حيدر العبادي يستجيب للنصيحة الأمريكية
اياد السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اياد السماوي

كل الدلائل والمؤشرات تؤكد أنّ رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلّحة العراقية حيدر العبادي , قد استجاب للنصيحة الأمريكية بعدم الموافقة على الطلب من روسيا شنّ غارات داخل العراق على تنظيم داعش بحجة إنّ هذه الغارات ستؤثر في فاعلية الغارات التي يشّنها التحالف الدوّلي ضد تنظيم داعش , حيث تؤكد مصادر من داخل الحكومة العراقية , أنّ الولايات المتحدّة الأمريكية قد أوصلت عدّة رسائل إلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تنصحه بعدم الموافقة على تنفيذ غارات جوّية روسية داخل العراق لأنّها ستؤثر في الغارات التي يشّنها التحالف الدوّلي , في الوقت الذي يطالب فيه العراقيون الغيارى الانضمام للحلف الروسي الإيراني السوري والطلب من روسيا رسميا ضرب أهداف داعش في العراق كما تفعل روسيا في سوريا الآن , ورئيس الحكومة العراقية يعلم علم اليقين أنّ داعش هي صنيعة أمريكية إسرائيلية تركية سعودية قطرية , اشترك الجميع في صناعتها وكل حسب مصلحته في خلق هذا التنظيم الإرهابي , ويعلم جيدا أنّ التحالف الدوّلي المناهض لداعش أكذوبة أرادت الولايات المتحدّة منها تضليل الرأي العام العالمي الذي فزع بجرائم هذا التنظيم الإرهابي , ويعلم جيدا أنّ الغارات الروسية على تنظيم داعش فاعلة ومؤثرة جدا وأنّها ستقضي على الإرهاب تماما في سوريا .
فإذا كانت كل هذه الحقائق واضحة أمام رئيس الحكومة العراقية والقائد العام للقوّات المسلّحة , فما الذي يمنعه من الالتحاق بهذا الحلف والطلب رسميا من روسيا ضرب أهداف داعش في العراق ؟ في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الروسية كامل استعدادها تنفيذ هذه الضربات اذا ما طلبت منها الحكومة العراقية القيام بذلك ؟ والجواب على هذا السؤال سيكشف للرأي العام العراقي أنّ رئيس الوزراء الذي قاد الانقلاب ضد الزعيم المنتخب نوري المالكي , ما كان لهذا الانقلاب أن ينجح لولا التنسيق الكامل مع الولايات المتحدّة الأمريكية والإنذار الأمريكي لنوري المالكي بالتدّخل العسكري في حالة قيامه باعتقال المتآمرين , فالولايات المتحدّة هي من جاءت بالعبادي رئيسا للوزراء , وهي التي فرضت عليه حتى مساعديه وطاقمه الذي يعمل معه , فليس من المعقول ولا من المقبول أن تسمح الولايات المتحدّة لروسيا أن تأخذ دورها في العراق وتكشف للرأي العام العالمي أكذوبة التحالف الدوّلي المناهض لداعش , ومن يعتقد أنّ العبادي سيوافق على الطلب من روسيا ضرب أهداف داعش في العراق , واهم وعليه بمراجعة حساباته , فالعبادي لم ولن يطلب من روسيا القيام بذلك ' وها أنا اياد السماوي أتحدى رئيس الوزراء أن ينظّم لهذا الحلف ويطلب من روسيا ضرب أهداف داعش , وأقول له أنّ السير وراء الوعود الأمريكية الكاذبة بعد كل هذه الحقائق الدامغة عن دورها القذر في العراق , ستكون له نتائج وخيمة على العراق والشعب العراقي , وحينها لن ينفع الندم , والاستجابة للنصيحة الأمريكية خيانة للشعب والوطن , وخيانة للمبادئ والعقيدة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat