صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

توقف الزمن لقتل الإصلاح فانتصر الدم!
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هنالك أحداث عبر الأزمان والعصور, يمر عليها الانسان مرور الكرام, بينما نجد حوادث, تجعل من الشخص ملتصقاً بها, متأملاً بحيثياتها وأسبابها, منبهراً بغنى الدروس التي تحملها.
 حدث ليوم واحد, سبقته أيام هادئة, لتباعد أحداثها الأولى, وعدم وجود تواصل متطور, يجعل من عاش ذلك الزمن, محيطا بما يجري, فلا هواتف ولا أجهزة إلكترونية, وتوارد الأخبار يأتي عن طريق الطيور, أو شُخوصٍ مرسلين ومسافرين.
مسافة بعيدة بين مكة والمدينة المنورة والعراق, تفصلها صحراء شاسعة, مع ذلك فقد كانت أخبار تلك المدن او الولايات, تصل ولو لتأخرها بعض الشيء, مما يجعل المَرءَ متسمراً, من هول الأحداث المتسارعة وبشاعتها, وخلوها من أدنى صفات الإنسانية.   
ترتجف يداي وترتعد فرائصي, عند الوصول للفاجعة الإنسانية, التي قام بها عتاة المجرمين, الذين ادعوا الاسلام, ليعملوا على الثأر من قتلة المشركين, رافضين طريق الحق الإلهي, لاهثين خلف ملذات الدنيا الفانية, عميت بصيرتهم عما يريده الخالق العظيم, متناسين جبروته في العقاب, مستخفين بما قاموا به, طاعة لأمير الدينار والفسق والفجور.
تلك هي واقعة الطف, يوم واحد بل بعض من يوم, اختصر رسالة سماوية, سعى الرسول محمد, عليه وآله أفضل الصلوات وأتم التسليم, وتحمل الأذى والقهر والهجرة, من أجل أن تعيش البشرية في أمن وسلام, وحب ووئام عابدة لرب الأنام, تاركة عبادة الأوثان, مؤتمرة بأمر باريها, بعيدة عن أهواء الطغيان, المفعمة بحقد الشيطان على بني الإنسان.
لقد جُبِل الأعراب على الغلظة والعصبية القبلية, ولم يفد معهم النصح ورؤية المعاجز الإلهية, اعتادوا على الذلة فعادوا إليها, بعد أن أراد لهم الباري العزة, لم يجدوا من الحسين عليه السلام زلة, فنادوا" هذا ابن قَتّال العرب", واتهموه بالخارجي, وأشاعوا أنه قُتِلَ بحديث جده, عليه الصلاة وعلى آله, متناسين الحديث النبوي الشريف, الذي يصفه بسيد شباب أهل الجنة, فلم يتفكروا كيف يكون خارجياً, سيدا لشباب أهل الجنة!
إن الوقوف على بعض ذلك اليوم, يختصر المسافات الطويلة, ويقلص الزمن, بل أن قرآناً سماوياً وأحاديث شريفة, حضرت جميعها ذلك اليوم, ليمزقها حقد أحفاد آكلة الأكباد, ومن معهم من المتملقين والانتهازيين, لهفة منهم للتسلط على رقاب الناس, بغير حق خلافاُ لما أراده الخالق العزيز, وأدوا القرآن الإلهي, لأجل الثأر للمشركين.
فأي كلام يُقال من بعد ما قيل, بذلك اليوم المُفجع, وكأن الزمن قد توقف, وعجزت الأقلام عن الكتابة, ليس بسبب جفافها, بل لبيان الحق من الباطل بأوضح صورة, فمن تبع الحق تبعه, ومن خالف إمام زمانه, فقد باء بالخسران العظيم.
فالإصلاح يحتاج لتضحية كبيرة, لا يتحملها إلا مَنْ امتلك الشجاعة  والإصرار, فاتِّباعُ الحق لا يحتاج لخيارٍ ثانٍ, ولا يوجد منطقة وسطى, فإما جنة دائمة, أو نار صاليه.
    


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/30



كتابة تعليق لموضوع : توقف الزمن لقتل الإصلاح فانتصر الدم!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net