صفحة الكاتب : محمد الزهراوي

سَيّدَةُ البَيْت
محمد الزهراوي

 قتَلتْني عيْناها
وَهِيَ الجرْح
الّذي صارَ
لَدَيّ مَكاناً.
سَعيدٌ منْ تُحِبُّهُ
ولا تضُنُّ بِالْحُزْنِ
على الشُّعراءِ.
تُدْفِئُني بِاسْتِمرارٍ
مُذْ بَدأتْ
تضَعُ الكُحْلَ
مُذْ فاضَ
بِيَ النّهرُ..
معَ أوّلِ شُعاعٍ
أي!..
مُنْذُ اجْتاحتْني
الرُّؤى الكَوْنِيّةُ
وجرَفَنِي التّحوُّلُ.
وكَوْنِي..
غَريب الهَمِّ كنَبْعٍ
شَهِدَتْ
فِي الهَوى
كُلّ سُكْري.
لا اسْمَ لَها
ولا رسْم.
إنّها..
تشْكيلٌ وَرِثْتهُ
وسَليلَةُ الأناشيدِ.
لا الْخيْلُ ولا
اللّيْلُ يبْكي علَيَّ
أوْ دونَها يلْحقُنِي..
دَمي مُلَوّثٌ
بِها مِن النّهْرِ
إلَى النّهرِ..
يقولُ الأطِبّاءُ.
مَخْطوطَةٌ فِي
روحِي..
كبُرْجِ مرْفإ
وخطْوُها
فِيّ أجْملُ مِنْ
إيقاعٍ..
وسطَ القَصيدَةِ.
أرْمقُها قَلِقاً
تُفّاحُها أمامي
يَحْمرُّ خجَلاً.
إذْ تبْدو..
كأنْ لَم
يَمْسُسْها بشَرٌ.
وفِي حظْنِها
كُلُّ هَزائِمي.
كمْ حاوَلتْ
نفْسي السّلُوَّ.
جِئْتُ أشكوها
إغْتِرابِيَ الكافِرَ
حِمَمِيَ الزّرْقاءَ
على شمَعَةٍ
فِي ظلامِ وحْدَتِي
وطيَرانِها البَعيدِ.
كوْنُها..
أكثَرُ إنْسانِيّةً
ولَم يَمْسُسْها
بشَرٌ غيْر
مُلوكِ الطّوائِفِ.
فَإذا بِها
كابْنَةِ الدّهْرِ
وعَدا..
ما عِنْدها
مِن الْخِبْرَةِ
أعدّتْ إلَيّ
الْكثيرَ مِنْ
جَحافِلِ
الْمُلِمّاتِ.
كأنّما..
كُلُّ الآلِهَةِ
زوّدَتْها
بِهذِهِ الفُنونِ
واخْتارتْها
عاشِقَةً
لِتعْذيبي.
أنا لا أتَطاوَلُ
على
سَيِّدَةِ البَيْتِ.
فضْلاً عنْ هذا
وعنْ موسيقاها
الصّاخِبَةِ..
عَجيزَتُها بحْرُ
شَرِسٌ وفحْشُها
النّهارِيُّ..
يُهَدِّدُ كُلَّ
الْمدُنِ بالزِّلْزالِ.
كيْف لا أقْتَرِف
معَها الشّعْر..
هِي أيْظاً مُغْرَمَةٌ
بِيّ كَحُمّى
المُتنبّي وعَيْناها
نَهْرُ كُحْلٍ يتْبَعُني
بِما أوتِيَتْ مِن
العِدى والسّكاكينِ
كلّ حَجَلِها أمامي
ولا خوْفَ مِنّي
أوْ عَليّ..فأنا
نسْرُها الْهَرِمُ
أُهَدِّدُ أعْشاشَها
العَفِنَةَ بِالطّوفانِ
ولكِنّها كثيراً
ما تُشْعِرُنِي
بالْحُزْنِ..
كَسيْجارَةٍ أوْ
مَحْكومٍ بِالإعْدامِ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الزهراوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/03



كتابة تعليق لموضوع : سَيّدَةُ البَيْت
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net