قف هاهنا لترى النطف الطاهرة ..
فؤاد المازني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في كل عام ومع أيام محرم الحرام تتباين المواقف وتختلف المشاهد والأحداث والصور في كل المناطق التي يشهد سكانها إحياءآ لذكرى واقعة الطف وملحمة كربلاء الخالدة ، وعلى مدار الساعات والأيام والليالي يرى المتابع أمورآ قد لايشاهدها خلال سنة كاملة ولربما لاتخطر على مخيلته سنين وتأخذ هذه المشاهدات والصور حيزآ واقعيآ ملموسآ يفوق مستويات خشبة التراجيديا العالمية السابقة والحالية وحتى المستقبلية حيث تتجلى مواقف تتحرك فيها مكامن المشاعر والعواطف والأحاسيس وتتفجر فيها براكين الولاءات المطلقة لأهل بيت النبي الأكرم محمد (ص) وتلتهب فيها النفوس حبآ وشوقآ لسبط الرسول (ص) الإمام الحسين  (ع) .                                                          

وهذا التباين والتنوع في إحياء المناسبة يأخذ مساحات في الوجدان تبعآ لما يحمله الإنسان من نقاء في إنسانيته وتعامله مع سنخ جنسه وما يكتنزه من روح شفافة تتخطى مضامينها حواجز الحياة الدنيا وتتسامى نحو آفاق السماء محلقة نحو خلود المواقف كما هو خلود صاحب الذكرى وأهل بيته وأصحابه الذين مافتأت العقول عن التفكر بهم وبمواقفهم ومابرأت الأقلام تدون مناقبهم وفضلهم وما ملت الألسن عن ذكرهم والتأسي بهم وما كلت الأيادي والأرجل عن السعي في إحياء وتجديد  ذكراهم .

مع هذا الزخم الواسع في إحياء عاشوراء تستوقفك مشاهد لايمكن أن تتجاوزها وتتخطاها بل تجبرك على الوقوف والتريث والتأمل عندها ، ولو جمعت كل سيناريوهات العالم ومبدعيها لما أمكن تخيل وتصور تلك المشاهد ولفتحوا نوافذ دراسات عالمية تحاكي ماتراه على أرض الواقع ..

طفل لم يتجاوز عمره 10 سنوات لديه موكب حسيني خدمي يجلس على قارعة الطريق وأمامه صندوق صغير عليه كأس مملوء ماء وماعون صغير فيه تميرات ، يمر أحد الرجال على هذا الطفل………                           

ـ عمي تفضل                

ـ  شنو

ـ تفضل عمي إكل وإشرب بثواب أبا عبد الله الحسين ع

ـ شكرآ إبني

(يسأله بدموع تنهمل على خديه)

ـ عمي ليش لأن موكبي زغير

الموضوع السابق بالتزامن مع ذكرى وقفة الإمام الحسين ( ع ) الخالدة ضد الباطل .. بيجي تعود محررة ونظيفة من جراثيم داعش

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat