صفحة الكاتب : انور الكعبي

محمد... رسول الأرض إلى السماء
انور الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
"أَفإِنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ" ظهر نفاقكم، واجتمعت قلوب الحقد مظهرة ضغائنها، لم يطلب في لحظاته الأخيرة، سوى دواة وقلم، فاتهمتموه بالهجر، وهو "مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى"، إختار لكم الحوض، واخترتم لأنفسكم ناراً وقودها الناس والحجارة، و"انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ" لتغيير شريعة السماء، فاستبدلتم "الّذِي هُوَ أَدْنَىَ بِالّذِي هُوَ خَيْر".
" اقْرَأْ" كانت فجراً صادقاً، وخطاً فاصلاً بين ما وجدتم عليه آباءكم، وبين خير الدنيا والآخرة، حين شاء عز وجل أن ترسل السماءَ عليكم "مِدْرَارًا"، صادقاً أميناً بينكم.
جاءت "أَنْذِرْ" لتنقل الدعوة من خفاءها إلى نورها، ولتحيا قلوب طال إنتظارها وشوقها لرحمة السماء، ولتعش إنسانية أضاعتها دروب العبودية في ظلماتها، فثارت ثائرة الكفر بما سمعت ورأت، فكان منها قتل وتعذيب وحصار دام ثلاث سنين، رافقته مقاطعة إقتصادية وإجتماعية في مكة، أطهر بقاع الأرض، فكان نداءه عليه السلام "صبراً"، "إن موعدكم الجنة".
دولة الإسلام بدأت معالمها بالظهور حين هاجر الرسول الأكرم وأصحابه من مكة إلى المدينة، لتصبح المدينة المنورة منطلقاً لدولة مدنية شريعتها الإسلام، الذي بدأت معالمه تبدو جلية للعيان حين تهيأت له الظروف ليكون دستوراً نافذاً بعدالته وإنصافه.
"يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ" قد أيقظت حقداً دفيناً لابن أبي طالب، لم تزل ناره مستعرةً إلى يومنا هذا، السماء إختارت خليفتها في الأرض، لكن من في الأرض رفض إختيارها، وذهب بالأمة نحو شورىً إحتال بها لمصالحه الشخصية، وأزاح بها الإيمان كله، لتسود قوانين الأرض على قوانين السماء، ولتسن منذ سقيفة ذاك اليوم، سُنة السوء التي أحالت نور أمة محمد عليه وآله أفضل الصلوات إلى ظلمة إلى يومنا هذا.
"أَوْ قُتِلَ" مسموماً، كما تحدثنا بعض الروايات، تبقى أمته تأن من ويلات تشتتها وإنقسامها، وتتألم من تاريخ لم ينصف كتابه حين كتابته، إفترق على إثره الإسلام فرقاً متباعدة متباغضة، كلاً ينهج بنهجه الخاص، غاضين أبصارهم عن منبع الحق الذي مازال يجري إلى قيام الساعة.
أرسلتك السماء رحمةً للأرض، وحين غاب نورك، شقت علينا الحياة، وتاهت بنا السبل، فوجدناه سبحانه جل وعلا قائلاً "وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ"، فأرسلناك للسماء طلباً للرحمة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انور الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/12



كتابة تعليق لموضوع : محمد... رسول الأرض إلى السماء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net