في حقيقة المسخ و الممسوخات
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

المَسْخُ في اللغة هو تحويل خَلقٍ عن صورته الأصلية إلى صورة قبيحة ، أو تحويل صورته القبيحة إِلى صورة أَقبح منها ، أو تحويل خَلْق إِلى صورة أُخرى ، أو تشويه صورته .
فالمسخ ليس خلقاً جديداً ، و إنما هو تقبيح لصورة الموجودِ المخلوقِ من قبل ، و هذا ما تُصرِّح به الآيات القرآنية الكريمة .
فالممسوخين كانوا بشراً مسخهم الله على صورة حيوانات فأصبحوا على هيئة تلك الحيوانات و صورتهم تقبيحاً لهم و لعملهم حتى يكونوا عبرة لمن يأتي بعدهم .
و هنا لا بُدَّ من التنبيه بان الحيوانات التي تعرف بالممسوخات كالكلاب و الخنازير و غيرها الموجودة في العصر الحاضر ليست منحدرة من أولئك البشر الذين مسخهم الله على هذه الصور .
فقد رُوِيَ عن الإمام علي بن الحسين ( عليه السَّلام ) أنه قال : (( ... وَ أَمَّا الَّذِينَ تَرَوْنَ مِنْ هَذِهِ الْمُصَوَّرَاتِ بِصُوَرِهَا فَإِنَّمَا هِيَ أَشْبَاهُهَا لَا هِيَ بِأَعْيَانِهَا وَ لَا مِنْ نَسْلِهَا ... )) .
و الحيوانات التي تُعدُّ من الممسوخات إنما سُمّيت مُسوُخاً استعارةً لكونها على صور أولئك الممسوخين ، و لهذه الحيوانات أحكام خاصة في الفقه و الشريعة الإسلامية .
إن الممسوخين لم يبقوا أكثر من ثلاثة أيام ثم ماتوا و لم يتوالدوا ، فقد رُوِيَ أَنَّ الْمُسُوخَ لَمْ تَبْقَ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ، وَ أَنَّ هَذِهِ مُثُلٌ لَهَا ، فَنَهَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ أَكْلِهَا .
و يظهر أيضا من مراجعة الأحاديث أن أفراداً من الأمم السابقة عوقبوا بالمسخ جزاءً على أفعالهم القبيحة و ارتكابهم لبعض الذنوب .
من أبرز الأقوام التي نالت عقاب المسخ هم أصحاب السبت : و هم قوم من بني إسرائيل ( اليهود ) الذين عصوا أمر ربهم و خالفوا نبيهم فمسخهم الله صورتهم إلى قردة .
قال تعالى : (( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ )) سورة البقرة ( 65 ) .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat