صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

ديمقراطية مُهَرجين مُمَنهَجَة
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مقالي هذا هو ذكر وقائع, يذكرها من مَرَّ بها وعاشَها, لقد كان لحرية الرأي وجود حقيقي, ولا ننسى الهوسة العراقية" نوري سعيد القندرة, وصالح جبر قيطانه. 
لم تكن ممارسة الديموقراطية جديدة على العراقيين. فَفي ستينات القرن الماضي, إبان الحكم العارفي, أصدرت الحكومة قراراً, بزيادة سعر مادتي السكر ومسحوق الغسيل, مبلغاً وقدرهُ خمسة فلوس فقط لكل مادة, فإذا بتظاهرات تعم بغداد, مطالبة بإبقاء الأسعار على حالها, وقد نفذت حكومة العراق ذلك الطلب, في نفس اليوم.
قضية اخرى, حيث تم الإضراب عن العمل, والاعتصام داخل الشركة العراقية للنسيج, فحضَر طاهر يحيى التكريتي, رئيس الوزراء حينها لمقر الشركة, مطالباً العمال بالرجوع للعمل, وعدم الإضرار بالمصلحة العامة, إلا أن استعماله كلمات بذيئة, أدت إلى قذفه بمفتاح حديدي كبير, سبب له جرحاً في رأسه, بالرغم من محاولته تحاشيه, وعندما أراد مرافقيه, القاء القبض على العامل, صاح عليهم اتركوه, هذا شريف لم يتحمل كلامي, وتمت إقرار الزيادة على رواتبهم.
كان ذلك جزءٌ مما وصلني, وبقي في ذهني, إلا أن حزب البعث الصدامي, الذي حكم العراق نحو 35 عاما, جعل الشعب العراقي, ينسى ما كان يمارسه من حرية رأي, فأصدر قراراً, يقضي الحكم بالإعدام, على كل من يمارس التَظاهُر, وألغى دور الأحزاب المعارضة وطارد تنظيماتها, وسَيَّسَ النقابات التي كانت تطالب بحقوق من ينتمي إليها.   
رغم من التصريحات المستمرة, للساسة بعد الاحتلال, الذين كان أغلبهم, ممن عاشوا تلك الحقبة الزمنية, وكانوا من المشاركين, سواء بالتظاهرات أو التحشيد الشعبي والنقابات, إلا أنهم ما زالوا لا يتحملون النقد, مع وجود المتصيدين الذين يرغبون, بإرجاع الوضع إلى ما كان عليه, قبل 2003!
مطالباتٌ شعبية حقيقية, اتخذ منها الانتهازيون, طريقاً لتشويه عملية الديموقراطية الجديدة, فراحوا بالتهجم على كافة الساسة, دون الرجوع إلى من عمل وفشل بعمله, أو استهداف مواطن الفساد, مما يدلل على عشوائية وتخبط واضحين, وسط غموض في المطالب.
الذين لا يحملون أجندة واضحة لبناء البلد, لم يؤلوا جهدا بشعاراتهم, لتطال حتى الرموز الدينية, فنعوتها بالتواطؤ مع الفاسدين! برغم معرفتهم التامة, أن رجال الدين هم أول من أوصى بالعدل, بين فئات الشعب, داعين لمحاربة الفساد بكل صوره.
فهل ستنتبه حكومة العبادي, لتفعل دور النقابات, التي كبلتها حكومة المالكي؟ فتكون المطالبات معروفة الوجهة, أم إنها ستتغاضى عن الأمر ليختلط الحابل بالنابل!؟ 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/27



كتابة تعليق لموضوع : ديمقراطية مُهَرجين مُمَنهَجَة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net