنوات . 

حقيقة .. أصبح أخواننا السنة أمام واقع قاسي  , لعدة أسباب على رأسها إنهم كمذهب لا يمتلكون مرجعية دينية ولا سياسية في العراق , فانتهبهم السياسيون والصراعات , فتهدمت بيوتهم ومساجدهم , وأضحت مدنهم ساحات حرب لا تبقي ولا تذر , ومن خلال هذه الأزمة الأخلاقية انبرى عدد من السياسيين السنة يدعون إنهم يمثلون المكون السني , وهم بعيدون عن التدين , فسقطوا واحدا بعد الآخر من خلال مواقفهم  , كما سقط ساسة الشيعة لنفس الأسباب , غير إن الفرق بين الشيعة والسنة , إن الشيعة عندهم قيادة المرجعية , فقط هذا هو الفرق وهو أمر كبير أن تتوحد رؤيتهم للقيادة , يقابلها تشرذم السنة وحيرتهم هذه الفترة ... إنني أخاطب الشرفاء مرة ثانية  وثالثة ورابعة , أن يلتفتوا إلى الدور الإعلامي الذي تقوم به القنوات الشيعية التي تستخدم سب الرموز السنية علنا وظلما , لا تجعلوا أخواننا السنة ينظرون لهذه القناة التابعة للدولة الفلانية إنها ممثلة للسنة , لا تتهموهم إنهم بلا ولاء , وانتم تشتمون بإذاعاتكم الممولة من أقطار لا تحب الإسلام ولا العراق , لا نريد أن يعلمنا الكويتي  ياسر الحبيب ومرتضى الشيرازي وشخص أفغاني  لا اعرف اسمه , هؤلاء جعلوا بعض الشباب السنة صراحة ينظرون لمن يدافع عن مذهبهم انه هو ممثل المكون السني , أصبح السنة اليوم في موقف لا يحسدون عليه .. رفقا ببلدكم .. رفقا بأبناء دينكم  ووطنكم .. رفقا بأنفسكم  وإخوانكم , أخشى أن يكون داعش يوما  ممثلا عن المكون السني ولا يجد الشباب السنة من يخلصهم غير داعش.. يقول تعالى :{  وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ } .

8-1-2016


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عبد الحافظ البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/08



كتابة تعليق لموضوع : الفتنة الكبرى من جديد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو الحسن ، في 2016/01/11 .

احسنت شيخنا الفاضل جزاك الله خير جزاء المحسنين
ان الشيعه والسنه وقعوا طعم سهل بين انياب سياسيي الصدفه الذين جلبهم المحتل سواء السنه والشيعه فقد كانت اذكاء الفتنه الطائفيه اهم سبب من اسباب ديمومتهم
فهذا سماحه الامام المفدى السيد السيستناني دام ظله الوارف يقول لا تجعلوا السنه اخوتكم بل اجعلوهم انفسكم وتخرج علينا الراقصه البعثيه حنان الفتلاوي بتصريحها الشهير اريد سبعه سنه مقابل كل سبعه شيعه وهذا محتال العصر والمغرب صاب مقوله بعد ما ننطيها يطلق على المتظاهرين فقاعه ومن كربلاء المقدسه يطلق تصريحه الشهير معسكر الحسين ومعسكر يزيد والحسين منه براء
بالمقابل جلست جوقه حيدر الملا وظافر العاني وحارث الظار وليس النافع يغذون الفتنه ويوصمون الشيعه بالصفويه
وهذه ايران تلعب لعبتها في العراق من خلال اذنابها هادي العامري صاحب التصريح المقزز لولا حكومه قاسم سليماني لكانت حكومه العبادي بالمنفى او قاسم الاعرجي الذي يطالب بنصب تمثال للجنرال سليماني وكئننا لم ندفع هذه القوافل من الشهداء الابطال وان الفضل الاول بالعراق لايران لهذا اشتعلت الفتنه بين السنه والشيعه بسبب العهر السياسي الذي لايعرف للشرع اي اعتبار المهم كراسيهم وسرقاتهم وليذهب الشعب للجحيم




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net