صفحة الكاتب : فلاح المشعل

الرسول محمد بيننا ....!
فلاح المشعل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

افتراض ان الرسول محمد (ص) قد حضر اليوم الى العراق بمناسبة عيد ميلاده كما يحضر الكبار في هكذا مناسبات ، فماذا سيرى في هذه البلاد الذي كان يوعد المسلمين في مكة والمدينة بفتحها وإسلامها وخيراتها ...!

المفاجأة الأولى التي ستصدم حبيب الله ، أن الإسلام ورسالته العظيمة التي كرس حياته لأجلها وتعذب وتهجر وفقد صمامات قلبه لأجلها ، لم يعد ذلك الإسلام الذي دونه بدمائه وتلقاه بقلبه عبر رسائل الإله العزيز ، حين كان يستقبل جبرائيل ويصغي له وهو يرتجف لجبروت الرب .
سيقف النبي متألما ً متاسفا ً لأن الإسلام صار إسلامات عديدة وكل يكتبه ويتفقه به ويجتهد بمعزل عن ينابيع الدين النقية .
سيبكي طويلا نبيّنا وهو يشاهد هذا الكم من الدماء تسفح والدموع تهمل والأوجاع تتسربل في مجاري الخوف والهزيمة ، لهذا التشويه المرعب لمعنى الدين والإنسان والأله أيضا ً .
يصاب بالدوار وهو يشاهد إسلام شيعي وآخر سني وثالث وهابي ورابع إرهابي وخامس شعارتي فقط ...!
يستحضر ظروف الهجرة والمقاطعة وعزلة أهله ومؤيديه من فقراء مكة في وديانها الجرداء ، يشعر ان العرب أمة لم يستطع القرآن ان يجعلها أمة عاقلة ، ويعتذر للرب نيابة عن هذه الأمة التي تداركها الله قديما ، وأهلكها الآن ووضعها موضع العبودية والذيلية للأمم الأخرى .
سيجد الناس تصفق وتغني لنبي آخر في الأعظمية التي هجرها نصف أهلها جراء الخوف والقتل الطائفي ، سيضحك في سره لهذا الجنون والكذب والهدر بينما جياع بلاد السواد يملئون دروب الله بين مشردين ولاجئين وأسرى ومطرودين ...!
محمد بن عبد الله المتفرد بجماله الروحي في زمن القبح والتصحر والخشونة ، سيعرف ان النهر كلما سار أكثر في التأريخ والجغرافية ، يتعرض للتلوث وتتفرع عنه جداول مايجعله يفقد صفائه ومزاياه الأولى ...!
سيدي العظيم .... الآن نسترجع زمن التصحر والتحجر الروحي ونفقد الحس الأنساني ، صرنا لانؤد النساء والرجال وحسب ،بل نؤد كل ماهو إسلامي نقي يحمل سماتك والأولين .

سيقف الرسول حزينا ً متألما ...، وأنا على يقين أنه سيفكر بالثورة مرة أخرى ، لكن من أين يأتي بأبي ذر وعلي وعمر وأبي بكر وسلمان وبلال وتلك الرجال الجبال الذين لايسيل لعابهم على الدولار ، ولايتسابقون على قصور كسرى وهارون وصدام .

ايها الرسول العظيم تأكد ان لك مكانة بقلوب القلة النادرة من المؤمنين والثوار وعشاق الحرية في كل مكان ، أسمك منارة ضوء مشعة عبر الأزمنة ، كنت عظيما ً ولم تزل بفكرك وسلوكك وطروحاتك التي تسبق الزمان ،وترسم لها مسارا موازيا له .
لك كل الحب سيدي رسول الله .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فلاح المشعل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/22



كتابة تعليق لموضوع : الرسول محمد بيننا ....!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net