صفحة الكاتب : انغير بوبكر

من اجل حوار صريح مع شباب البوليساريو
انغير بوبكر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تستعد جبهة البوليساريو لتنظيم مؤتمرها الرابع عشر خلال الايام القليلة المقبلة  في ظروف داخلية وخارجية لا تصب بتاتا  في صالح الجبهة   وقيادتها السياسية الحالية . فعلى الصعيد الداخلي تعيش الجبهة انقسامات خطيرة بين ما تبقى من القيادات  التاريخية  التي  يتأمر بعضها على بعض ولا تمثل اي تمثيل مصالح شباب المخيمات ،  والشباب هو العنصر الجديد في المعادلة ، حيث ان انتفاضات شبابية كثيرة تم قمعها خلال هذه السنة وفتحت المخافي والسجون على مصراعيها لاسكات صوت الشباب الصحراوي الثائر على قيادة هرمة فاسدة تنتمي الى جيل الحرب الباردة  ومرتهنة قرارها السياسي للمخابرات الجزائرية ، شباب المخيمات بات يدرك ديماغوجية شعارات القيادة  واصبح متيقنا ان هدف اطالة امد قضية الصحراء لا علاقة له بمصالح ساكنة الصحراء المشتتة بين المغرب والمخيمات  وانما الهدف منه استغلال ساكنة الصحراء كرهينة من اجل التسول بها في المحافل الدولية للحصول على المساعدات الدولية وسرقتها بعد ذلك.

 اذاكانت قيادة جبهة البوليساريو قد فقدت كل مصداقيتها داخليا بفعل الفساد وانعدام استقلالية القرار السياسي لديها ودخولها في دوامة التحالف مع بعض المنظمات الارهابية الدولية خصوصا وان تقارير دولية من منظمات ذات مصداقية في العالم  اكدت ان على الاقل ثلاثة من قياديي البوليساريو الحاليين ،منهم المكلف بوزارة الدفاع  ينشط في تجارة السلاح مع منظمات ارهابية افريقية وقد راكم اموالا كثيرة استثمر بعضها في بعض المدن الاسبانية  وبالضبط في مورسيا على شكل سلسلة فنادق وبقي "الشعب الصحراوي" المسكين يتضور جوعا وينتظرا خلاصا من وضعيته المعيشية الكارثية التي تتفاقم يوما بعد يوم   . الانهيار الداخلي الوشيك لقيادة البوليساريو يرافقه التوجه الاقليمي والدولي نحو تقوية الاتحاد المغاربي  من اجل الاستجابة للتحديات الامنية والاستراتيجية التي باتت تهدد امن وسلامة اوروبا ، الدول الاوروبية اليوم  وامريكا من ورائها لم تعد تسمح بان تستغل المنظمات الارهابية وضعية الصراع المغربي الجزائري  لخلق خلايا حدودية واستقطاب الارهابيين المتخفين في الحدود , اذ ان العالم المتحضر   اقتنع اليوم بان سياسة فرق تسد وسياسة خلق تنافس وهمي بين الدول الجارة لم يعد مجديا, خاصة اذا علمنا بان الارهاب والهجرة قضايا ساخنة تهم المجتمعات الاوروبية اكثر من اي موضوع آخر ، يضاف الى هذا المعطى الدولي الموضوعي ،الانقسامات الكبيرة التي يعرفها المحتضن الجزائري لجبهة البوليساريو  خصوصا مع صراع اجنحة الحكم في الجزائر على خلافة بوتفليقة  وما ترتب عن هذا الصراع من قضايا انشطارية مست المخابرات حيث تم اقالة الرجل القوي في الجزائر رئيس المخابرات الجزائرية  توفيق مدين  و انتشار التطاحن الاعلامي  والسياسي بين الفرقاء الجزائريين وتفجرت في الاعلام الجزائري والدولي  قضايا الفساد التي تنخر الجسم السياسي الجزائري . هذا الترهل في الجسم السياسي الجزائري اثر سلبا على دعم النظام الجزائري للقيادة الحالية لجبهة البوليساريو  الى حدود ان هناك اصوات داخل المؤسسة العسكرية والامنية الجزائرية لم تخف امتعاضها من استمرار احتضان بلدهم لجبهة عسكرية مكلفة سياسيا وماليا  بدون ان تآخذ الجزائر  مقابل ذلك ، اي ان خطة ابتزاز المغرب وتعطيل مسيرته التنموية وكبح طموحه في الالتحاق بالاقتصاديات النامية  قد فشلت فشلا ذريعا ، خصوصا في العشرية الاخيرة حيث حقق المغرب نموا اقتصاديا مهما وعلى صعيد البنى التحتية فاق كل التوقعات وهناك من السياسيين والاعلاميين الجزائريين من اعترف بذلك على امواج القنوات الجزائرية الرسمية .
امام التفكك الداخلي للجبهة وتصاعد الاصوات الثائرة والتي سئمت من الشعارات  الفارغة والفساد المعمم و انتظار دولة لن تأتي ابدا، وفي ظل تحالف دولي  واقليمي لمحاربة الارهاب والتطرف كاولوية عالمية يشارك فيه المغرب بفعالية كبيرة، لم يعد لجبهة البوليساريو دوليا حلفاء حقيقيين وذو مصداقية  تستند اليهم لتعطيل مسلسل التسوية الاممي , لذلك كل الظروف مواتية امام المجتمع المدني المغربي لفتح حوار صريح مع عناصر بوليساريو الداخل الخارج  والتفاوض  حول طرق وضمانات التطبيق السليم للحكم الذاتي واقرار مصالحة حقيقية بين مغاربة الداخل ومغاربة المخيمات  ، خصوصا وان اغلب عناصر بوليساريو الداخل لم يعودوا يثقون في قيادة محمد عبد العزيز ومعاونيه ولم يستطعوا ان ينكروا التطور الديموقراطي والحقوقي الذي يعيشه المغرب رغم بعض الانفلاتات هنا وهناك . امام عناصر بوليساريو الداخل فرصة تاريخية لا تعوض للانخراط في تنزيل الجهوية الموسعة والحكم الذاتي ، اذ ان المغرب في ارضه ولن يتراجع عنها والمنتظم الدولي في صفه وداعم لمقترح الحكم الذاتي  والسنوات تمر واجيال اخرى تولد في المخيمات وستعاني من الامية والفقر والضياع , وافق بناء دولة جديدة امر غير وارد بل مستحيل. فماذا يتنظر المنتظرون من الجهتين اي من بوليساريو الخارج والداخل ؟ لا شئ غير الحكم الذاتي او الرجوع الى السلاح ، ولا احد في العالم اليوم سيقبل بنشوب حرب في المنطقة ، ولن تنتصر الجبهة ومعها الجزائر في هذه الحرب بالمعطيات المتوفرة حاليا لاعسكريا واستراتيجيا . على كل حال هذه الدعوة للحوار سنحاول كمجتمع مدني مغربي مستقل ان نفعلها , فان نجحنا فذلك ما نتمناهى ونصبو اليه وان فشلنا فلنا اجر المحاولة.
باحث في العلاقات الدولية
المنسق الوطني للعصبة الامازيغية لحقوق الانسان 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انغير بوبكر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/05


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • هل تعيد الانتخابات الرئاسية التونسية  إحياء امال الشعوب في انتقالات ديموقراطية في البلدان الشرقية ؟  (شؤون عربية )

    • ماذا تحقق للقضية الامازيغية بعد مرور 20 سنة من حكم الملك محمد السادس  ؟  (شؤون عربية )

    • الطيب التيزيني : حكيم الفلاسفة المعاصرين ومناصر حقوق الانسان .  (المقالات)

    • قراءة في ازمة الشرعية لدى  النظام السياسي الجزائري  (شؤون عربية )

    • الأمازيغ وإشكالية الثروة والسلطة  (شؤون عربية )



كتابة تعليق لموضوع : من اجل حوار صريح مع شباب البوليساريو
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net