الطفولة ... المفهوم العالمي المشترك بين أفراد المجتمع البشري.
حسام محمد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حسام محمد

كما أن الابتسامة والبكاء والفرح والحزن مفاهيم مشتركة لا تحتاج الى ترجمة لغوية بين افراد المجتمع البشري بل هي مفهومة وواضحة كحركات فطرية مغروسة في السلوك البشري الفطري فكذلك الطفولة مفهوم بشري مشترك بين جميع افراد العالم حيث لايستطيع احد ان يفهم الطفولة في الوطن العربي بفهم اخر يختلف عنه في أوروبا فالطفولة قبل سن 15 سنة اي قبل ان يصبح الطفل مميز تختلف باختلاف البيئة وطريقة العيش والجو العام ولكن في حقيقتها واحدة لا تختلف باختلاف اللغة والجغرافية واختلاف الدين والعرق والانتماء السياسي والمذهبي .
حق الطفولة في العيش بكرامة واجب انساني لا يختلف عليه عاقلان بل هو واجب شرعي ايضا تحتمه قوانيين شرعية لكل الاديان والمعتقدات الروحية والاخلاقية .. فالطفل محمي وفق القانون الانساني بتربيته وتعليمه وضمان امنه الغذائي والاقتصادي المستقبلي والنفسي وتوفير كل مايحتاجه من مدن ترفيهية ورياضية والخ .. وليس من حق اي احد سلب هذا الحق من الطفل اياً كان انتماءه واياً كانت لغته وعرقه وقوميته فالطفل بريئ من كل تهم الاجرام ويعتبر ضحية دائما لأنه لايمتلك امكانيات تأهله للاجرام الفعلي المقصود اما مايصدر عن الطفل من حالة قتل فهي غير متعمدة وليست مقصودة بل هي اخطاء يرتكبها بحكم جهالته وعدم وعيه وادراكه للصح والخطأ.لأن منظومته الفكرية والعقلية غير مكتملة .
((أما بالنسبة للطفل الذي يقع ضحية لأي شكل من أشكال الإهمال أو الاستغلال أو الإساءة أو التعذيب أو أي شكل آخر من أشكال المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، أو المنازعات المسلحة، يجري العمل على تأهيله وإعادة اندماجه في بيئة تعزّز صحة الطفل واحترامه لذاته بما يتّفق مع رفع درجة إحساسه بكرامته وقدره لإعادة ثقته بنفسه وقيامه بدور بنّاء في المجتمع. المحامية أسيمة النابلسي))
فالطفولة بهذا المنطق هي مفهوم مشترك وعالمي يفهمه الجميع وتتعاطى معه كل الانظمة والقوانين بل حتى الشرائع السماوية والاديان والمعتقدات فكل شريعة ومنهاج ديني له فهم خاص للطفولة بكل حقوقها وواجباتها قد تختلف في التطبيق لكن لاتختلف في الحقيقية الجوهرية للطفولة .
من هنا لا يمكن تجريم الاطفال ومعاقبتهم ومحاسبتهم واجراء الاحكام عليهم وأخذهم بجرم ذويهم فالارهابي المدان بتفجير عشرة اطفال لايمكن معاقبة طفله جزاء لجريمته فالطفل ضحية سواء كان ابن طبيب او ابن ارهابي سفاح فهو ينتمي لمجتمع البراءة والصفاء بعيدا عن التداخلات السياسية والنزاعات الدينية فمن الجريمة الكبيرة التي ترتكب اليوم من قبل السلطات الرسمية والمنظمات الارهابية والخارجة عن القانون هي معاقبة الطفولة بجرم ولي أمرهم الرجل المجرم او الارهابي ..
ما اريده من هذا المقال هو ليس الإلمام بحقوق الطفولة بقانونها الطويل والعريض في لوائح حقوق الانسان والقانون الإنساني بل اريد ان اشير الى ان الطفولة يجب ان تبقى بعيدة عن النزاعات والتصادمات التي تقع نتيجة الاختلافات السياسية والدينية والمجتمعية في البلدان العربية وألأوروبية ..
لأن الطفولة ببرائتها ونقائها وعفويتها هي ماتبقى من انسانية هذا المجتمع البشري الذي تحول الى اشبه بالسباع المفترسة في الغابة وإن بسمة طفل واحدة قد ترجع الأمل لمن فقده في خضم التداعيات السياسية والدينية. وضحكة طفل بريئة قد تعيد حياة منهارة لفرد فقَد الامل بالعيش في هذه الدنيا . وانَّ كلمة حب بريئة من طفل قد تكون لوحة فنية تعيد للكيان البشري فطرتهُ السليمة بعد ان مسختها احقاد القلوب المريضة المتعطشة للدماء والخراب ..فلنحافظ على ماتبقى من روح الطفولة النقية قبل ان تلوثها ايادي اثيمة تشبعت بالجرم والظلم والارهاب وسلب الحياة الهادئة والهانئة من الإنسان.
العراق\ذي قار
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat