صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

إصلاحات العبادي... خطب إعلامية ام ألاعيب سياسية ؟!!
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ربما ينبغي ان لا نسمي عملية الإصلاح التي تقوم به الحكومة العراقية بشخوص معينة ، وان لا نعيد تكرار ازمنة مكرمات القائد الضرورة وكان العراق وشعبه ضيعة من ضيعات العوجة ، كما ينبغي على العقل العراقي ان يبتعد عن صناعة الأصنام ،لانها تسقط يوماً لا محال ، لان عملية الإصلاح ان سميت إصلاحات ما هي الا إجراءات يقوم بها موظفون الدولة والهدف منها إصلاح البنية الإدارية للمؤسسات ، ومحاربة الفاسدين وطردهم وهو امر طبيعي ينبغي ان يسير بالاتساق مع عملية بناء الدولة العراقية الجديدة ، وهنا لابد ان نتساءل هل فعلا ما يجري هي إصلاحات ؟ وهل هي فعلا إصلاحات السيد العبادي ام انها إجراءات حكومية تعمل على إصلاح البناء المؤسسي للدولة ؟!
منذ اكثر من شهرين على اعلان السيد العبادي عن إصلاحاته التي لم ترى النور وواجهت الكثير من العقبات سواءً على المستوى القانوني او الدستوري ، بل هذه الإصلاحات لم ترى التطبيق لحد الان ، وقد بدأها بإلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية الذين ما زالوا يمارسون مهماتهم كنواب للرئيس لحد اليوم ، الامر الذي يجعلنا نتساءل هل هي إصلاحات ام محاولة لتهدئة الشارع ؟! . 
اغلب الإجراءات التي قام السيد العبادي هي إجراءات لم تكن مساس للواقع السياسي ، بل هي كانت ترقيعية تحاول تهدئة الأوضاع الداخلية ، مع عدم الضرر بالحزب الحاكم ، المستحوذ على اغلب المناصب الحكومية ، خصوصا مع وجود عقبات واضحة أمام الإصلاحات، وأن العبادي بات في منطقة حرجة بل صعبة للغاية، حيث تتداخل العقبات الإدارية مع الدستورية لإجراء الإصلاحات، في ظرف عصيب يمر به العراق، يتمثل بالتهديد الأمني الخطير الذي يتهدد وجوده بالكامل، متمثلا بالحرب الكبيرة التي يخوضها العراقيون ضد تنظيم داعش الإرهابي.
هذه الإصلاحات لم تلامس الواقع اليومي للمجتمع ، بل ولك تنعكس في حياته اليومية ، والمتابع يرى بوضوح انها مجرد إجراءات لتهدئة الأوضاع وذر الرماد في العيون خصوصاً وان المرجعية الدينية العليا في خطبة صلاة الجمعة الاخيرة من الصحن الحسيني الشريف صعّدت من خطابها وطالبت باتخاذ مواقف حاسمة تجاه مكافحة الفساد المستشري وبحماية الدولة من شخصيات متنفذة وفاسدة ، كما طالبت المرجعية الدينية ضرورة ان تكون  هناك خطة واضحة لعملية الإصلاح ، وان لا تكون انتقائية تستهدف مكون دون مكون اخر ، بل يجب ان تشمل الجميع ، كما ان هذه الإجراءات عكست عجز الحكومة من احداث تغيير واضح في الهيكلية الإدارية للدولة ، الامر الذي ربطت فيه المرجعية الدينية عملية الإصلاحات مع ملاحقة المفسدين وتقديمهم للقضاء وإعادة الأموال المنهوبة والمشروعة من أموال الشعب العراقي في مشاريع وهمية ومقاولات مبنية على العلاقات المشبوهة والمحاباة والفساد . 
ان الوضع القلق الذي يعيشه العراق اليوم، يستدعي الحكمة في أقصى درجاتها من الجميع، وأولهم الحكومة العراقية، كما يجب على الكتل السياسية كافة وأحزابها، والشخصيات المستقلة الداخلة في العملية السياسية، ان يكون لها دور مهم في الوقوف مع مطالب المتظاهرين ، وتوجيه الحكومة بما يحقق عملية الإصلاح الحقيقية ، وكذلك الشعب فهو مسؤول عن التصرف بحكمة قصوى إزاء المظاهرات وتداعياتها على الوضع الأمني، في هذا الظرف العصيب الذي يحاول أن يجتازه العراق بسلام، وكذلك فإن الحكومة العراقية مطالبة بالاستمرار في الإصلاحات، وملاحقة الفساد والمفسدين، والقضاء على الترهل، وكمال عملية الإصلاحات الحقيقية وليست الإصلاحات الترقيعية والتي ستزيد الوضع تشنجاً وتعقيداً، خصوصاً ونحن نواجه عدواً خطيراً بكل المقاييس الا وهو الارهاب الداعشي والذي ينتظر الفرصة السانحة لإيقاظ الخلايا النائمة ، والسعي الى قلب المعادلة واحداث فوضى سياسية وأمنية خطيرة في البلاد ، وبالتالي ضياع اي هدف اصلاحي وتغيير الواقع السياسي والاقتصادي الهزيل ، والذي لا يمكن ان يرى الحل الا بولادة نخبة سياسية جديدة تقود البلاد نحو بر الأمان .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/05



كتابة تعليق لموضوع : إصلاحات العبادي... خطب إعلامية ام ألاعيب سياسية ؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/10/06 .

الاستاذ محمد حسن الساعدي .
السلام عليكم .
مايجري داخل ٱروقة الحكومة العراقية من خفايا وٱسرار يبقى لغز محير للعقول لن تفك طلاسمه بعد ؟ المظاهرات .ٱلأصلاحات .سيدى الموقف الحالي الشغل الشاغل للجميع .وهما يسيران على ٱيقاع واحد ..في مسٱلة مطالب الجماهير محاكمة المفسدين المجهولي الهوية مع وجود ٱشارات واضحة لرؤوس معينة من قبل الجماهير مطلب مستحيل تحقيقه بالنسبة للحكومة ذاتها ..ويحتاج تنفيذه الى وضع خاص .فٱلأصلاحات التي تطالب بها الجماهير الحكومة تراوح مكانها ..مما دعى الى ٱستمرار التظاهر في كل جمعه من كل ٱسبوع حتى تحقيق المطالب ...الغريب ٱن لاٱحد من داعمي التظاهر طلب مثلا من المواطنين الكف عن التظاهر ولو لمرحلة معينة وٱنتظار خطوات الحكومة في هذا الشٱن كما يحدث في ٱغلب البلدان الديمقراطية ومنحها وقت معين ؟ ولا الحكومة تخاطب المتظاهرين وتنشر لائحة تبين ماتم ٱنجازة من ٱصلاح في هذه المرحلة .وهذا غريب نوعا ما .مظاهرات ووعود ومطالب يتعالى سقف مطالبها يوميا ..حتى وصل ٱلامر الى مقام المرجعية الرشيدة لكي نرى نفر ضال يتهجم ويتهمها بما يحدث؟ وٱمام مرئى المتظاهرين الذين تغص بهم ساحة التحرير ولاٱحد يتدخل ٱو يطرد وينهر هولاء ..؟فالمسئلة ٱذن خرجت من حدود السيطرة وتحولت الى وسيلة غامضة .مع بروز تلك الظواهر السلبية في صفوفها تحتاج الى تقويم مسيرها وتخليصها من ٱولائك المغرضين المندسين ..وٱلأجراءت التي ٱتخذها السيد العبادي شكلية تجميلية لأٱزالة تجاعيد العملية السياسية ومنح صورة شباب لها لتكون مقبولة .فرفع صبات الكونكريت من الشوارع وفتح طرق المنطقة الخضراء .لاتحتاج الى كل التهويل ٱلأعلامي والشعبي حتى يخرج المواطنون فرحين الى الشارع وكٱن حدثا عظيما قد حدث .وفي هذا السياق ظهرت معلومات على السطح مفادها .ٱن السفارتين ٱلأمريكية والبريطانية في بغداد تنفذان مشروع لاٱشاعة الفوضى .والضغط على حيتان الفساد من خلال الشارع وتقومان بخطف نشطاء في المظاهرات لتعريظهم الى ضغط وتعذيب وذلك لأٱختيار القوي والذي يتحمل لتشكيل حكومة قادمة من بعض السياسين وهولاء النشطاء لأٱرضاء المتظاهرين ؟وليس لدينا معلومات تؤكد صحة تلك الاخبار .فالسيد العبادي في مٱزق ..ويحتاج الى ٱنجاح عملية ٱلأصلاح الى توافق وطني ..




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net