صفحة الكاتب : علي وهيب الركابي

صنع في العراق ....
علي وهيب الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  السياسة الحالية المتبعة من قبل اعداء هذا البلد اليوم بعد فشلهم في مؤامراتهم العسكرية هي تدمير الاقتصاد المحلي داخليا وتثقيل الديون المترتبة عليه وللاسف المستقرضة من قبل الدولة العراقية من مصارف خارجية كالنقد الدولي وغيره وما عملته منظمة اوبك اخيرا في عدم حل مشكلة انخفاض اسعار النفط الكارثية وابقاء سقف انتاج المنظمة على حاله واذا اخذنا بنظر الاعتبار الزيادة في تصدير النفط من قبل العراق وباسعار زهيدة ومحاولة تصدير قرار من الكونكرس الامريكي بتصدير النفط الامريكي ايظا , كل هذه المؤشرات تدل على ان سوق النفط في كماشة الركود وتهاوي منحني الاسعار له دون التوقعات واذا ما توفر البديل لدعم المنظومة الاقتصاديه في العراق فاننا مقبلين على كارثة اقتصادية لا مجال للتفاؤل بها , وعلى كل انسان يشعر بالمسؤولية اليوم تجاه هذا البلد ان يتحمل جزء منها وفق قاعدة (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ....) ..

نحن نعلم بان دول العالم الصناعية اليوم لا تعتمد بالدرجة الاولى على النفط في مواردها الاقتصادية بل هي مستوردة للنفط كالصين واليابان ودول الغرب عامة وبعض دول الشرق كايران وتركيا فتراها المستفيد الاول من انخفاض اسعار النفط اما الدول المتضررة ستجدها في مقدمة البلدان التي يجرفها سيل الانخفاض لعدم تدعيم بلدانها جراء هذه الازمات , وعليه وفق هذه المعطيات علينا اتخاذ جملة من الامور لتفادي جزء من المشكلة الاقتصادية المشرفة علينا :- 
اولا _ تقليل الاعتماد على الاستيراد لكافة قطاعات ومفاصل الدولة والاكتفاء جزئيا بموارد الاقتصاد المحلي من قبل قطاعات الصناعة والزراعة والخاص ..
ثانيا _ دعم المنتج المحلي من قبل الدول وان لم يضاهي نوعية المستورد احيانا فسلعة تركيا ليست بافضل من المنتج الامريكي او البضاعة الصينية ليست بمستوى الانتاج الايراني او الالماني فما الضير اذا اعتمدنا البديل العراقي ان كان يفي بالغرض وبالتالي نحافظ على بقاء العملة العراقية في دائرة الداخل بدلا من استنزافها خارج البلد ...
ثالثا _ تفعليل قطاع الضرائب على المنتجات الغير ضروريه حاليا لما يمر به البلد من ازمة وخاصة السيارات لما لها من تأثير كبير على اخراج العملة ...
رابعا _ اليوم وزارة الدفاع العراقية عليها تفعيل قطاع التصنيع العسكري بدلا من استيرادها ابسط الذخيرة العسكرية من رصاص او دروع وغيرها والعراق يمتلك خبرات في هذا المجال لما يعيشه دائما في حروب !!!!!..
اليابان بعد الحرب العالمية الثانية وبعد ضربة امريكا النووية لهيروشيما وما خلفته تلك الضربة من دمار اقتصادي ونفسي لذلك الشعب فهل استسلم لذلك الشعب الياباني , في اول خطوة نحو النهوض بالاقتصاد الياباني باشرت الحكومة اليابانية بأنشاء مصنع للحديد والصلب !!! لماذا ؟؟؟؟ لانها رأت في ان اعمار البلد يبدأ من تدعيم ركيزة هذا البلد المحطم وادركت بان كل المباني والمؤسسات المحطمة وتطويرها وتأهيلها يحتاج الى الخرسانة الحديدية ففضلت بناء المصنع بدلا من الاعتماد على الاستيراد في حين العراق على عكس ذلك فبعد خروجه من حرب , ولمدة اكثر من عقد من الزمن كان الاهمال من نصيب الصناعة العراقية رغم ما حصل عليه من ثروات وموارد مالية دخلت خزينة الدولة العراقية ...
الوطنية لا تقتصر فقط على الجانب السياسي والامني للبلد بل علينا ان نوسع دائرة الشعور بها والمسؤولية المترتبة علينا الى الجانب الاقتصادي لهذا البلد وعلينا التركيز في المرحلة القادمة على مردودات هذا البلد وموارده الصناعية والزراعية ويكفي ما استنزف من خيرات هذا البلد من العملة الصعبة من قبل شركات صيرفة الوهمية والتلاعب في اسعار العملة من قبل مافيات في مؤسسات تابعة لهذا الحزب او ذاك , يكفينا هذا الفشل الاقتصادي الذي يجعل بلد مثل العراق يمر فيه نهرين ولا تستغل في مجال الزراعة او الكهرباء او غيرها حتى طمع العدو واخذ يبني السدود عليها ليتم تجفيفها , العراق الذي يمتلك ثروات معدنية لا يوجد نظيرها في العالم اجمع من الشمال الى الجنوب من فوسفات وكبيرت وكالسيوم ويورانيوم وذهب ولا تستغل هذه الثروات ولا تستخرج للاستفادة منها في دعم الاقتصاد المحلي العراقي ...
شعار صنع في العراق اصبح من الضروري بل واقع الازمة الحاليه فرضه لكي يكون شعار كل انسان يطمح لخروج بلده من هذه الازمة بوجه مشرف وتكون صفعة لاولئك الذين راهنوا على تدمير اقتصاد هذا الوطن ...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي وهيب الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/19



كتابة تعليق لموضوع : صنع في العراق ....
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net