صفحة الكاتب : عبد الزهره الطالقاني

حصاد المتنبي 9 تشرين1 2015
عبد الزهره الطالقاني

يقول العميد الركن حامد الزيادي والد الشهيدين السعيدين احمد وزيد في كتابه الذي صدر عن دار الجواهري بطبعته الاولى عام 2011 وعنوانه (ما بعد الاستعباد ، العراق 1968-2003) ان العراق مر بمراحل مختلفة من تاريخه الحديث عانى فيها من الاستبداد بصوره المتفاوتة التي تراوحت بين غياب الديمقراطية الى حرمان المواطن العراقي من ابسط حقوقه التي تقرها له الشرائع المعروفة السماوية منها والارضية ، بما في ذلك طبعاً الحقوق الثقافية .

فقد غيب النظام انذاك الثقافة الحقيقية ومسخ الابداع وصارت المؤسسات الكبيرة التي تمول باموال العراقيين تدور ماكنتها لانتاج مؤلفات ودواوين شعر ومجلات وصحف كلها تمجد باسم القائد ، حتى المؤلفات الموجهة للاطفال والمجلات المخصصة لهم لم تنج من هذا التوجه الاستعبادي المشوه للمشهد الثقافي العراقي.
لقد انتهت تلك الفترة المظلمة واشرقت شمس الثقافة العراقية على واقع جديد لم ينل رضا العراقيين بالكامل ، ولم يلب طموحهم ، الا انه فتح نافذة واسعة للحرية والتعبير عن الرآي ازدهرت على اثرها الثقافة العراقية وسجلت قفزة مهمة ستظهر نتائجها لاحقا في المؤلفات المعنية بالتوثيق الثقافي . 
ولعل واحدا من ابرز مشاهد الثقافة العراقية هو شارع المتنبي بما اضيف اليه من نسيج تراثي متجانس تمثل بمبنى القشلة والمركز الثقافي البغدادي .. حيث ينشط هذا الشارع صباح كل جمعة برواده الذين يأتون من جهات بغداد الاربع وربما من المحافظات .. ولعل ما يميز النشاطات الثقافية في جمعة المتنبي هي حرية الراي والتعبير فنجد في هذا الشارع مختلف الاتجاهات السياسية منها الديني ومنها العلماني والديمقراطي .
ولا يقتصر رواد الشارع على الادباء والشعراء والمؤلفين ، بل تمثل بكل صنوف الثقافة منها الفنانون التشكيليون والسينمائيون والموسيقيون والاعلاميون والمسرحيون واساتذة الجامعات وطلاب الدراسات العليا.. وهذه النخبة من العراقيين انما يلتقون صباح الجمعة لقاء الاحبة مع الاحبة بحثاً عن معلومة جديدة وابداع جديد وفن جديد تفرزه الثقافة العراقية.
ففي الوقت الذي شهد الاسبوع حفلا مهما للفرقة السمفونية العراقية بقيادة المايسترو محمد امين عزت وحضرها قرابة الالف شخص من المهتمين بالفنون الموسيقية في حيث شهدت قاعة كولبنكيان فعاليات مهرجان الخط العربي الذي نظمه المركز الثقافي العراقي للخط والزخرفة بالتعاون مع دائرة الفنون التشكيلية وكلية الفنون الجميلة الذي تضمن افتتاح معرض اخر لنتاجات طلبة قسم الخط والزخرفة في اكاديمية الفنون الجميلة .. 
وفي مجال استذكار المبدعين ازيح الستار عن النصب التذكاري للفنان الراحل جواد سليم عند مدخل قاعة المتحف الوطني للفن الحديث كولبنكيان .. النصب نفذه الفنان النحات خليل خميس .. المركز العراقي للتنمية الاعلامية نظم احتفالية توقيع كتاب سياسي عن العراق عنوانه (وقائع وروائع) للسيد حسين الصدر حضرها نخبة من المثقفين وادار الجلسة الدكتور عدنان السراج .. 
نشاط اخر اقامته دار الثقافة والنشر الكردية حيث اقامت معرضاً تشكيلياً مشتركاً للرسامتين سوسن عبد الحميد وابنتها سمارة هاشم . المعرض ضم ثلاثين لوحة بضمنها عشرون لوحة للفنانة سوسن ، وعشر لوحات للفنانة سمارة. لا شك في ان من يطلع على المشهد الثقافي البغدادي يلاحظ تنوعه فمن الموسيقى الى الخط العربي الى الندوات والمحاضرات الى المعارض الفنية التشكيلية الى اصدار الكتب وتوقيعها .. مرحى لبغداد بثوبها الثقافي الجميل.
عبدالزهرة الطالقاني
القاهر

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الزهره الطالقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/21



كتابة تعليق لموضوع : حصاد المتنبي 9 تشرين1 2015
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net