السيد العبادي والقضاء على الفساد
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بدأ السيد العبادي يتحدث عن القضاء على الفساد والفاسدين عن السرقة واللصوص ولكن كلام الواعظ الديني وليس رجل الدولة رجل القانون
انه يطلب من اللصوص والفاسدين ان يكفوا عن السرقة وعن الفساد لان السرقة والفساد عادات مضرة يحاسبكم الله عليها ويدخلكم النار وهو يعلم ان مثل هذا الكلام لا يجدي نفعا منذ آلاف السنين واهل العقل يحرمون السرقة والفساد لكنه لم تنه السرقة ولا الفساد ولم تردع اللصوص والفاسدين فتفاقم الفساد والسرقات وازداد عدد اللصوص وعدد الفاسدين
والغريب ان السيد العبادي مستمر في هذا الاسلوب منذ ان اختير رئيسا لمجلس الوزراء صحيح ان السيد العبادي وصل الى هذا المنصب بالصدفة وانه لم يحلم به لانه غير مهيأ لهذا المنصب ومع ذلك نال تأييد ومباركة حكومات ودول دول عديدة اضافة الى شرائح عراقية مسروقة ومحرومة كما ان المرجعية الدينية العليا الرشيدة هي الاخرى دعته الى القيام بالاصلاحات والضرب بيد من حديد على الفاسدين واللصوص اينما كانوا ومهما كانوا
وكان من الممكن ان يجعل من نفسه بطلا وصانعا للتاريخ الا انه للاسف لم يتحرك وفق مستوى المرحلة التي يعيشها ويعيشها الشعب فاستمر على وعظه وارشاداته التي لا تشبع ولا تروي
فالمرجعية الدينية العليا طلبت وكذلك الجماهير المسروقة المحرومة المظلومة ان يكون رجل دولة رجل قانون
ان يدعوا كل القوى الصادقة النزيهة الشريفة المخلصة الى اجتماع ودراسة الوضع ووضع خطة دقيقة لمواجهة اللصوص والفاسدين بقوة وبدون خوف من احد او مجاملة لاحد مهما كان واينما كان سواء في الداخل او الخارج
طرد كل من لايسير وفق هذه الخطة من اي منصب واي مسئولية ووضع عقوبات رادعة ضد كل من يسرق يحتال يزور يكذب يستغل نفوذه يفضل مصلحته الشخصية يتسيب في عمله يتعاطى الرشوة اخفها الاعدام ومصادرة الاموال المنقولة وغير المنقولة
المفروض بالسيد العبادي عندما يظهر متحدثا عن اللصوص والفساد ان يقول لنا اليوم صباحا اعتقلنا مجموعة من اللصوص والفاسدين ويذكر اسمائهم و في ظهر اليوم نفذنا حكم الاعدام بمجموعة من اللصوص والفاسدين وصادرنا اموالهم المنقولة وغير المنقولة ويذكر اسمائهم عناوينهم صورهم ويقول هناك مجموعة سينفذ حكم الاعدام في المساء ويذكر اسمائهم وعناوينهم
ويؤكد ان العراق يحكمه القانون لا يحكمه العبادي ولا معصوم ولا الجبوري كلنا يحكمنا القانون ولا يوجد مسئول واحد او غير مسئول لا يطاله القانون فوق القانون
يتحدث عن الفساد وعن السرقة ويكشف حقيقة هذا الفساد وهذه السرقات ويبين انتشارهما في كل مجالات الدولة من القاعدة الى القمة لكن اين اللصوص اين الفاسدين
كيف تحدث سرقة بدون سارق وكيف يحدث فساد بدون فاسد
العراقيون يعلمون ربما اكثر منك عن انتشار الفساد والسرقة في كل مرافق الدولة وفي كل المجالات والاتجاهات وتشكلت مافيات وشبكات تدير سرقة اموال الشعب ونشر الفساد واصبحت عناصر هذه المافيات الشبكات هي الآمرة الناهية واصبح تأثيرها في الحكم اكثر من تأثير العبادي نفسه
في اول ايام جلوس السيد العبادي على كرسي رئاسة الحكومة اعلن انه اكتشف اكثر من 50 الف فضائي في بعض الوحدات العسكرية في الموصل في كركوك
كيف استطاع بهذه السرعة الامر لا يحتاج الى علم ولا ذكاء لو تسأل اي مواطن عراقي كم عدد الفضائيين في الجيش في الشرطة في دوائر الدولة لقال لك اكثر من 50 بالمائة طالما لا توجد مراقبة ولا رقيب ولا محاسبة ولا حسيب
نحن نسأل السيد العبادي هل يعرف اسماء هؤلاء الخمسين الف فضائي الذين اكتشفهم هل يعرف عدد الذين ورائهم والذين سهلوا لهم هذه الحالة وهل الهدف منها المال ام جزء من عملية غزو الارهاب الوهابي الصدامي
هل القي القبض عليهم الشعب يريد ان يعرفهم اين هم الان هل لا زالوا فضائيين ولا زال القادة يستلمون رواتب وهدايا الفضائيين
هيا انشأ لجنة هيئة تتكون من عناصر صادقة مخلصة تتحرك وفق خطة مسبقة لمواجهة اللصوص والفاسدين تبدأ بالعبادي نفسه متخذة من نهج الامام علي برنامجا في ذلك
الذي يقول اذا فسد المسئول الحاكم فسد المجتمع حتى لو كان افراده صالحون
واذا صلح المسئول المدير صلح المجتمع حتى لو كان افراده فاسدون
وهذا يعني ان المسئول الفاسد ليس فاسدا في عمله بل انه يفسد الصالحين فكل مفسدة سلبية في وزارة في دائرة في قسم مسئول عنها المسئول
كما على اللجنة ان تتخذ من نهج الامام علي وسيلة لمعرفة المسئول اللص الفاسد
اذا زادت ثروة المسئول عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية فهو لص فاسد
وهذه طريقة سهلة وبسيطة ولا تحتاج الى اي نوع التعب والوقت
وبالتالي يجب معاقبة من يثبت انه فاسد ولص
وهي الاعدام ومصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة
هذه هي الوسيلة الوحيدة للقضاء على الفاسدين واللصوص ولا وسيلة غيرها
اذا كنت فعلا تريد القضاء على الفساد بكل انواعه