الدكتور منصور كيالي ينسب الظلم إلى الله .(1)
مصطفى الهادي

 وردني مقطع فيديو من احد الاصدقاء طلب مني ابداء رأيي على ما يقوله الدكتور كيالي وقد حوّل الدكتور مقطع الفيديو إلى مقالة القاها على صفحته تجدها اسفل الموضوع.
في بعض ما يقوله الدكتور علي منصور كيالي صحيح ولكنه اخطا في حصر السبب بآدم وحده، وهي محاولة لتبرئة المرأة من المشاركة بالمعصية. والصحيح هو ان آدم وحواء تشاركا ولم يكن آدم وحده الذي أكل من الشجرة، والنهي كان موجه للإثنين ، (فلا تقربا هذه الشجرة) . ولذلك يقول الله في القرآن الكريم : (فأكلا منها) . اي انهما قاما بنفس الفعل الموجب للطرد من الجنة ، ومباشرة بعد قوله تعالى ، (فاكلا منها) ، امرهم بالهبوط والخروج من الجنة . صحيح ان آدم يقع عليه التكليف ، ولكن اذا كان آدم هو الذي عصى وحده حسب رأي الدكتور ، فلماذا يطرد الله حواء أيضا من الجنة ؟ وهي لم ترتكب ذنبا حسب وجهة نظر الدكتور كيال. هنا الدكتور كيال ينسب بقوله هذا الظلم إلى الله تعالى من انه عاقب حواء وهي لم ترتكب اي مخالفة وحاشا لله ان يفعل ذلك ، لأن كل نفس بما كسبت رهينة.

الدكتور كيال هنا جاء برأي ثالث لا ندري ما اين جاء به ، الرأي الأول هو رأي التوراة والانجيل حيث تطرفتا في الحكم فرموا السبب في حواء ويقولون انها هي التي اخرجتنا من الجنة.
أما القرآن فيقول انهما الاثنين اكلا منها اي يلقي بالمسؤولية على عاتق آدم وحواء معا لأنهما الاثنين يقع عليهم التكليف .اما الدكتور كيال فإنه يقول بأن السبب كان آدم ، وهذا القول مخالف للتوراة والقرآن وهو رأي لو لم يُصححهُ الدكتور كيالي فإنه ينسب الظلم إلى الله تعالى .
يقول الدكتور كيالي في الفيدو وفي المقالة : ((من الأخطاء الغريبـة التي دخلـت للفكر الإسلامي أنّ المـرأة هي التي كانت السـبب في الخروج من الجنّـة ، و كأنّـنا لا نقـرأ القرآن الكريم أبـداً ،فقد أوضـح القـرآن الكريم و هو الحقيقة المطلـقة أنّ الرجل هو المسـؤول الوحيد عن الخروج من الجنّـة ، و أنّ المرأة ليس لهـا أيّ علاقة بهـذا الموضوع أبـداً)) . فإذا كان صحيحا ذلك يا دكتور وأن المرأة ليس لها اي علاقة بهذا الموضوع ابدا . فلماذا طردها الله تعالى من الجنة ؟ لربما ستقول لي يا دكتور بأن المرأة تتبع الرجل . ولكن هل إذا دخل الرجل النار بسبب ذنوبه هل تتبعه المرأة أيضا إلى النار ، وهي لم ترتكب ذنبا؟

يقول الدكتور كيّالي : (من الأخطاء الغريبـة التي دخلـت للفكر الإسلامي أنّ المـرأة هي التي كانت السـبب في الخروج من الجنّـة ، و كأنّـنا لا نقـرأ القرآن الكريم أبـداً ،فقد أوضـح القـرآن الكريم و هو الحقيقة المطلـقة أنّ الرجل هو المسـؤول الوحيد عن الخروج من الجنّـة ، و أنّ المرأة ليس لهـا أيّ علاقة بهـذا الموضوع أبـداً).

طبعا هذا القول مخالف للقرآن الذي يقول بأن الرجل والمرأة اكلا. (فسولت لهما انفسهما ، فأكلا منها ) واما قوله تعالى : (وعصى آدمُ ربه فغوى ) فهو خطاب للجنس وليس للشخص ذاته تميزا عن بقية المخلوقات أي أن الجنس الآدمي هو الذي اخطأ ، والدليل هو التعقيب الذي جاء بعدها حيث يقول : (فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه).
ثم يقول الدكتور كيالي : (الملاحظ على ما جاء في التوراة أنّ هذه التوراة لمْ تذكر إبليس مُطلـقاً و لا حتّى آدم ، بلْ قصـرت الحـوار بين الحيّـة و المـرأة) . ثم يورد نص التوراة فيقول : (ففي سفر التكوين الإصحاح الثالث 1 / 7 ] نجـد : (و كـانت الحيّـة أحْـيل الحـيوانات البـريّة فقالت للمـرأة : أحـقّاً قال الله لا تأكـلا من كلّ شـجر الجنّـة ، فقالت المـرأة للحـيّة). وقد نسى الدكتور كيالي بأن الحية هي الشيطان أو إبليس كما في نصوص أخرى من التوراة والانجيل حيث نقرأ في سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 20: 2 فقبض على التنين، الحية القديمة، الذي هو إبليس والشيطان).

فالحيّة هنا هي نفسها إبليس والشيطان فلماذا تقول يا دكتور بأن النص لم يذكر الشيطان؟
وفي نص آخر تقول التوراة بأن حسد إبليس الذي تصوّر بصورة الحية هو الذي اخرج الانسان من الجنة وادخل فيه الموت كما نقرأ في سفر الحكمة 2: 23 (فإن الله خلق الإنسان خالدا، وصنعه على صورة ذاته، لكن بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم).

وكما يُعرّف لنا الكتاب المقدس بأن الشيطان هو الحية المتحولة لوياثان فيقول في سفر إشعياء 27: 1 (في ذلك اليوم يعاقب الرب بسيفه القاسي العظيم الشديد لوياثان، الحية الهاربة. لوياثان الحية المتحوية). وفي ذلك تقول دائرة المعارف المسيحية قاموس الكتاب المقدس : (ولوياثان يرمز أيضًا إلى الشيطان، الحية القديمة، إبليس(.
ولا ادري هل الدكتور كيالي بصدد تبرئة الشيطان أيضا من تهمة اغواء آدم ، فيقول بأن التوراة لم تذكر الشيطان بل ذكرت الحيّة. ولو كلّف الدكتور كيالي نفسه قليلا لعرف بأن الحيّة هي إبليس الشيطان حسب مراجع الكتاب المقدس. ولكن على ما يبدو فإن شطحات الدكتور كيالي كثيرة مما دفع الناس إلى استهجان اسلوبه في تفسير السور القرآنية حيث يقول نفسه : (بعد الجهد و العناء الذي أبذله منْ أجل نشر هذه الثقافة لكم ، و لا أريدُ جزاءً و لا شكوراً ، يأتيني كلّ يوم العديد منَ الشتائم و التحقير منَ البَعْض و آخرهـا مع كلّ الأسف من طبيب مُثقّف يُدعى [ Ahmad Al-Muheidat ] ، فقد كتّب لي: ( بكرهك يا عدو الامة وَلَـكْ فَـشرْت أقرأ هيك أشياء لأشكالك).

وعلى ما يبدو فإن للدكتور السوري ، منصور كيالي شطحات أخرى كثيرة منها أنكاره لحساب القبر وجنته وناره ، وانكاره لحوض الكوثر ، انكاره لقوم يأجوج وماجوج مع أن القرآن ذكرهما. زعمه أن نظرية دارون صحيحة. وأن الله تعالى لا يستطيع النوم لانشغاله بحركة الكواكب ويدعي الدكتور منصور بأنه يعرف مكان الجنة والنار وغيرها جعلت الرجل يتعرض لهجمة شرسة من مختلف طبقات الناس.
المصدر : https://www.facebook.com/DrAliKayali/posts/293970987346946
تعريف :
1- علي منصور كيالي هو مهندس معماري وهو باحث سوري. ولد في 31 مارس 1953 بمحافظة حلب.

الموضوع السابق السيد ابو القاسم الخوئي ( قدس ) : لماذا البس السواد من الاعلى الى الاسفل في شهري محرم و صفر ؟؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat