الروح بين كيمياء المادة وفيزياء الجسد
عقيل العبود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عقيل العبود

ليس كيانا ماديا هذه التي عن طريقها نبحث عن الاستقرار والسعادة، انما هي وجود غير مادي، لا يمكن رؤيته، هي بها تتحرك هذه الكتلة الكثيفة من كيمياء المادة الى فيزياء اللامادة. (اللامادة) كونها محيط افتراضي، اي اعتباري، هنا في البحث فهي تمثل الفضاء غير المادي، اي الوجود الذي يحيط بعالم المادة، رغم ان هذا الوجود بحقيقته ماديا، ولكن فقط لأغراض التوضيح، حيث ان التصور قائم على اساس ان الروح كتلة تعيش بين أمواج بحر أصم.
المعنى من التصور الاعتباري هذا، هو اننا نتحرك كاجسام، ككثافات، ككتل مادية في وجود يحيط بنا، هذا الوجود يشمل على طبقات هوائية مختلفة، هذه الطبقات بها ومنها نتنفس الأوكسجين، ونتزود بالطاقة الضرورية، التي تجمعنا مع كائنات حية، اخرى، تتنفس معنا، ترتبط في حياتنا كما علاقة النبتة بصناعة الكلوروفيل، وكما علاقة الضوء بالحياة والحركة.
إذن هنالك صلة، او علاقة تلازمية بين كيمياء المادة، اي التركيب الكيميائي للمادة، وفيزياء الضوء، والطاقة، التي تعد مصدرا لحركة المادة.
هذه الطاقة تتكون من الهواء، والماء، والتراب، والنار، وهذه العناصر والمكونات تتوقف عليها حياة الانسان، والنفس هنا تعود في معناها الى انفاس الانسان؛ فهي تتنفس الأوكسجين، وتطرح ثاني أوكسيد الكاربون الضروري لحماية التوازن البيئي.
ولذلك قوله سبحانه في سورة الواقعة،" افرءيتم الماء الذي تشربون، ءانتم انزلتموه من المزن ام نحن المنزلون، لو نشاء جعلناه اجاجا فلا تشكرون، أفرأيتم النار آلتي تورون، ءانتم أنشأتم شجرتها، ام نحن المنشئون [1].
والمزن بحسب معجم المعاني الجامع هو السحاب الذي يمطر، اولا يمطر[2].
فهنالك أسباب وعلل تجتمع لكي يكون المطر والماء الذي هو أوكسجين الحياة.
المعنى ان كيمياء المادة، خلقت من هذا النسيج الهلامي الذي يعد بيتا من بيوت الطاقة، والذي مصدره الخلية الحية للجسم البشري، كما باقي الأجسام الحية.
لقد خلقت الروح من نفس الخالق، حيث ورد في سورة الحجر " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين[3].
ثم كان العقل متمما، حيث قوله في سورة البقرة "وعلم آدم الأسماء كلها"[4].
من هنا يمكننا ان نقول ان النفس لا يمكن ان تحيا بلا جسد، باعتبار ان الجسد هو النسيج المادي الذي يتغذى من مكونات الوجود الذي يحيط به، والنفس تنمو بظل هذا الجسد، فهي متشرنقة معه، تحيا مع الكيان الحي، والإنسان هنا باعتباره نموذجا، فهو يتكون من العقل المرتبط مع الروح، ليتحرك ويشغل نصابه في هذا العالم.
--------------
[1]( سورة الواقعة،( ٦٧-٧٢).
[2]معجم المعاني، ت ٥.
[3]سورة الحجر اية، (٢٨-٢٩)
[4]سورة البقرة اية(٣٠).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat