صفحة الكاتب : خضير العواد

الاعتداء التركي فرصة ذهبية لحكومتنا يجب توظيفها
خضير العواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لقد طعنت الحكومة العراقية الرماح من جميع الجهات نتيجة وصول الأغلبية الى مقاليد الحكم ، وهذا ما ترفضه جميع الحكومات التي تحيط بالعراق ما عدا إيران وسوريا ، لهذا عملت هذه الحكومات على إضعاف هذه الحكومة وجعلها تنزوي في زاوية لا يقترب منها أحد ، بل حاولت هذه الحكومات ومنها تركيا أن ترفع الشرعية عن حكومة العراق المنتخبة والتي تطبق نظام ديمقراطي قل نظيره في المنطقة ، وقد ساعد هذه الحكومات في تحقيق هدفها حلفائهم في الداخل من سُنَةٍ وكرد بالإضافة الى عدم توحد القيادات الشيعية المهرولة خلف المصالح الشخصية والحزبية ، وبالرغم من هذه السنين الطوال المملوءة بالدماء والدمار التي مرت بها التجربة العراقية إلا أن موقف هذه الدول المتمثل بالسعودية وقطر وتركيا المعادي للعراق حكومةً وشعباً يزداد تعنتاً وحقداً وعدوانيةً ، وهذا ما تثبته كل مواقف هذه الدول العلنية الداعمة للمجاميع الإرهابية وكل ما يضعف العراق ويريد تدميره ، وما توغل القوات التركية في أراضي العراق من جهة الموصل إلا مثال صغير للموقف العدائي لشعب العراق وحكومته ، وهذا التوغل يأتي في ظرف صعب تمر به الحكومة التركية نتيجة إسقاطها للطائرة الروسية وما نتج عنه من موقف روسي متشدد بالإضافة الى قصف قوات التحالف الأمريكي الداعشي لمواقع القوات السورية في دير الزور ، كل هذه العوامل جعلت هذا التوغل فرصة ذهبية تقدمها الحكومة التركية لحكومة العراق في إثبات مكانتها الدولية من خلال الموقف الحازم المأطر بالشرعية الدولية التي ترفض هذا التوغل ، فما علا حكومة العراق إلا أن تستغل هذا التوغل وتقدم الشكوى الى مجلس الأمن بالإضافة الى الأمم المتحدة وباقي المحافل الدولية ، وتقابل الاعتداء التركي بشكل قوي وصارم حتى تفرض واقع جديد يدفع الأتراك لاحترام سيادة العراق وعدم التدخل بالشؤون العراقية الداخلية ، والظرف الدولي الحالي وما تخلله من سوء العلاقات الروسية التركية بالإضافة الى تفجيرات باريس وتغير الموقف الأوربي الشعبي أولاً والحكومي ثانياً من السعودية وحلفائها واتهامهم بمساعدة ودعم داعش بالإضافة الى قصف طائرات هذه الدول للقوات السورية جميعها ظروف مثالية تساعد وتدعم الحكومة العراقية باتخاذ موقف صارم اتجاه الأتراك المتهمين بدعم داعش وشراء نفطه مما يرجع هيبة ومكانة الحكومة العراقية في المحافل الدولية وخصوصاً العربية ، بالإضافة الى استغلال هذا التوغل من أجل لجم حلفاء الأتراك من سنة وكرد نتيجة توحد الصف الشعبي الغاضب والمضاد للتوغل التركي في الأراضي العراقية ، لهذا فالتوغل التركي في هذه الظروف هدية على طبق من ذهب تقدمها الحكومة التركية للعراق حكومة وشعباً ، ولكن السؤال المهم هل ستستغلها الحكومة العراقية وتصفع بها الأتراك وحلفائهم في الداخل والخارج ؟؟؟ .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خضير العواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/08



كتابة تعليق لموضوع : الاعتداء التركي فرصة ذهبية لحكومتنا يجب توظيفها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net