إخوان السوء كالنار، يحرق بعضها بعضا
سيد صباح بهباني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) آل عمرآن/13
(فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)الشورى/40
(وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) الشورى /43.
(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)فصلت/34.
(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ)الحجر/47.
ونعم ما قيل:
ليس في كل ساعة وأوانِ * تتهيّـا صنائع الإحسـان
وإذا أمْكـَنَـتْ فبـادر إليهـا * حذراً من تعذّر الإمكان.
قال صلى الله عليه وآله وسلم :" المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم . "ولا ننس أن كظم الغيظ لا يعني نسيانه ، إنما تناسيه ، والفرق بينهما واضح جليّ . فإذا نجح المسلم في السيطرة على نفسه فحبس غيظه دخل في المرتبة الثانية : العفوعن الناس والعفو نسيان ما كان منهم ، ومسامحتهم، وكأن شيئاً لم يكن . فقد كان الرسول الكريم يعفو عمّن ظلمه ، والسيرة مليئة بهذه المواقف النبوية الرائعة في العفو والصفح عن المسيء، وتاريخ الصالحين من أسلافنا شاهد على ذلك . والعفو دليل سمو الأخلاق ورجاحة العقل ، ولن يكون الدعاة ناجحين إذا عامل الناس بالمثل . إنه إن عاملهم كذلك لم يتميّز عنهم .
دخل هارون الرشيد على الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وقد عمد على القبض عليه ، لأشياء كذبت عليه عنده ، فأعطاه طوماراً طويلاً فيه مذاهب شنعة نسبها إلى شيعته ،
فقرأه ( عليه السلام ) ، ثمّ قال له : ( يا أمير المؤمنين نحن أهل بيت منينا بالتقوّل علينا ، وربّنا غفور ستور ، أبى أن يكشف أسرار عباده إلاّ في وقت محاسبته : ( يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).
ثمّ قال : ( حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن علي ، عن النبي ( عليهم السلام ) : الرحم إذا مسّت اضطربت ثمّ سكنت ، فإن رأى أمير المؤمنين أن تمس رحمي رحمه ويصافحني فعل ) ، فتحوّل عند ذلك عن سريره ومد يمينه إلى الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، فأخذ بيمينه ثمّ ضمّه إلى صدره ، فاعتنقه وأقعده عن يمينه.
وقال : أشهد أنّك صادق وجدّك صادق ، ورسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) صادق ، ولقد دخلت وأنا أشد الناس حنقاً وغيظاً لما رقي إليّ فيك ، فلمّا تكلّمت بما تكلّمت ، وصافحتني سري عنّي ، وتحوّل غضبي عليك رضى .
وسكت ساعة ، ثمّ قال له : أريد أن أسألك عن العباس وعلي ، بما صار علي أولى بميراث رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) من العباس ، والعباس عم رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وصنو أبيه ؟
فقال له الإمام ( عليه السلام ) : ( أعفني ) ، قال : والله لا أعفيتك ، فأجبني.
قال ( عليه السلام ) : ( فإن لم تعفني فآمنّي ) ، قال : آمنتك ، قال ( عليه السلام ) : ( إنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله ) لم يورّث من قدر على الهجرة فلم يهاجر ، إنّ أباك العباس آمن ولم يهاجر ، وإنّ علياً آمن وهاجر ، وقال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلاَيَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا ) ) ، فتغيّر لون هارون.
ثمّ تابع الرشيد فقال : ما لكم لا تنسبون إلى علي وهو أبوكم ، وتنسبون إلى رسول الله وهو جدّكم ؟ فقال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : ( إنّ الله نسب المسيح عيسى بن مريم ( عليه السلام ) إلى خليله إبراهيم ( عليه السلام ) بأمّه مريم البكر البتول ، التي لم يمسّها بشر ، في قوله تعالى : ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) ، ( وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ ) ، فنسبه لأمّه وحدها إلى خليله إبراهيم ( عليه السلام )
كما نسب داود وسليمان وأيوب وموسى وهارون ( عليه السلام ) بآبائهم وأمّهاتهم ، فضيلة لعيسى ( عليه السلام ) ، ومنزلة رفيعة بأمّه وحدها ، وذلك قوله في قصّة مريم ( عليها السلام ) : ( إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ) ، بالمسيح من غير بشر .
وكذلك اصطفى ربّنا فاطمة ( عليها السلام ) وطهّرها وفضّلها على نساء العالمين بالحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة).
فقال له هارون ـ وقد اضطرب وساءه ما سمع ـ : من أين قلتم الإنسان يدخل الفساد من قبل النساء ومن قبل الآباء ، لحال الخمس الذي لم يدفع إلى أهله ، فقال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : ( هذه مسألة ما سئل عنها أحد من السلاطين غيرك ، ولا تيم ولا عدي ولا بنو أميّة ، ولا سئل عنها أحد من آبائي فلا تكشفني عنها).
قال الرشيد : فإن بلغني عنك كشف هذا رجعت عمّا آمنتك ، فقال ( عليه السلام ) : ( لك ذلك ) ، ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( فإنّ الزندقة قد كثرت في الإسلام ، وهؤلاء الزنادقة الذين يرفعون إلينا في الأخبار ، هم المنسوبون إليكم ) ، فقال هارون : فما الزنديق عندكم أهل البيت ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( الزنديق هو الراد على الله وعلى رسوله ، وهم الذين يحادّون الله ورسوله ، قال تعالى : ( لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) ، وهم الملحدون ، عدلوا عن التوحيد إلى الإلحاد )
فقال هارون : أخبرني عن أوّل من ألحد وتزندق ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( أوّل من ألحد وتزندق في السماء إبليس اللعين ، فاستكبر وافتخر على صفي الله ونجيبه آدم ( عليه السلام ) ، فقال اللعين : ( أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) ، فعتا عن أمر ربّه وألحد ، فتوارث الإلحاد ذرّيته إلى أن تقوم الساعة ) ، فقال هارون : ولإبليس ذرّية ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( نعم ، ألم تسمع إلى قول الله عزّ وجل : ( إِلاَ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً * مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً ) ) ، فهل عرف الرشيد من أي فريق هو ؟ !
ثمّ قال له الرشيد : بحق آبائك لما اختصرت كلمات جامعة لما تجاريناه ، فقال ( عليه السلام ) : ( نعم ) ، وأوتي بدواة
وقرطاس ، فكتب : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، جميع أمور الأديان أربعة :
1 ـ أمر لا اختلاف فيه ، وهو إجماع الأمّة على الضرورة التي يضطرّون إليها ، الأخبار المجمع عليها ، وهي الغاية المعروض عليها كل شبهة ، والمستنبط منها كل حادثة ، وهو إجماع الأمّة.
2 ـ وأمر يحتمل الشك والإنكار ، فسبيله استيضاح أهله لمنتحليه بحجّة من كتاب الله مجمع على تأويلها ، وسنّة مجمع عليها لا اختلاف فيها ، أو قياس تعرف العقول عدله ولا يسع خاصّة الأمّة وعامّتها الشك فيه والإنكار له.
وهذان الأمران من أمر التوحيد فما دونه ، وأرش الخدش فما فوقه ، فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين ، فما ثبت لك برهانه اصطفيته ، وما غمض عليك صوابه نفيته ، فمن أورد واحدة من هذه الثلاث فهي الحجّة البالغة التي بيّنها الله في قوله لنبيه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ).
يبلغ الحجّة البالغة الجاهل فيعلمها بجهله ، كما يعلمها العالم بعلمه ، لأنّ الله عدل لا يجور ، يحتج على خلقه بما يعملون ، ويدعوهم إلى ما يعرفون لا إلى ما يجهلون وينكرون
فأجازه الرشيد وأحسن لقاءه ، وانصرف الإمام ( عليه السلام ) وقد دلّ خصمه ـ المسمى بأمير المؤمنين وخليفة المسلمين ـ على أمور الدين ، كما أوضح له منزلة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وصحّة أقوالهم ، ودعم ما ذهب إليه بأوثق الأدلّة والبراهين ، ولا غرو فهذا الغصن الطيّب هو من تلك الشجرة الطيّبة التي غرسها الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) ، وتعهّد سقايتها ورعايتها
إنها من الصفات التي ندرت في وقتنا الحالي.. فما أجمل العفو والصفح للمسيئين.. إلا أن الكثير استبدلها بالانتقام، قال تعالى (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).
ينبغي للإنسان أن يصدر كل ليلة عفواً عاماً قبل النوم عن كل من أساء إليه طيلة النهار بكلمة أو مقالة أو غيبة أو شتم أو أي نوع من أنواع الأذى، وبهذه الطريقة سوف يكسب الإنسان الأمن الداخلي والاستقرار النفسي والعفو من الرحمن الرحيم، وطريقة العفو العام عن كل مسيء هي أفضل دواء في العالم يصرف من صيدلة الوحي "ادفع بالتي هي أحسن "
(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)
يا من أراد الحياة في أبهج صورها وأبهى حُللِها اغسل قلبك سبع مرات بالعفو وعفّره الثامنة الغفران،قام رجل يسبُّ رجل مؤمن ويقول: والله لأسبنَّك سباً يدخل معك قبرك، فقال المؤمن: بل يدخل معك قبرك أنت، وسبَّ رجلٌ شخص صالح فقال الصالح: إن كنتَ كاذباًفغفر الله لك، وإن كنتَ صادقاً فغفر الله لي. إن تحويل القلب إلى حيّات للضغينة وعقارب للحقد وأفاعي للحسد أعظم دليل على ضعف الإيمان وضحالة المروءة وسوء التقدير للأمور، وكما يقول بعض أهل المعرفة : لا توقد في صدرك فرناً لعدوك فتحترق فيه أنت، ما أطيب القلب الأبيض الزلال، ما أسعد صاحبه، ما أهنأ عيشه، ما ألّذ نومه، ما أطهر ضميره،ثم هل في هذا العمر القصير مساحة لتصفية الحسابات مع الخصوم، وتسديد فواتير العداوة مع المخالفين؟ إن العمر أقصر من ذلك، وإن الذي يذهب ليقتصّ من كل من أساء إليه وينتقم من كل من أخطأ عليه سوف يعود بذهاب الأجر، وعظيم الوزر، وضيق الصدر، وكثرة الهم مع قرحة المعدة، وارتفاع الضغط، وقد يؤدي ذلك إلى جلطة مفاجئة أو نزيف في الدماغ ينقل صاحبه مباشرة إلى العناية المركّزة ليضاف لقتلانا ممن مات في قسم الباطنية صريعاً للتخمة بعد أكلة شعبية قاتلة، إن أفضل أطباء العالم هم ثلاثة: الدكتورة هدى، وتخصصه السرور والفرح والعفو والصفح، والدكتورة أضواء، وتخصصه أخذ الأمور بهدوء والدفع بالتي هي أحسن، والدكتورة برونزية وهي اخصائية الموسيقى والنغم والحب وتخصصه عمل رجيم للجسم لمنعه من كل ضار ومن الإكثار من المشتهيات التي يدعو إليها الشيطان الرجيم، أيها الناس: الحياة جميلة، ألا ترون النهار بوجهه المشرق وشمسه الساطعة وصباحه البهيج وأصيله الفاتن وغروبه الساحر، لماذا لا تشارك الكون بهجته فتضحك كما تضحك النجوم، وتتفاءل كما تتفاءل الطيور، وتترفق كما يترفق النسيم، وتتلطف كما يتلطف الطّل، الحياة جميلة إذا أخرجتم منها الشيطان والشر والشك والشتم والشؤم والشماتة ، والمشكلة أن بعضنا متشائم تريه وجه الشمس فيشكو حرّها، وتخرج له الزهرة فيريك شوكها، وتشير إلى نجوم الليل فيمتعض من ظلمته، إذاً اقترح عليك أن تصدر الليلة مرسوماً بالعفو عن كل من أساء إليك وبعدها سوف تنام ليلة سعيدة لم يمر بك ليلة أجمل منها كما قال صديقي :
يا لَيلَةَ العفو أَلاّ عُدتِ ثانِيَةً؟ - سَقى زَمانَكَ هَطّالٌ مِنَ الدِيَمِ
هنيئاً للعافين عن الناس، قبلات على رؤوس الكاظمين الغيظ،باقات ورد لمن سامح وأصلح، مع الشكر الجزيل للمقنع الكندي حيث يقول :
وَلا أَحمِلُ الحِقدَ القَديمَ عَلَيهِمُ - وَلَيسَ كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقد
الإنسان السوي والمؤمن الراشد يكون منزوع الدسم من السم عنده براءة اختراع لمكارم الأخلاق، مختومٌ على جبينه خاتم " فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ "الشورى ، غفر الله لنا إساءتنا للغير، وغفر الله لمن أساء إلينا وغداً نلتقي في الجنة إن شاء الله تحت مظلة " وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ "الحجر
ونعم ما قيل:
الحقد داءٌ دفينٌ ليس يحمله * إلا جهولٌ ملـيءُ النفس بالعلل
مالي وللحقد يُشقيني وأحمله * إني إذن لغبيٌ فاقدُ الحِيَل؟ !
سلامة الصدر أهنأ لي وأرحب لي**ومركب المجد أحلى لي من الزلل
إن نمتُ نمتُ قرير العين ناعمـها *.وإن صحوت فوجه السعد يبسم لي
وأمتطي لمراقي المجد مركبــتي * لا حقد يوهن من سعيي ومن عملي
مُبرَّأ القلب من حقد يبطئـــني * أما الحقود ففي بؤس وفي خطــل
وخلاصة الموضوع يجب أن تعفو ويسامح لأننا في دار ممر لدار قرار وما علينا إلا أن نحاسب أنفسنا ونصلحه قبل فوات الأوان ومن أبصر عيب نفسه، شغل عن عيب غيره وكان الله يحب المحسنين ويداً بيد لنتعاون ونسبق الوقت ونتنافس للعودة لمكارم الأخلاق وتربيتنا العقائدية التي تربى عليها أجدادنا والسلف الصالح الذين سبقونا والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.المحب المربي
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
سيد صباح بهباني

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat