الجيش العراقي.... والحشد الشعبي ... واخلاق المعركة
رياض العبيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رياض العبيدي

لقد لعب الاعلام المغرض والفضائيات الماجورة وبعض السياسين ممن لايملكون غير لغة وخطاب الطائفية دورا اساسيا في خلق مناخا عراقيا موبوءا ومتخوما بالكراهية والعنف بين اطياف الشعب العراقي الواحد ,لان بعض الخونة من الساسة يؤمنون ان بقائهم في السلطة والساحة السياسة لايمكن ان يدوم من غير هذه اللغة العفنة التي مزقت البلاد والعباد ..
ان لغة البعض المشحونة بالطائفية هي التي كانت وراء عدم التكاتف والتعاون والتوحد بين ابناء الشعب العراقي ,بل كانت هي المسؤولة عن عدم وجود الطمانينة والاحساس بالامان بين اطياف الشعب العراقي ..فبات الكل يخاف من الكل ,كما الجزء من الاخر ,وهذا ما افرز حالة من التخاذل والتسليم ربما للعدو الذي لايتعامل مع طيف عراقي دون اخر, بل لايختلف اسلوبه بالقتل على اساس الدين والمذهب او القومية ,فالعراق بنظر العدو واحد والنتيجة واحدة والشعب العراقي يمثل هدفا في مرمى الطلقة والسكين الداعشي التكفيري ,وربما هذا الخطاب الطائفي هو احد اسباب نكسة حزيران الموصل واحتلال بعض المناطق العراقية بيد عصابات داعش ..
اكثر من عشر سنوات مرت والعراق لم يشهد خطابا وحدويا ووطنيا صادقا وسليما ,حتى طرق الارهاب مدننا وهجر اهلنا ودمر حضارتنا وسفك دماء ابنائنا فماكان من الضمير العراقي الا ان يصرخ بوجه كل الساسة الخونة اصحاب الكلمة الممزقة للصف الوطني ..صرخة شعب لم يشهد له التاريخ بالخنوع والرضى بالذل والهوان ..صرخة دوت من ارض علي بن ابي طالب (ع)كما هي في بدر الكبرى ويوم الفتح المبين ’هتافا مقدسا استطاع ان يهز النفوس المؤمنة ويحرك كل الارواح الرافضة للتفرقة وليعلن الشعب جهاده ضد العدوا المشترك لنعيش حالة من الوحدة لطالما غيبها المغرضين ..
ان انتصاراتنا في جبهات القتال على عصابات داعش هي نتيجة حتمية ,بل هي صورة التوحد وشد الساعد بالساعد ,ولايمكن ان يكون النصر من دون الاخلاق التي تحلى بها ابناء الجيش العراقي والحشد الشعبي ورجال الامن من كافة الصنوف في المناطق الغربية المحررة والتعامل الاخلاقي المسؤول الذي ابداه ابنائنا المجاهدين لاهلهم في محافظة تكريت ..فقد اثبت جيشنا وابناء الحشد الشعبي اكذوبة المتطرفين واصحاب الاصوات الناشزة من خلال التعامل الانساني والوطني الذي لايفرق بين احد ,بل اثبت عدمية التعامل على اساس المذهب او القومية ,وتلك اخلاقا لاتصنّع او تكلّف فيها لانها سمة العراقي المؤمن بعراقيته وقبل ذلك بدينه الاسلامي الحنيف .
نعم اخلاق المعركة هي سر من اسرار التلاحم العراقي المخلص بين القوات المقاتلة ورجال وعشائر محافظة تكريت الحبيبة لانها كانت رسالة حب وطمانينة ..فلنمضي قدما في طريق النصر وتحرير الارض العراقية الطاهرة ..وامضي ايها العربي والكردي والسني والشيعي والصابئي والايزيدي والمسيحي تحت خيمة العراق التي من دونها لاحرمة لنا ولاشرف ..
الف تحية لجيشنا البطل ..ولابناء الحشد الشعبي المقدام انحناءا تحت اقدامكم الشريفة ..والرحمة والغفران وجنان الخلد لك ايها الشهيد ..والشفاء العاجل للجرحى .. وللشعب العراقي الصابر المحتسب كل الاجلال والاكبار ..وما النصر الا من عند الله ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat