صفحة الكاتب : محمد علي مزهر شعبان

وداعا عام الافراح والاتراح
محمد علي مزهر شعبان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سويعات وعام يختم سجل ايامه ، سطور مدماة انتصارات اصطبغت بالدماء واجواء اللازورد اكتحلت بالسواد والدخان . عام مر على بلدنا حيث امتلأت الجدران باللافتات تعلن ولادة ارادة بأستشهاد فتية كأنهم العقد وسط القلادة . مر عام  فأي ايات بينات انارت ايامه ؟ واي حدث يسجل ألمع سطوره ؟ عام مضى وقد احتشدت فيه الاحداث ، تحالفات  أغلقت افاق السماء بالدخان ،  وسالت على رمضاء وطن لملم الهمة وحشد العزيمه دماء ، وتهشمت اجساد وكانه يوم الحساب بل الانفجار الكوني . 

اي واقعة اجتازت كل الاحداث بريقا وعنفوانا وموقفا وسجلا بطوليا ؟  هنا عبور هناك نكوص ،هنا صولة تعقبها للنصر جولة . كل الاحداث ترفع الاعناق الى شموخ الافذاذ التي تنحني لها القامات والهامات الى رجال الحشد الشعبي ،اولئك الشيب والشباب من رجالاته وهم يواصلوا الذاكرة الى يوم بدر والخندق ويوم اذ تكالبت الاحزاب بكل حقدها وصفوفها ، فقتل عتبة وشيبة كما حررت جرف النصر  وسقط عمرو بن ود كما سقطت سواتر اختفى وراءها لصوص الارواح في ديالى ، وقلعت بوابات خيبر كما ازيحت سواتر الاوباش في حمرين ، هوى رجال هبل حين مسكوا اهل امرلي الارض المقدسة ، وسقط جبروت التحالفات حين وقفوا الكرد ليحيوا تاريخ نضالهم في كوباني وسنجار ، وصرع مرحب كما صرعت حشود البغي والظلالة في بيجي ، واكتمل بدر هذا العام بهالة المجد بدخول الرمادي بعزيمة شموخ وتاريخ المجد العسكري العراقي . 

عام اعتدت امة حين تحالفت على قتل فقراءها في اليمن ، وتلونت الاهواء بلون انتماءها وميولها ، منها على ثوابت ومنها هرجت أفواه حاقده  ليقتلوا الفرحة المتقدمة للتواصل في سجل الانتصارات القادمة . واخر عناقيد التفسير المسموم حين قال قائلها : ان دخول الانبار كان نظيفا وهو يهمز بغباء من اعميت بصيرته واسود بصره دون ان يدرك ان من في الحشد له شقيق وعم وابن ، في صنوف قواتنا العسكرية . 

فليسئل من تغابى ممن تتكون الفرقة الذهبية ومكافحة الارهاب واي رجال فيها ؟؟ هم هم ذات الصلب عراقيون اولا ثم ثانيا وثالثا  ، شيعة وكردا وسنة ومسيحين وايزديين وتركمان . هم هم بفسيفسائهم والوانهم وقومياتهم وطوائفهم . رجال وقعوا على الردى فهابهم  فدحروه . شيب وشباب وفتية ضمتها مقبرة النجف واخريات  وازدهت تلك البوادي بصور ترقد على الاجداث ، تنطق بلسان الاحياء واصلوا المسير في درب الحرية ، لا تهنوا ولا تفرقوا فلم ينتهي الا الاجساد ، لكن الارواح اسئتذنة من بارئها في ان تحوم عند السواتر الامامية لتواصل المسير ولتغذي الانفس بالجلد والايثار .

عام سيأتي وستختلط فيه الاوراق ، وتتداخل هويات بهويات ، تحالفات تكتلات الا انها خارج حدود خارطة ما عقدنا العزم عليه ، هو ان نخرج داعش واخواتها وادواتها سياسين امعات ام مقاتلين جحوش وادوات . سيكون العام القادم هو تصفية الحساب وابداء الصارم من العقاب ، حتى تطفأ النائرة ونسير سوية في وطن لانهاب جوع فيه ولا قلة مورد ولا شحة مال ، مهما كان المأل ، شرط ان نعيش الواقع سوية ، مواطنين وساسه ، من ادنى المراتب حد قمة الرئاسة . نحيا معا فلا لصوص ولا قصور ولا يجفخ علينا السياسي فلان ولا ينفخ علينا من ادعى الوطنية علان . هذه امنيات الشعب وفي الافق غضب عارم يختلج في صدره فان احتبس صبرا ومكابرة فعليكم احتساب ثورة الحليم . عام نتمنى فيه ان نمسح ما ركد في الانفس من حقد ونفس طائفي وتفرقة اثنية ، لنطل على الوجود كما اطلت الامم بعد حروب واحقاد واحتقانات مفلسه .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد علي مزهر شعبان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/31



كتابة تعليق لموضوع : وداعا عام الافراح والاتراح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net