صفحة الكاتب : عمار العامري

عاشوراء مدرسة المنتظرين
عمار العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   لقد أثبتت الحقائق التاريخية؛ وبشهادة زعماء الثورات الإصلاحية في العالم, إن ثورة الإمام الحسين"ع" في عاشوراء, أسمى ما نودي فيه من أهداف الإصلاح والتغيير والنهوض.

   لذا فإن الشيعة هم الأوفر حظاً بين الشعوب الأخرى, كونهم الامتداد الطبيعي لتلك المدرسة الخالدة, التي انطلقت منها ثورة الإمام الحسين"ع" الإصلاحية بشعاره "إني لم اخرج أشراً ولا بطراً, أنما خرجت طلباً للإصلاح في امة جدي محمد"ص" فكان إصلاح واقع الأمة والمجتمع, أهم وابرز ما طالب فيه سيد الشهداء"ع" عندما وصل الحال في الأمة الإسلامية آنذاك إلى تردي الواقع السياسي والاجتماعي, بسبب الفساد المستشري بمؤسسات السلطة الحاكمة, فكان لابد من نهضة حقيقية لتغيير ما افسد, وتصحيح ما سيء التصرف فيه, حتى أصبحت إراقة الدماء بعاشوراء ضرورة لابد منها, فقال شاعرهم: لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى...حتى يراق على جوانبه الدم.
   وانطلاق من تلك النهضة الحسينية ومبادئها التغيرية, ضد الظلم وأسبابه, جعل المؤمنون مدرسة عاشوراء منطلقاً لأهدافهم في إصلاح واقع الأمم الإسلامية والإنسانية, كون الرضوخ والإهمال من دواعي الإفساد المجتمعي, والتي تشكل خطر في انحدار الإنسانية, أمام وسائل الصراع الفكري والثقافي, بعدما استطاع أعداء الإسلام النفاذ في أعماق المجتمعات, والغوص في ثناياه, ما تسبب بتراجع مستوى الإدراك في فهم المشاكل المحدقة, وانخفاض مستوى الوعي, حتى أصبحت ظواهر تقليد الباطل, والانغماس بالرذائل, والانحلال الاجتماعي والخلقي من دواعي نجاح الخصم, وكأنما لم تكن هذه الأمة هي نفسها, التي قام فيها الإمام الحسين"ع" مصلحاً لأحوالها, ومنها تعلم المسيحي والبوذي والشيوعي مبادئ الإصلاح وعوامل النجاح.
   لذا لابد؛ من جعل أيام عاشوراء وإحياء الشعائر الحسينية, نبراس نقتدي بهديه, وسراج نستضيء بنوره, لنتعلم من فكرها دروس الإصلاح, ونجعل أهدافها غاية المرام, التي نمضي لتحقيقها, ليصدق قول الانتظار الحقيقي بأن عاشوراء مدرسة المنتظرين.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/17



كتابة تعليق لموضوع : عاشوراء مدرسة المنتظرين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net