صفحة الكاتب : مرتضى المكي

آه آه لو أنبارنا صامدة
مرتضى المكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من يخوض في أروقة السياسة، يتضح له جوف السياسيين النتن، وكيف يتميز أغلبهم بالنذالة والخسة، ويرى من يدخل هذا المعترك؛ كيف يٌحارب من يجعل همه مصلحة الوطن، ويقف في جبهة، يعاديه فيها كل الطامعين والفاسدين وهم كثر، ولا يتركوه وشأنه حتى يحقق لهم ما يرغبون، وإلا فأنه يكون عدوهم اللدود.
لم ننسى بعد إطلاق السيد عمار الحكيم؛ مبادرة أنبارنا الصامدة بوجه الإرهاب، عندما بدأت المظاهرات في المناطق الغربية، وبالخصوص محافظة الانبار، وقبل توغل الجماعات الإرهابية وركوب موجة التظاهر، حيث كانت المبادرة تتضمن أمور عدة، أهمها صرف مليار دولار إضافة لموازنة المحافظة، تهدف لتشغيل أبناءها العاطلين قبل أن تجرفهم موجات الطائفية.
إشترطت المبادرة على الأنباريين شروط كثيرة، مقابل المليار دولار، لكن نتانة السياسيين عادت، وأثارت ضجة إعلامية، صدقها جهال القوم، بأن المبادرة تنص على تحويل أموال نفط البصرة الى الأنبار، وحوربت المبادرة دون علم بمضمونها، علما بأن المليار كان يدفع لهم كمجالس إسناد وغيرها، من ترهات دعم رئيس الحكومة لا حكومته.
ألغيت المبادرة، وبسبب السياسة الرعناء التي يمتلكها الساذجين، تمكنت داعش من كسب رضا الشارع الانباري، لتتوغل في قلوبهم وتجتاح شوارعهم وتسيطر على كل المحافظة، لا بل المحافظات الاخرى المجاورة، وها نحن اليوم ندفع أموال كل نفط العراق، للتخلص من داعش، فضلا عن الأرواح الطاهرة التي أزهقت بسبب هذه الحرب الباطلة.
هذه الحادثة تذكرنا بالخطأ الذي إرتكبه إبراهيم الأشتر، برفضه زيادة مستحقات إبن الحر، الذي سبب أزمة في الكوفة وتصافح مع أعداء حكومة المختار الثقفي، وقضى عليها، فماذا لو كسبناهم لصالحنا بمليار واحد؟ نجند فيه أبناءهم دون أن ندفع بأولادنا، الذين يعادل أحدهم مليارات الدنيا، الى معركة سببها السذج من السياسيين.
أنبارنا صامدة وتحررت، بفضل سواعد فتيتنا ودماءهم الغاليات، لكن ماذا عن الأرامل والأيتام؟ ماذا عن الأمهات الاتي أثكلن بأولادهن؟ ماذا عن الخراب الذي حل؟ ماذا عن العوائل التي هجرت؟ أسئلة ما زلنا بإنتظار أجوبتها، من لجنة التحقيق التي ما إن تكلمت حتى ألجمت، بسبب التدخل السياسي الصارخ، من قبل المسببين.
ما أود قوله: إلتزموا بما يقوله إبن الحكيم، وإلا تفشلوا، ولات حين مناص، فهو من أهل بيت زقوا العلم زقا، ورجل سياسة عادلة ومنضبطة، ما يقوله حتما مرتبط بالرصانة ورجاحة العقل، فلا تحاربوا من جاد بنفسه وأهله في سبيل الدين، ولا تنتظروا منه خذلان الوطن وإن كلفه ذلك نفسه وأهله.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى المكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/30



كتابة تعليق لموضوع : آه آه لو أنبارنا صامدة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net