صفحة الكاتب : جمال الهنداوي

الحويجة..بداية مرحلة ام نهاية وطن
جمال الهنداوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قطع المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية العميد تحسين إبراهيم، قول كل خطيب بنفيه أن تكون وزارته قد علمت مسبقا بالعملية التي نفذتها قوات أميركية خاصة لتحرير رهائن في الحويجة من قبضة داعش, وإن الجانب العراقي لم يعلم بالعملية الا من خلال وسائل الإعلام.. مما قطع الطريق على الكثير من التكهنات -الهامسة-التي رافقت تلك العملية, او اعقبتها على الاصح.
فلم تزدحم شاشاتنا هذه المرة بالوجوه المتناسلة من المتحدثيين الرسميين او الناطقين, ولم تمتليء اشرطة اخبارنا (الرسمية) بالانباء العاجلة, ولا برقيات التهاني.. بشكل يشي بان الجميع -حتى حكومتنا- لم يكن مطلعا بما يكفي لكي يجيب عن علامات الاستفهام التي تتراقص في الاذهان وهي تحاول تفكيك العديد من الاسئلة المفخخة التي تعتري المتابع للمسار التقطيري للمعلومات المتغيرة استنادا الى ما يبدو انه تحديث مستمر للخبر حسب المواقف السياسية المعلنة او المستترة بل وحتى المتوقعة..
فلم تجد وسائل الاعلام العراقية المختلفة -حد التنافر - في مقاربتها للأمر الا ترديد ما ضجت به وسائل الاعلام المختلفة لساعات طوال, فالكل تحدث بتفصيل لافت عن عدد القوة وعديدها وانواع الطائرات المستخدمة في العملية, من هبطت منها على الارض ومن كانت فوقها وحدد نوع ومكان الهدف بدقة يحسدون  عليها , ولكنهم تجاهلوا للاسف السؤال الاهم حول التخريج الامني والسياسي لهذه العملية في ظل كل هذا الضجيج عن رفض الوجود العسكري الاجنبي خارج مهمة التدريب والاستشارة التي تسوق من خلالها -مصادرنا الامنية- تواجد القوات الامريكية الحليفة في عدد محدد من القواعد العسكرية.
ولم يفك لنا اي من الحشد المتعاظم من المحللين السياسيين احجية ان العملية بدأت على انها لتحرير مجموعة من اسرى قوات البيشمركة, ليتبين بعدها الى ان الرهائن "جميعهم من العرب" وهم "سكان محليون ومقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية احتجزوا للاشتباه في قيامهم بالتجسس", مما يثير الكثير من الشكوك بشأن  "المعلومات الامنية الدقيقة" التي ساعدت على اتخاذ القرار بالهجوم واذا ما كان الحديث الاولي عن الاسرى الكرد هو للتغطية على الهدف الحقيقي الذي استدعى استبعاد الجانب العراقي من التخطيط والتنفيذ في جميع مراحل العملية والتي كان الجانب الامريكي واضحا بانها لم تتم بناء على طلب من القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية..
ان مثل هذه العمليات , وان كانت مرحب بها -ولو على مضض وريبة- شأنها شأن أي جهد يضعف من فعاليات التنظيمات الارهابية التكفيرية , ولكنها توحي بوضوح الى انعدام الثقة العضال بين الحكومة العراقية وقوات التحالف والتطير السياسي الذي يغلب على طبيعة العلاقة بين الطرفين.
والاكثر مدعاةً للاسف, انها دليل مضاف الى فشل العراق في التنسيق مع قوات التحالف لضبط المسار الامني على الاقل ضمن جهوده في القضاء على الارهاب خاصة بعد تفلت جميع اوراق المسار السياسي من يديه وضعف دبلوماسيته المأساوي في الافادة من المتغيرات الاقليمية التي تعصف بالمنطقة.. فحتى الورقة الروسية التي وضعت في جيب الطرف العراقي في غفلة من التوازنات القائمة لم يستطع التفاوض من خلالها مع الطرف الامريكي لكي يكون اكثر جدية في تفهم وجهات نظر الحكومة العراقية, بل كان هناك نوع من العجلة الرعناء غير المفهومة في وضع كل البيض العراقي في سلة الامريكان المثقوبة بدون اي التزامات معلنة من قبل التحالف ولا حتى مستترة كما تبين من خلال عملية الحويجة.
يؤكد المتحدث العسكري أن مسؤولين في وزارة الدفاع سيجتمعون مع ضباط في التحالف الدولي لمحاربة داعش للاستفسار عن تفاصيل أكثر حول عملية الحويجة, التي قد تكون بداية مرحلة جديدة من المقاربة الامريكية للنزاع او خاتمة لمسار وطن..ولكن القراءة الهادئة للاحداث تؤدي بنا الى انه من المستبعد ان يجدوا عندهم جوابا لكل التساؤلات العراقية, ما دامت الحكومة تتعامل مع العراق كوطن مؤقت قد نسمع نعيه في اي وقت, كما سمعنا بعملية الحويجة..من خلال وسائل الاعلام. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمال الهنداوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/26



كتابة تعليق لموضوع : الحويجة..بداية مرحلة ام نهاية وطن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net