صفحة الكاتب : مهدي المولى

الأسلام دين ام سياسة
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


اي نظرة موضوعية عقلانية لرسالة الاسلام لاتضح لنا ان الاسلام حركة سياسية كأي حركة سياسية هدفها الحكم لان الحكم وسيلة لاقامة الحق والعدل وازالة الظلم والباطل لان الحكم هو الوسيلة الوحيدة لتنفيذ وتطبيق برنامج خطة توجهات اي حركة سياسية واعتقد هذا حق طبيعي  لكل حركة سياسية وفي نفس الوقت واجب ايضا
لكن المشكلة لا يتوقف على  رغبة هذه الحركة وهدفها بل المشكلة في كيفية   الوصول الى الحكم و في كيفية تحقيق ذلك البرنامج وتلك الخطة  وهذه مشكلة المشاكل التي لا تزال من اكثر المشاكل خطورة  وسببا في كل المشاكل والمصائب التي عانت منها البشرية من فساد وعنف وتخلف
فكل ما جرى ويجري من حروب وعنف وماهدرت من دماء وما زهقت من ارواح كلها كانت باسم حكم الله باسم الحكم فكل مجموعة    كل حركة ترى نفسها هي الصحيحة هي السليمة ويجب ان تحكم وتفرض نفسها باي طريقة  من الطرق ومهما كانت الظروف والنتائج  وترى في غيرها كاذبة فاسدة لهذا يتطلب القضاء عليها وذبح اصحابها ونهب اموالها وسبي نسائها وهذا ماحدث في كل مراحل التاريخ عندما كانت الحركات السياسية ترى نفسها انها حركات دينية  حتى عصرنا    ظهرت حركات جديدة معلنة انها غير دينية  وانها تعمل على فصل الدين عن السياسة الا ان اسلوب حكمها ونظرتها للاخرين لا يختلف عن اسلوب الحركات الدينية ولا يختلف نظرتها وخاصة في دول الشرق ومنها الدول العربية والاسلامية
المؤسف والمؤلم ان العرب لم يرتفعوا الى مستوى الاسلام بل انزلوا الاسلام الى مستواهم وغلبت عليه القيم البدوية المتخلفة والنزعة الفردية الصحراوية  عدم القبول بالآخر ورفض القانون وفرض رأيه  ومعتقده بالقوة المفرطة اي الحكم للاقوى للاكثر ظلما وقسوة ووحشية  وسخريته بالعلم والعلم واحتقاره لاهل العلم والعمل
في حين نرى الاسلام جاء رافضا لكل هذه القيم ووضع قيم جديدة
من القيم الجديدة التي فرضها الاسلام  ودعا الى تطبيقها
الغاء العشائرية والتعصب الى العشائرية عندما آخى بين المهاجرين والانصار ودعا الى النزعة الانسانية حيث تجاوز العشائرية والقومية رغم ان النزعة القومية غير موجودة في ذلك الوقت الا ان المسلمين لم يرتفعوا الى هذا المستوى بل استمروا على قيم ما قبل الاسلام قيم البداوة العشائرية التي تفرض الرأي الواحد واحتقار الاخر والغائه
كما ان الاسلام جعل العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة لا تقل عن فريضة الصلاة والصيام والحج بل انها  الوسيلة التي بواسطتها يتمكن المسلم من تصحيح صلاته وصيامه وحجه وفهم ومعرفة المعرفة الحقيقية الا ان المؤسف والمولم لم يهتم المسلمون بهذه الفريضة اي اهتمام لهذا كانوا اجهل امم العالم واكثرهم امية وتخلف وهذا يعني انهم لم يفهموا الاسلام الصحيح السليم وبالتالي أساءوا الى الاسلام وسهلوا لاعدائه الانتصار عليه من حيث يدرون او لا يدرون

 مما جعل الامام علي يرفع حذائه الممزق بوجه المنافق الضال عمرو بين العاص وبقول له خلافتكم  حكومتكم  امامتكم دينكم لا يساوي قيمة هذا الحذاء اذا لم اقم عدلا وازيل ظلما
من هذا يمكننا القول ان الاسلام سياسة حكم وليس طقوس دينية الاسلام رحمة للعالمين الاسلام عدل وحق ومساوات الاسلام علم وعمل
حتى الطقوس الدينية هي سياسية وليست دينية صرفة
فالصلاة الصيام الحج الزكاة الخمس
فالصلاة دعوة  الى عدم الخضوع لاي ظالم لاي حاكم مهما كان الاسلام دعوة الى الحرية ورفض العبودية
فصرخ الامام علي لا تكن عبدا لغيرك
وصرخ الامام الحسين كونوا احرارا في دنياكم فكان الطاغية المنافق معاوية يعيب على العراقيين بقوله ان ابن ابي طالب علمكم الجرأة على السلطان
فالصلاة لله تعني صلة الانسان بالله لا على اساس انه عبد بل ان الانسان ابن الله الانسان روح الله
لهذا يجب ان يكون كل شي في خدمة ومن اجل الانسان الدين الحكومة الحاكم العلم القانون الخلافة والخليفة
الصيام دعوة الى القضاء على جوع الجائعين وألم المتألمين  فالاسلام لا ينظر للذي لا يؤمن بالله كافر لان الكافر ناتج عن قناعته الخاصة بل يعتبر تفشي الجهل الفقر هما الكفر والمجتمع الذي فيه فقير واحد جاهل واحد مجتمع كافر وكل مسئوليه  كفرة
فالدين ليس مشكلة بل يمكنه ان يساهم مساهمة اذا استخدم  الاستخدام الصحيح السليم اذا تخلص من المتاجرين والمزايدين باسمه الذين يغطون مفاسدهم وموبقاتهم وجرائمهم به
فالمتدين المسلم الذين يؤمن بالله ان يكون صادقا نزيها ناكرا لذاته مضحيا للاخرين مشغولا بهموم ومتاعب ومعانات الاخرين ناسيا همومه ومتاعبه  ومعاناته الخاصة مشغولا برغبات  واحلام الاخرين جاهلا ومتجاهلا رغباته واحلامه الخاصة
الا اننا لم نجد انسانا بهذه الصفاة وهذه المزايا الا النادر وهذا يعني لا نجد متدين مسلم مؤمن بالله وانما نجد الكثير الكثير من المتغطين بالدين بالاسلام بالله
فالاسلام اختطف في صدر الاسلام من قبل الفئة الباغية بقيادة ال سفيان ولا يزال مختطف من قبل احفادهم الوهابية الظلامية بقيادة ال سعود
لهذا على المسلمين اعادة الاسلام من مختطفيه والا لا مكان لهم ولا لدينهم   في الارض
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/26



كتابة تعليق لموضوع : الأسلام دين ام سياسة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net