تاريخية النص القرآني 3
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

إن تاريخية النص ، و بالخصوص ( تاريخية النص القرآني ) تفجرت ـ عربياً ـ مع الكاتب المصري ( نصر حامد أبو زيد ) و التي قد اقتبسها من أفكار ( التاريخانية ) الغربية الموشحة بالأدوات ( الهرمينوطيقية ) .
ان مرتكز ( تاريخية النص ) مؤسس على أساس إثبات ( بشرية النص ) ، و في بحثنا هذا يراد به ( بشرية النص القرآني ) ، إي ان القرآن الكريم هو نص بشري كُتب بلغة بشرية ، و بالتالي يجب التعاطي معه من منظور ( تاريخاني ) و ( هرمينوطيقي ) ، و هذا ما نجده واضحاً في نصوص ( محمد اركون ) و ( علي حرب ) و ( نصر حامد ابو زيد ) و ( محمد شحرورو ) و ( أدونيس ) و ( هاشم صالح ) و ( الطيب تيزيني ) و ( صادق جلال العظم ) و ( حسن حنفي ) و ( محمد عابد الجابري ) و ( محمد أحمد خلف الله ) .
ان الفكر ( التأويلي ) ( الهرمينوطيقي ) مأخوذ من هيرمونطيقيين كـ( شلايرماخر ) و ( هايدجر ) و ( بول ريكور ) و ( غادامير ) . حتى سرى هذا التأثير إلى كتاب ايرانيين معاصرين أمثال ( عبد الكريم سروش ) . فكانت جميع هذه الاطاريح الشرقية نقل مبستر لأفكار ( شلايرماخر ) و ( غادامير ) .
ان أساس فكرة ( تاريخية النص ) في الأصل ؛ هي لضرب قدسية الكتاب ، و لدحض فكرة عصمة النص ، بدعوى تكثير المعنى مع نسبيته ، من اجل دحض البعد الوحياني للنص .
نحن نقف إلى جانب ( التأويل ) النابع من آليات القرآن الكريم أو من آليات النص الصحيح الشارح له النابع من فكر مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) . و لن نقف إلى جانب ( تأويلات ) الهرمينوطيقا الغربية المبنية على أساس الانقلاب الناقد لكل النصوص الدينية إثر صدمة الكنيسة .
لقد ظهرت محاولات ( نصر حامد أبو زيد ) في القراءة التاريخية للنص القرآني في كتابه ( مفهوم النص ) ، و هو المتأثر بمدرسة استاذه ( أمين الخولي ) ، و أفكار ( طه حسين ) .
يُدخل ( أبو زيد ) مجال التاريخية و جدل ( النص و الواقع ) أساسيين لتشكيل وعي علمي ، فيبني قراءة النص طبقاً لآليات العقل التاريخي و ليس وفق العقل الغيبي الأسطوري بحسب تعبير ( علي حرب ) في كتابه ( نقد النص )( ) .
لقد أخضَعَ كل من ( نصر حامد أبو زيد ، و أدونيس ، و محمد أركون ) النص القرآني لسلطة و نصوصية المنهج اللغوي ، و السيميائي ، و الاركيولوجي ، و السيسيولوجي ، و الهرمينوطيقي ، و النقد التاريخي .
فلماذا يخضع نص القرآن الكريم لسلطة و نصوصية هذه المناهج دون ان تكون هذه المناهج خاضعة له ؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat