هل كلام المرجعية للسياسيين وللشعب ، واضح ام مبهم ..؟
باقر جميل
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
باقر جميل

الكثير من الناس قد تعتقد ان كلام المرجعية قد يكون فيه غموض ، وغير صريح بما فيه الكفاية ، او انه مبهم في بعض الوقت .
اقول نعم ، قد يكون كذلك لمن لم يكن لديه متابعة لتحركات المرجعية وخطواتها ، أ و يحاول ان يكون مثل ما يطرحه المخالفون بعدم ذكر القران لاسم الامام علي عليه السلام ، في حين ان هذا الامر لا يعتبر هو الدليل الاوحد والصحيح فقط في إثبات الأشياء أو نفيها ، فوجود القرائن والدلائل الأخرى التي تثبت ما يقوله المتكلم هي طريقة اخرى للإفصاح .
أما بالنسبة للأحزاب فهي ليست بغبية حتى لا تفهم أو لا تعرف ما تريده المرجعية بالتحديد في خطاباتها بل هي على مستوى عالي من الذكاء ، وحتى الذكاء الخبيث أيضا ، لكن المصالح الشخصية او الفئوية ، تحتم على السياسي أن يجعل من نفسه (اطرش بالزفة ) ، لكي يتملص من الشمس الواضح في رابعة النهار .
وقد يستخدم بعضهم حيلة أخرى ليبعد عنه كلام المرجعية ، فيحاول ان يفسر كلامها على هواه ، وقد حصل في بعض الحالات مثل هكذا أشياء .
لذلك فالمرجعية عندما توجه خطابا للسياسيين ، فان الخطاب يكون لهم واضحا جدا لا شبهة ولا اشكال فيه ابدا ، بسبب وجود المتابعة والذكاء ، فهم يفهمون ما تريده المرجعية وبالحرف الواحد ، لكن التحوير والتدليس يأخذ دوره في تغيير مفهوم المرجعية امام الناس ، لذلك تجد بعض الناس تستنكر على المرجعية بعدم التصريح على شيء معين علنا ، او عدم ذكر الاسماء في امر ما ، وهذا يرجع لعدة أسباب ، منها ما ذكرناه وهو خلط الافكار على الناس من قبل السياسيين في تبديل مطالب المرجعية .
ومنها ايضا هو عدم وعي الناس بالصورة الملائمة للوضع الحالي ، فالناس تريد من المرجعية ان تتكلم بلغة العوام وبلغة عدم المتعلمين ، وهذا بعيد عن العلماء والفقهاء كبعد الارض عن السماء ، لذى لابد على الناس ان تعي بان المرجعية عقلها كبير وراجح وكلامها موزون ويحسب له قبل ان يصدر الف حساب ، ولان الجهة الموجه لها الخطاب ، لها حيلها وادواتها في فن الكلام مع الطرف الاخر يحتم عليها ان تخاطبهم بمستوى عالي في بعض الاوقات
وقد يكون هناك التباس وعدم يقين في كلام المرجعية ايضا اذا جعلها الناس في مصاف السياسيين كما جعلوا علي (عليه السلام)كمعاوية ..!
هذا يعطي عدم مشروعية وعدم مصداقية مطلقة ، وعدم فهم واضح لكلام المرجعية لانها كأقرانها من السياسيين الذين يبحثون عن مصالحهم الشخصية فقط ، اما اذا كانت هناك اسس وقواعد تبنى على ان العلماء ليسوا كالساسة في خطاباتهم ، ولا في اهدافهم ، فسيُفتَح باب العقل قدر الامكان في تشخيص الامور التي يحتاجها البلد في الوقت المناسب ، لذلك عندما اطلقت المرجعية العليا الفتوى بالجهاد ، نرى ان كل الناس قد اتجهت للإجابة بدون تردد ، والسبب في هذا ان الجهاد لا يمكن ان يصدر الا من المختص الذي يكون على اطلاع واسع من علوم اهل البيت ، (الفقيه الجامع للشرائط ) ، ويعلمون إن السياسيين لا يمكن أن يُصدِروا مثل هكذا فتوى حتى لو قامت القيامة.
نستنتج ان التقصير ليس في المرجعية في عدم تصريحها او عدم توضيحها ، بل كما ذكرنا ، في السياسيين الذي يحاولون تغيير خطاب المرجعية في اذهان الناس . وايضا بعض الناس يعتقدون ان المرجعية كالسياسيين ، وكلامهم يحتاج الى التصريح بالأسماء ، كالسياسيين والنزول الى مستواهم ، وهذا ما تحاول المرجعية توضيحه للناس قدر الامكان ، لكن للاسف نرى البعض على العكس من ذلك تماما ..!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat