صفحة الكاتب : يحيى غازي الاميري

صراخٌ بين الضلوع
يحيى غازي الاميري

 أما يكفيكَ هذا الفرار

وهذا الذل والانكسار
صعلوكٌ* مُشَّردٌ، مشتتُ الأفكار
لا أهلَ لا وِلْدَان، لا صحبةً لا دارُ ولا خلّان
أما مللتَ من التَّشرّدِ
فما عرفتك تحب التسكع والخنوع
وحياة الضنكِ والضياعِ والجوع.
فكم تقاذفتك حياةُ المَنون**، وسياط السجونِ
ولاحقتك العيونْ؟!
وتحملّتَ بجَلدٍ آلاف الإهاناتِ وزفرتَ دماً بدل الآهات
ومن أجلِ قوت الجياع والمشردين لسعتكَ  
سياطُ الظلم مزقتك
دون أن تقول آه
فأنتَ الرجل ُالوَعِيُّ لعمقِ الجراح
وأسباب النواح.
 أمنِ البردِ والليلِ وصوتِ الرعد والمطر تهرب
أم من المفخخاتِ وكاتمِ الأصواتِ
تخافْ
لمَ يرتجفْ قلبكُ مذعوراً من نداء الحرية
في وضحِ شمسِ النهار
وها أنت ومن بعيد  
تنشد النجاة بالأشعار
أما كفاك طوافاً؛ فحتّام*** تعيش القهر والدموع والأحزان
وتلوذ مذعوراً بمنعطفِ شارعِ مهجور
صاحبت النجباءَ الثقات، وساعدت الأيتامَ والمشردين،
 ورأيت الفقراءَ يفرون مذعورين
من شلالات دمٍ نازفةٍ بيد الطغاة،
 والآن البغاة والبغي
غزتْ البلاد
وأذاقوا العباد كاسات البؤس والشقاء
ملايينٌ من صحبك مشردين في العراء والخيام،
 وكهوف الجبال
 والأزقة النائية المظلمة المحاطة بالأوحال والازبال
لقد غابت منذ زمنٍ وعودُ العدلِ والحرية والإنصاف.
وغريمك
امتلك ناصية الأمر
وبيده المال والسلطان.
عــد الى وطنك
فقد أصبحَ أكبرُ مرتعاً 
مُشرع الابواب
للسراق.......
      ووثب من غفوته مذعوراً؛ فقد علا        
صراخُ وعويلُ زوجته وأمه والصِبْيَة،
 فقد شبت نارٌ في خيمته أو ما يسمى  
دارٌ في زمنِ المحنة.
هذيان مع الفجر/ مالمو الثلاثاء في 22-12-2015 
 
معاني بعض الكلمات في النص
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الصُعلوكُ: فقير لا يملك شيئاً، يعيش على الهامش؛ مشرِّد
**مَنون: الموت 
***حتّامَ: كلمةٌ مركبة ٌأصلها من (حتى) وَ (ما) ما الاستفهامية حذفتْ الألف فيها؛ معناها (إلى مَتى)  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غازي الاميري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/23



كتابة تعليق لموضوع : صراخٌ بين الضلوع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net