القائد التربوي هو رسول الله ص
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ) العلق .. هذا المعلم الأول الذي تباها بخلقه رب العزة إذ قال تعالى في سورة القلم : (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) القلم /4 ...
المقدمة|
الحمد لله الذي علَّم بالقلم، عَلَّم الإنسانَ ما لم يعلم، والصلاة والسلام على من بُعِثَ مُعَلِّمَاً للنَّاسِ وهادياً وبشيراً، ودَاعياً إلى اللهِ بإذنه وسِرَاجاً مُنِيراً؛ فأَخرجَ النَّاس من ظُلمات الجَهْل والغوَايَة، إلى نورِ العلم والهِدَايَة .
أن ما من شيء أعظم في هذه الدنيا بعد الإيمان بالله تعالى وتصديقِ نبيِّه محمد صلى الله عليه وآله وسلم من تعلُّم العلم النَّافع وتعليمه، فأهلُ العِلْمِ هم في محلِّ الكرامة والتَّعظيم، وقد خصَّهم اللهُ بالرِّفْعَة والتَّفضِيل، فقال:
﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ الزمر/ 9 .
وكيف يستوون؟! وقد رَفع الله تعالى قدرَ أهلِ العلم، وأعلى شأنَهم، فقال عزَّ من قائل: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ المجادلة/11.، وبيّن بأنَّهم أكثرُ الناس خشيةً له، فقال: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ فاطر/ 28 .
تحية إجلال وإكبارا ..وتقدير ..واحترام لرسول الله المعلم والقائد المصلح الذي بنهجه أخرجنا الله من الكفر والظلال , وإليك يا رسول الله وإلى خلفاء الراشدين والصحابة التابعين والأئمة الراشدين خلفاء وصي رسول العالمين الإمام علي كرم الله وجهه وعليه سلام الله .. إليكم أيها المقاتلين في ميدان التربية العلماء الأعلام والأساتذة والمدرسين في ميدان العلم والتربية .. أيها الرائدين يا من تنشئ أنفساً .. وعقولاً .
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا********* كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي ***يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
يا أساتذتنا الذين كنتم في الحوزة والمدرسة ...!!! يا من تحرق نفسك..كالشمعة في مهب الريح..لتنير طريق الآخرين ..بالعلم ..والمعرفة ..والأخلاق ..قبل وبعد كل شيء ...
أنت أول من علمني أخط حرفا ..وكان حرفك سيدي ..أولى خطواتي الثابتة ..نحو ميادين المعرفة ..وبحور التنور ..والعلم ...
في يوم ما ..كان الطفل الصغير ..يمسك بتعثر بقلم..يبدى للوهلة الأولى ..كبير عليه ..
بدأ الطفل ..أولى خطوط خطها قلمه!
على صفحات دفتره الصغير
بدأها ..بحرف
تلته كلمة
تلتها جملة
تلتها صفحة
تلاه كتاب
تلته قواميس ..وموسوعات
ومرت السنون
تتبعها السنون
...أصبح طفل الأمس ..كاتبا ..يشار له بالبنان..أو مهندسا ..يرفع أعمدة الخرسانة ..والطوب ..أو ..طبيبا ..يشفي عليل المعتل ..ويبرؤ سقم السقيم ...
وما نسى طفلنا الذي ..صار اليوم يافعا ..بذرة زرعتها بيديك...و ولبنة وضعتها بيمينك .. نعم أزفكم البشرى يا سادتي ولكِ أنتِ يا سيدتي لكما يا من تحملوا أسم معلم ومعلمة لكما تحية تقدير وتبجيل واحترام وأحيكم كما حييتم من يوم بدأ العلم يرنوا وخصوص ما قبل الإسلام من مسلة حمورابي العادلة و ومصر الفراعنة ولحد يوم أنزل القرآن على صدر نبيه المعلم الأول في غار حرا وقال له جبرائيل : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ) العلق .. هذا المعلم الأول الذي تباها بخلقه رب العزة إذ قال تعالى في سورة القلم : (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) القلم /4 ...
فمما لا شك فيه أن أولى الناس بهذا التبجيل والإجلال هو المعلم لأن اسمه مشتق من العلم ومنتزع منه فالمعلم يصيد ببحر علمه على الأرض القاحلة فتغدو خضراء يانعة ولذلك ...
يتحتم على كل طالب وطالبة النظر بعين الاحترام والإجلال والإكرام والتواضع للمعلم فتواضعك له عز ورفعة لك لذا فإن حق المعلم عليك التعظيم له وحسن الاستماع إليه والإقبال علية وألا ترفع عليه صوتك ولا تغتاب عنده أحد كما يجب الإذعان لنصائحه وتحري رضاه .وأوجه كلامي إلى هؤلاء الذين يشوهون صورة الإسلام بأعماله وأفعاله وخصوصاً المخابرات التي أسست القاعدة وداعش والدولة إلا إسلامية الذين شوهوا صورة الإسلام كما يظنوا وهم يقصدوا ضربنا عصفرتن بحجر أول شوهنا اسم الإسلام والعرب ,ولكن هيهات أنكم لم تصلوا لهذا كما قالت زينب يوم وقفتها في قصر المرتد يزيد وهي تقول له : << فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، >> .
وحقاً لم تصلوا للمقصد لأن أهل العلم متواجدين من الذين يخافون الله ويحيون أمر الله وأن الله هو وعدنا بأن يحفظ القرآن والذكر لقوله تعالى : ({ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } الحجر /9 . وهنا لا يهمنا ما سعيتم ونحن نلزمكم بأنكم فجرة قتله وأن كل قطرة دم سفك في العراق وسوريا واليمين وليبيا ومصر والسودان ولبنان وفي إيران والكويت والمنطقة في فلسطين كلها مسجلة بئجندتكم يا دول الصراع ومسانديه آل سعود وبعض حكام الخليج من عام 1955م ولحد اليوم ولا تنسوا أن الله يمهل ولا يهمل ! ونعود لحبيبنا ومعلمنا وقائدنا المعلم الأول هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو العملاق الشامخ في عالم العلم والمعرفة وهو النور الذي يضيء حياة الناس وهو عدو الجهل والقاضي عليه وهو الذي ينمي العقل ويهذب الأخلاق لذا وجب تكريمه واحترامه وتبجيله لأنه يحمل أسمى رسالة وهي رسالة العلم والتعليم التي حملها خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم
ولا يسعني إلا أن اقدم له هذه الكلمات للرسول الكريم صلى الله عيه وآله وسلم
يقول رسول الله صلى الله علية وآله وسلم :
"إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النمل في جحرها وحتى الحوت في جوف البحر ليصلون على معلم الناس الخير "
صدق رسول الله صلى الله علية وآله وسلم
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
من سلك طريقا يبتغي فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة , وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضىً بما يصنع , وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء , وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب , وإن العلماء ورثة الأنبياء , وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم . فمن أخذه أخذ بحظ وافر . ونعم ما قال الشاعر :
رأيـــت الحـق حـق المـعـلـم وأوجبة حفظاً على كل مسلم
له الحق أن يهدي إليه كرامة لتعليم حرف واحد ألف درهم .
وقال أخر في هذا الصدد ونعم ما قال :
لــولا المعلم ما قرأت كتابـــاً يوما ولا كتب الحروف يراعي
فبفضله جزت الفضاء محلقا وبعلمه شق الظلام شعاعي
ويقول الإمام علي عليه السلام :
الإمام عليٌّ عليه السلام: « العلمُ وراثةٌ كريمة ». ( روضة الواعظين:15، إعلام الدين:81، نهج البلاغة: الحكمة 5
« العلمُ وراثة مستفادة ». ( كنز الفوائد للكراجكي 318:1
عن مسعدة بن صدقة أنّ الإمام الصادق عليه السلام قال: « إنّ خير ما ورّث الآباءُ لأبنائهم الأدبُ لا المال، فإنّ المال يذهب والأدب يبقى ». قال مسعدة: يعني بالأدب العلم. ( الكافي 150:8 / ح 132 ).
الإمام عليّ عليه السلام: « العلمُ أفضلُ من المال بسبعة: الأوّلُ ـ أنّه ميراث الأنبياء، والمال ميراث الفراعنة. الثاني ـ العلم لا يَنقص بالنفقة، والمال ينقص بها. الثالث ـ يحتاج المال إلى الحافظ، والعلمُ يَحفَظ صاحبَه. الرابع ـ العلم يدخل في الكفن، ويبقى المال. الخامس ـ المالُ يحصل للمؤمن والكافر، والعلم لا يحصل إلاّ للمؤمن. السادس ـ جميع الناس يحتاجون إلى العالِم في أمر دينهم، ولا يحتاجون إلى صاحب المال. السابعِ العلمُ يُقوّي الرجل على المرور على الصراط، والمال يمنعه! مُنية المريد في أدب المفيد والمستفيد للشهيد الثاني:110
ـ ورُويَ أنّ أربعةً من الرهبانيّة أتَوا أميرَ المؤمنين عليّاً عليه السلام ليمتحنوه، فقالوا: نسأله عن معنىً واحد بلفظٍ واحد، فإن أجاب بجوابٍ واحدٍ فهو ناقص، فدخل واحدٌ منهم وقال :
أجَمعُ المال أفضلُ أم جمعُ العلم ؟ فقال عليه السلام: بل جمعُ العلم؛ لأنّ المال ينقص بالإنفاق، والعلم يزداد. ثمّ دخل الثاني فسأله مِثلَ ذلك، فقال: بل العلم؛ إذِ العلمُ يحفَظ صاحبَه، وصاحبُ المال يحفَظ ماله. ثمّ دخل الثالث فسأله كذلك، فقال عليه السلام: بل العلم؛ لأنّ مَن جمع العلمَ يزداد تواضعه، ومَن جمع المال يزدا تكبّرُه. ثمّ دخل الرابع وسأله كذلك، فأجابه أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: بل العلم؛ لأنّ مَن جمع العلمَ يزداد أحبّاؤه، ومَن جمع المال يزداد أعداؤه! ». ( المواعظ العدديّة للميرزا علي المشكيني:221
وممّا يُنسَب إلى الإمام عليّ عليه السلام :
رَضِينا قسمةَ الجبّارِ فينا لنا عِلمٌ وللأعـداءِ مـالُ
فإنّ المالَ يَفنى عن قريبٍ وإنّ العلمَ باقٍ لا يُـزالُ
( ديوان الإمام عليّ عليه السلام:334 )
كمال الإيمان
رسول الله صلّى الله عليه وآله: « نِعمَ وزيرُ الإيمان العلم ». ( الكافي 48:1 / ح 3، قرب الإسناد:67 / ح 217، دعائم الإسلام 82:1
« العلمُ حياة الإسلام وعمادُ الإيمان ». ( الجامع الصغير للسيوطي 192:2 / ح 5711 ـ عن ابن عبّاس
« أفضلُكم إيماناً أفضلكم معرفةً ». ( جامع الأخبار للسبزواري:36 / ح 18
الإمام عليّ سلام الله عليه: « نِعمَ دليلُ الإيمان العلم ». ( غرر الحكم: ح 9928
« ثلاثٌ مَن كنّ فيه كَمُل إيمانه: العقل، والحِلم، والعِلم ». ( غرر الحكم:160، بحار الأنوار 420:13 / ح 14
وهنا يجب أن نعمل كما أوصنا رسوله صلى الله عليه وآله بالعمل الجاد المحكم وضرورة العلم مع العمل
رسول الله صلّى الله عليه وآله: « عملٌ قليلٌ في علم، خيرٌ من كثيرٍ في جهل ». ( تنبيه الخواطر 14:2
« مَن عَمِل على غير علم، كان ما يُفسِد أكثرَ ممّا يُصلح ». ( الكافي 44:1 / ح 3، تحف العقول:47، المحاسن 314:1 / ح 621
الإمام عليّ عليه السلام: « ما مِن حركةٍ إلاّ وأنت محتاجٌ فيها إلى معرفة ». ( بشارة المصطفى لشيعة المرتضى لأبي جعفر محمّد بن أبي القاسم محمّد بن علي الطبري الإمامي:25، تحف العقول:171
« قليلُ العمل مع كثير العلم خيرٌ من كثير العمل مع قليل العلم، والشكِّ والشبهة ». ( الاختصاص للشيخ المفيد:245
« لن يَزكُوَ العملُ حتّى يُقارنَه العلم ». ( غرر الحكم:256
الإمام الصادق عليه السلام: « العاملُ على غير بصيرةٍ كالسائر على غير الطريق، لا يزيده سرعةُ السَّير إلاّ بُعداً ». ( الكافي 43:1 / ح 1، مَن لا يحضره الفقيه 401:4/ ح 5864، أمالي الصدوق:344 / ح 18 ـ المجلس 65
الإمام موسى الكاظم عليه السلام: « قليلُ العمل من العالم مقبولٌ مضاعف، وكثير العمل مِن أهل الهوى والجهل مردود ». ( الكافي 1 :17 /ح 12 . ورابط الأمر هو بأن الله سبحانه يحمي كتبه السماوية ويحمي عباده ومهما تآمرتم ومكرتكم فأن الله خير الماكرين وهو الذي سوف يذل كل جبار عنيد , كما وعدنا وَيَضَعُ الْمُسْتَكْبِرينَ،يُهْلِكُ مُلُوكاً وَيَسْتَخْلِفُ آخَرينِ، وَالْحَمْدُ للهِ قاِصمِ الجَّبارينَ ......
التفاصيل |
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) المجادلة /11.
(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) الزمر/9.
(وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)آل عمران /18.
(وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) طه/114.
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) فاطر/28.
(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا) الملك /2 .
(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُون ) البقرة /44 .
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين ) آل عمران /159 .
(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم ) القلم /4 .
ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله : ” ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل ، والذي نفسي بيده لا يدخل عبد الجنة إلا بعمل يتقنه ، قالوا : يا رسول الله ما يتقنه ؟ قال صلى الله عليه وآله يحكمه “. وقال أيضاً : ” أن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ” . وفي الأمالي للصدوق : ص384 المجلس 61، وفيه عنه (عليه السلام): إن الله يحب عبدا إذا عمل عملا أحكمه وقال أيضاً صلى الله عليه وآله :” رحم الله امرأ عمل عملا فأتقنه ’’. ذكر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلان أحدهما عابد والآخر عالم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم). ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضيين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير ) ولهذا قال موسى كليم الله لمعلمه الخضر، احتراماً له وتعظيماً لشأنه : ( ستجدني إن شاء اللهُ صابراً، ولا أعصي لك أمراً ) الكهف/69 . قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (تعلموا العلم، وعلموه الناس، وتعلموا له الوقار والسكينة وتواضعوا لمن تعلمتم منه ولمن علمتموه، ولا تكون جبارة العلماء فلا يقوم جهلكم بعلمكم ). فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ((علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل )). وقال الإمام محمد الباقر (عليه السلام) : ((عالم ينتفع بعلمه افضل من عبادة سبعين ألف عابد )) لأن العابد منشغل بنجاة نفسه، أما العالم فهمُهُ نجاة المجتمع مع نجاة نفسه . وأما منزلة طالب العلم، أي منزلتكم انتم يا أبنائي، فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ((من خرج من بيته يطلب علماً، شيّعه سبعون ألف ملك يستغفرون له)). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : ((إن طالب العلم يستغفر له كل شيء حتى حيتان البحر وهوام الأرض وسباع البر وإنعامه )). فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ((علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل )). وأما منزلة طالب العلم، أي منزلتكم انتم يا أبنائي، فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ((من خرج من بيته يطلب علماً، شيّعه سبعون ألف ملك يستغفرون له)). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : ((إن طالب العلم يستغفر له كل شيء حتى حيتان البحر وهوام الأرض وسباع البر وإنعامه )). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : ((اُفٍ لكل مسلم لا يجعل في كل جمعة (يعني أسبوع) يوماً يتفقه فيه أمر دينه، ويسأل عن دينه )). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : ((اُفٍ لكل مسلم لا يجعل في كل جمعة (يعني أسبوع) يوماً يتفقه فيه أمر دينه، ويسأل عن دينه )). قال الإمام علي (عليه السلام) : (( لا يستحين أحد إذا لم يعلم الشيء أن يتعلمه )). (وحقُ سائسك بالعلم (أي المعلم المؤمن) التعظيم له، والتوقير لمجلسه، وحسن الاستماع إليه، والإقبال عليه، وان لا ترفع عليه صوتك، ولا تجيب احداً يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب. ولا تحدث في مجلسه احداً، ولا تغتاب عنده احداً، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء، وأن تستر عيوبه وتُظهر مناقبه ، ولا تجالس له عدواً، ولا تعادي له ولياً، فإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله جل وعز بأنك قصدته وتعلمت علمه لله جل اسمه لا للناس ). وقال الإمام محمد الباقر (عليه السلام) : ((عالم ينتفع بعلمه افضل من عبادة سبعين ألف عابد )) لأن العابد منشغل بنجاة نفسه، أما العالم فهمُهُ نجاة المجتمع مع نجاة نفسه . وقال الإمام علي كرم الله وجهه وعليه سلامه لكميل بن زياد :"يا كميل العلم خير من المال العلم يحرسك وأنت تخرس المال والعلم حاكم والمال محكوم عليه والمال تنقصه النفقة والمال يزكوا بالإنفاق , ونعم ما قال في هذا الصدد العلمي :
ونعم ما قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وعليه سلام الله و رضي الله عنه :
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم * على الهدى لمن استهدى أذلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه * والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حيا به أبــــدا * الناس موتى و أهل العلم أحياء.
نعم إنه قائد تربوي ميداني يخوض معركته ضد الجهل والتخلف ببسالة فائقة سلاحه الإيمان بالله تعالى ، ونور العلم الذي يتحلى به، وهو يحقق الانتصار تلو الانتصار في الصباح وفي المساء ، وبذلك فهو يسعد الناس من حوله حتى وَصَفوه بالشمعة التي تحترق لتضيء الطريق أمام الآخرين، ولا شك أن هذا التشبيه له دلالته الهامة على مكانة المعــــلم على الرغم من أن تشبيه المعــــلم بالشمعة لا يروقني ، لأن الشمعة إذا انتهت خلّفت رماداً وفاقد الشيء لا يعطيه ، ولكنني أشبه المعلم بالشمس الساطعة التي تضيء لنفسها وتضيء للآخرين إن دور المعلم في بناء الإنسان وقيام الحضارة لا يستطيع أن يتجاهله أحد ، بل إن نجاح النظام التعليمي يعني نجاح الحضارة وتميزها .. قال قائل الألمان لما انتصرت ألمانيا في الحرب السبعينية : لقد انتصر معلم المدرسة الألمانية ، وقال قائل فرنسا لما انهزمت في الحرب الثانية : إن التربية الفرنسية متخلفة وقال قائد الأمريكان لما غزا الروس الفضاء : ماذا دها نظامنا التعليمي؟ إذن فالمعلم هو الذي يصنع النصر وهو الذي سيكون سبباً في الهزيمة يقول أحد الباحثين : يترك المعلمون آثاراً واضحة على المجتمع كله وليس على أفراد منه فحسب ، كما هو الحال مع الأطباء مثلاً ، فالمعلم في الفصل لا يُدرّسُ لطالب واحد فقط ، وإنما للعشرات وهو بهذا يمر على مئات التلاميذ خلال يوم واحد من أيام عمله ، ثم وإن الطبيب عندما يعالج مريضاً فهو إنما يعالج الجزء المعتل في بدنه فحسب وليس البدن كله .. وهو لا يؤثر على المريض ذلك التأثير الذي يتركه المعلم على عقول طلبته وعلى شخصياتهم وكيفية نموها وتفتحها على حقائق الحياة ، وأحياناً على مسارات حياتهم ما بقي فيهم عرق ينبض . وبناءً على ما تقدم نجد أن علماء التربية والمهتمون بالتعليم عكفوا على دراسة الأمور التي تخص المعلم فمن الباحثين من درس صفات المعلم النفسية ، وخصائصه المعرفية ، ومنهم من درس سلوكه وأثره على المتعلمين ومنهم من درس كيفية تعامله مع الطلاب ومنهم من بحث في أساليب التدريس السليمة ….. إلى أخره وقد توجد بحوث علمية كثيرة عند علماء المسلمين والعرب والأوربيين تحدث كتاباتهم عن المعلم وعن صفاته وخصائصه التي يجب أن يتصف بها هذا المربي الفاضل . . ولدينا بحمد الله نخبت كبيرة من العلماء والفلاسفة العراقيين المتخصصين في هذا المجال .
أ ـ المعلم مرشد فهو مرشد في رحلة المعرفة ، يعتمد على تجاربه وخبرته لأنه يعرف الطريق والمسافرين ويهتم اهتماماً بالغاً بتعليمهم .
ب ـ المعلم مربًّ :- يعلم وفقاً للمفهوم القديم للتعليم فهو يساعد الطالب على التعلم .
ج ـ المعلم مجدد وهو جسر بين الأجيال .
د ـ المعلم قدوة ومثلٌ ، في المواقف ، في الكلام ، في العادات ، اللباس .
ه ـ المعلم باحث يطلب المزيد من المعرفة .
و ـ المعلم ناصح أمين وصديق حميم ومبدع وحافز على الإبداع .
ز ـ المعلم خبير وإنسان يعرف ، ويعرف أنه يعرف أن عليه إن يكون واسع المعرفة.
ح ـ المعلم رجل متنقل ، قصّاص ، ممثل، مناظر ، باني مجتمع.
ط ـ المعلم يواجه الحقيقة ، طالب علم ومعرفة ، مقوّم ، مخلص ، المعلم إنسان . وبناءً على ذلك نستطيع القول إن المعلم يجب أن يكون بمثابة الموجه الحازم للطفل والمرشد الهادي الذي يوجهه إلى ما فيه الإنتاج والخلق والسلوك الاجتماعي الصحيح الأخ الأكبر الذي يهيأ لإخوانه الصغار الجو المناسب الذي يميلون إليه ، وعليه إن يعيش معهم فيه ويظهر أمامهم على طبيعته من غير تكلف أو كبرياء ، ومن واجبه كذلك أن يكون معيناً لهم يساعدهم على مقابلة الشدائد والتغلب على الصعاب ، بهذا فقط يستطيع أن يكسب ثقة تلاميذه وحبهم له، ويستطيع أن يؤثر في نفوسهم ويوجههم إلى ما فيه خيرهم وخير الإنسانية فكم من معلم محبوب أثر في تلاميذه أكبر الأثر فجعلهم يشغفون بأقل الأشياء جاذبية وأكثرها جفافا. أولاً: الكفاءات الشخصية للمعلم المعلم هو العنصر الفعّال في عملية التعليم ، فبمقدار ما يحمل في رأسه من علم وفكر ، وما يحمل في قلبه من إيمان برسالته ، ومحبة لتلاميذه ، وما أوتي من موهبة وخبرة في حسن طريقة التعلم يكون نجاحه وأثره في أبنائه وطلابه وكثيراً ما كان المعلم الصالح عوضا عن ضعف المنهج وضعف الكتاب ،وكثيراً ما كان هو المنهج والكتاب معاً . فالمعلم هو الربان الذي يسخر براعته ومهارته في إيجاد التناسق والتفاعل الإيجابي بين العوامل التي تؤثر على سير السفينة نحو وجهتها بسهولي ويسر . لا شك أن شخصية معلم التربية الإسلامية تعلب دوراً مهما في إيجاد المحبة والمودة بينه وبين تلاميذه ، فما هي مقومات الشخصية التي يجب أن تتوفر في معلم التربية الإسلامية ؟
أ ـ الإخلاص والتقوى : الإخلاص والتقوى عاملان ضروريان لنجاح المعلم في أداء رسالته فكيف إذا كان هذا المعلم معلما للتربية الإسلامية؟ وقال تعالى : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا ) الملك /2 .
وإحسان العمل لا يكون إلا بالإخلاص والتقوى .
وشعور المعلم بأن ما يقوم به هو رسالة سامية يستحق عليها الأجر والثواب من الله تعالى يدفعه للعمل بفاعلية وكفاءة وإتقان امتثالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وآله : ” ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل ، والذي نفسي بيده لا يدخل عبد الجنة إلا بعمل يتقنه ، قالوا : يا رسول الله ما يتقنه ؟ قال صلى الله عليه وآله يحكمه “. وقال أيضاً : ” أن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ” . وفي الأمالي للصدوق : ص384 المجلس 61، وفيه عنه (عليه السلام): إن الله يحب عبدا إذا عمل عملا أحكمه وقال أيضاً صلى الله عليه وآله :” رحم الله امرأ عمل عملا فأتقنه ” . إن شعور التلاميذ بإخلاص معلمهم وحرصه على مرضاة الله تعالى يغرس في نفوسهم شعوراً عميقاً بالمسئولية وتدفعه لأداء واجباتهم برغبة وبصورة مستمرة كما أنه يغرس في نفوسهم محبة معلمهم ومدارسهم. 2 ـ قوة الشخصية : إن قوة الشخصية عامل مهم جداً في نجاح المعلم في إدارة صفه وحسن قيادته لتلاميذه ، من خلال حديثه ونظراته إليهم ، ودون أن يلجأ إلى الصراخ أو رفع الصوت أو حمل العصا والتهديد والوعيد بل بما يملكه من قدرات قيادية وغزارة علمٍ ومحبةٍ لتلاميذه . ونعني بقوة الشخصية في التدريس القوة المعنوية التي تمكن المدرس في أن يمتلك زمام صفه وَتحمل تلاميذه على أن يقبلوا عليه ، ويمتزجوا به ويستجيبوا له، وطبيعي أن هذه الشخصية لا ترتبط دائما بضخامة الجسم أو جهامة الوجه أو غلظ الصوت ... ومن ميزات الشخصية القوية الجاذبية التي نقصد بها أن يكون المعلم عادياً في طريقة مشيته وجلوسه وحديثه بحيث لا يكون ملفتاً للنظر أو تشتيت الفكر أو مدعاة للنفور من المتعلمين ، وهنا لا بد من الإشارة إلى أهمية عدم معاناة المعلم من تشوهات خلقية ملفتة للغير سواء كانت وراثية أو بسبب الحوادث . 3 ـ الحب والاحترام : لقد اشتكى بعض المعلمين في أحد المدارس الثانوية من تصرف طلابهم في أحد الصفوف ومشاكستهم في الحصص ، و عندما حققت الإدارة في الموضوع فوجئت أن أحد المعلمين له من الحب والاحترام والتقدير عند ذلك الصف ما يجعلهم يستمعون إليه بكل أدب واحترام واستمتاع وعند سؤالهم قالوا إن هذا المعلم يتمتع بشخصية قوية أخاذة ، فما أن يدخل الصف حتى يمتلك قلوبنا وعقولنا بمظهره وتعامله وقوة إقناعه ومحبته ، الأمر الذي يجعلنا نسمع له برغبة وحب بينما غيره من المعلمين لا يفهمنا ولا نفهمه . 4 ـ الذكاء : الذكاء من أهم الصفات التي يحتاج إليها المدرس كما يحتاج إلى العقل المرن وبعد النظر وتنويع الأساليب لأصناف الناس ، كما يحتاج إلى تفهم نفسيات المخاطبين وعقولهم و وأقنعهم ومستوياتهم الخلفية واتجاهاتهم ... فالمعلم في أي مرحلة من مراحل التعليم لابد أن يكون على مرتبة مقبولة من الذكاء ليتمكن من توصيل المعلومات لطلابه من أيسر السبل وأفضلها ، وإن ذكائه كفيل بأن يبقى احترام طلابه له وتنقذه من كثير من المواقف المحرجة ويساعده على ترتيب المعلومات . ومن مقومات الذكاء في أداء المعلم قدرته على الإبداع والتأمل في التعامل مع المعلومات ، لأن دور المعلم يتعدى مجرد تقديم المعلومات وشرح المفاهيم إلى استنارة تفكير التلاميذ نحو التأمل والتحليل والوقوف على مشارف حقائق وتفسيرات ونظرات جديدة . وهنا لا بد أن أذكر إخواني المعلمين أن من علامات ذكاء المعلم أن يحفظ أسماء تلاميذه ويناديهم بها، لا أن تنتهي السنة الدراسية وهو لم يحفظ نصف أسمائهم . إن مناداة التلميذ باسمه يرفع معنوياته ويجذبه إلى أستاذه الأمر الذي يقوى العلاقة بينهما بينما مناداته بـ ( يا هذا ) أو ( أنت ) ( أنت ) يغرس في نفسه الجفاء والبعد . ومن علامات الذكاء أن يحفظ المعلم مواعيده مع طلابه فلا ينساها أو يتناساها . ويذكر كل طالب بما قام به من عمل أو نشاط أو جهد . ومن الذكاء وحضور البديهة وسرعة الخاطر وغير ذلك مما يحتاج إليه المدرس لحسم المشكلات الطارئة ، وحسن التصرف في المواقف التي لم تدخل في حسابها . 5 ـ الحماس في أداء الواجب : من الخصائص الانفعالية اللازمة للمعلم قدرته على إظهار الحماس اللازم في عمله بدرجة إيجابية لتثير المتعلمين وتدفعهم نحو عملية التعلم والمشاركة فيها بفاعلية وحماس وطرق الأداء .. ومن علامات حماس المعلم أن يظهر اعتزازه بمهنته وأن يذكرها في المجالس بافتخار واعتزاز ، وأن يرفع رأسه عالياً ويقول أن معلم ولا فخر ، أما المعلم الذي يخجل من مهنته ويتوارى من الناس حياءً وخجلاً ليس بمعلم ولا يمكن أن يحبه طلابه ، إن من أراد أن يحبه تلاميذه يفخر أمامهم بعمله فيفخرون به ويحبونه ، أما عندما يرى التلاميذ أستاذهم يسخر من مهنته فإنه يسقط من عيونهم ويكون سبباً في احتقار التلاميذ لمهنة التعليم والمعلمين جميعاً . إن الشخص الذي يختار التدريس كمهنة ومستقبل يجب أن يتحمل مسؤولية احترام مهنته والارتباط بمثلها العليا : ـ إن هذه العبارات القاسية ليست من نسج الخيال ، بل إنها حقائق ، وللأسف قالها معلمون خبرتهم في التعليم ليست قليلة . إن المعلم المتحمس لمهنته ومادته ، يعتبر نموذجاً سلوكياً جيداً لتلاميذه ويدعوهم إلى حبه وتقليده لا شعورياً في هذه الصفات وعلى النقيض من ذلك ، فإن المعلم الخمول واللابالي يبعث في تلاميذه شعوراً بالملل والرتابة ، والجمود فيؤدي إلى فتور To: Subject: Date: Sat, 3 Oct 2015 06:09:19 +0200 MIME-Version: 1.0 Content-Type: multipart/alternative; boundary=---=extPart_000_0003_01D0FDA2.0CF47120" X-Priority: 3 X-MSMail-Priority: Normal Importance: Normal X-Mailer: Microsoft Windows Live Mail 14.0.8089.726 X-MimeOLE: Produced By Microsoft MimeOLE V14.0.8089.726 X-ID: XRuFOeZTQhPw1m-DGtVMIFovHVfj1mepenSIaMGtIgHcgpa06F2p-LRfYJEd80YwKh X-TOI-MSGID: 0295b09b-afed-46c6-a068-d2ef16709b6b Dies ist eine mehrteilige Nachricht im MIME-Format