عناء السير عنوان الهدى
عبد الحمزة سلمان النبهاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الحمزة سلمان النبهاني

يغادرون مساكنهم, ويسلكون الطرقات سيرا على الأقدام, ويسلكون طرقا شتى من الجنوب والوسط, وباقي المناطق الأخرى, ومن خارج البلاد, فتلتقي الطرق في مرتكزها, حضرة سيد الشهداء, في كربلاء المقدسة .
يبتغون رحمة ومغفرة الباري, ويجازيهم لما عانوا وتحملوا, من ألم وعناء السفر, وتقلبات الطقس يدفعهم شغف وحب وعزيز مظلوم, يستحق التضحية والمعاناة, صبر وضحى بكل شيء يملكه, من أجل أن يحيي رسالة ومبادئ الإسلام .
تتهافت الأرض تحت أقدامهم, فتتطاير دقائق التراب, تعلق في ثيابهم, تقبل أيديهم وأرجلهم, تريد تشملها ورحمة الباري, لتنتقل للخلد معهم, يعاتبونها كيف احتضنت جسدا طاهرا, من آل بيت الرسول, قتل مظلوما في واقعة الطف, من أجل أن يحق الحق ويقمع الباطل, تتجدد ذكراها في كل عام .
جوانب الطرقات ترتعد خشية, والماء يبكي عطشا, ونداء خدامها يملئ الآذان ترحيبا, بزائري غريب كربلاء, يعجز اللسان عن وصف ما يقدمونه, من خدمة تفوق وصف ناضريها, تزداد كل عام عن سابقه تكريما .
يغطي الطريق سوادا, يختلط مع شعاع الشمس كل صباح, وينتشي بإطلالة عتمة الليل, ينتظر صباح يوم جديد, تنفر مجاميع من أماكن رقودها, كضيوف الرحمن في الدور والجوامع, والمواكب الحسينية لتواكب مسيرها, باتجاه الهدف المقصود .
تستشعر رحمة الباري ورضوانه, حيث يعم الهدوء والتسامح والعطف والأخلاق بين الجميع, يتهامسون من أول نقطة انطلاقهم, إلى آخر المطاف, بإحساس الإيمان والتعاطف الغريب, الذي يملئ الصدور, فيتغلبون على المصاعب, وإشكالات الطريق .
نتوحد جميعنا مسلمين, رغم خلافنا وجراحاتنا, وما أصابنا من فرقة الساسة, التي تخدم مصالحهم الخاصة, فنكون صفا واحدا, وجسدا يتنفس وينطق ويهتف يا حسين, تحتضنه كربلاء بأذرعها, التي سقطت يوم عاشوراء, لاستقبال الموالين ليستقيم الدين الإسلامي, وتتجدد مبادئ رسالة الرسول الأعظم, بانتصار الدم على السيف .
الوحدة قوتنا نتغلب بها على عدونا, والفرقة ضعفنا, فلنكون كالبنيان المرصوص, لا يخترقنا عدونا, نجسد ونحقق مبادئ رسالة إمامنا الحسين (عليه السلام) , وما أنزل من الباري, لمن يخلف الأرض, للحد من الدماء التي تراق في ساحات الوغى, والغدر وأعمال الإرهاب
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat