كتاب ( على نهج محمد )للكاتب الامريكي كارل إيرنست مؤاخذات و تعليقات الحلقة الرابعة
امجد المعمار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ـ في عنوان ( الإسلام في عيون الغرب ) يبين المؤلف جهل الأمريكيين بالإسلام , ليحصر الغرب كله بأمريكا , و كأن العالم هو أمريكا و أمريكا هي العالم . على الرغم من عدم تاريخية الفكر الأمريكي , إلا أن الباحث يصر على إعطاء أمريكا دوراً مهماً في نظرها للإسلام على مستوى الحضارة و التاريخ . و هو و على الرغم من كونه حقيقة , و كون الشعب الأمريكي جاهل بالثقافات الأخرى , و بالخصوص الإسلام , إلا أن حصر الغرب و الفكر الغربي بأمريكا خطأ كبير لجانبين مهمين :
أولهما : كون أمريكا لا تمثل إلا دولة من دول الغرب , و ليست أمريكا ممثلة للغرب .
و ثانيهما : ما أعترف به المؤلف من جهل أمريكا بالإسلام و بالثقافات الأخرى , و هو ما صرح به العديد من الكتاب و المؤلفين و أكدوا عليه .
يقول أستاذ التاريخ في جامعة كولومبيا الأمريكية الأستاذ ( ادوارد ميد أيرل ) عن دور التبشير في بناء الثقافة الأمريكية : ( ... إن الرأي العام الأمريكي فيما يتعلق بالشرق قد خلقه المبشرون منذ قرن كامل . فإذا كان الرأي العام الأمريكي قد طويت عنه بعض المعلومات أو غذي بمعلومات خاطئة أو دفع إلى موقف عدائي , فإن المبشرين هم الملومون في أكثر ذلك , لأن النظر إلى التاريخ على أساس انتشار النصرانية قد حمل هؤلاء المبشرين على أن يقدموا لنا في الولايات المتحدة صورة ناقصة مشوهة أو ساخرة في بعض الأحيان للمسلمين و للإسلام ... ) .
نعم إن لأمريكا رأياً خاصاً حول الإسلام لكن على مستوى السياسات و المصالح و الإستراتيجيات و المنافع و المكاسب . لذا يبين الدكتور ( عبد الوهاب ألمسيري ) حقيقة أمريكا و تشابهها مع الكيان الصهيوني الفاقد للتاريخ إذ يقول : ( إن الدارس للوجدان الأمريكي و الصهيوني يلاحظ التشابه و التطابق بينهما على الرغم من أن الحضارة الأمريكية لا يزيد عمرها على بضعة قرون , كلاهما يرفض التاريخ و يحوله إلى أسطورة ) .
إن الأستشراق الأمريكي يعد استشراقاً متأخر مقارنة بمدارس الأستشراق الأخرى في العالم , لذا نراه إستشراقاً يجتر تجارب الآخرين و يعيد صياغتها , و ليست له وجهة نظر مستقلة , بل إنه إستشراق أسس على الاستعمار المدفوع من مصالح إستراتيجية بسبب ظهور النفط في الشرق و ما به من ثروات لذلك كان توجهه للشرق , فالمصلحة و ليس العلم هو المائز للفكر الأمريكي بشكل عام .
يقول الكاتب ( نعوم تشومسكي ) : ( إن الأولوية ـ لدى الغرب ـ للأرباح و القوة , أما الديمقراطية التي تتعدى الشكل فهي خطر يجب تجنبه , و أما حقوق الإنسان فهي ذات قيمة ذرائعية في خدمة الأهداف الدعائية لا أكثر ) .
( فالغرب , في مرحلة ما من مراحل تطوره , غرس في ذاته بذرة إلغاء الآخر و التفوق عليه ... ) .
يقول ( جوزيف نيدهام ) : ( لدينا ما يكفي من الحجج و البراهين ليسمح لنا بالقول : إن مشكلات العالم لن تحل ما دمنا ننظر إليها من وجهة نظر غربية صرفة ) .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
امجد المعمار

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat