❇لم تكد تمرُّ شهورٌ على إساءته الاستهزائية بالسيَّدة الجليلة أمِّ البنين (عليها السلام)، حتى عاد راكباً أتانَ العدَاء، نافخاً بوقَ الافتراء، مفرغاً جامَ غضبه على الدَّاعينَ والدُّعاء! مما جعلنا نتساءل: هل هي انتكاسة عقلٍ أم دين؟! وها نحن نكتبُ الحلقة الثانية من: عندما ينتحل الذئب عمامة
❇ولما كان: "إِنَّ مِنْ أَبْغَضِ الرِّجَالِ إِلَى اللَّه تَعَالَى لَعَبْداً وَكَلَه اللَّه إِلَى نَفْسِه، جَائِراً عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ، سَائِراً بِغَيْرِ دَلِيلٍ". نهج البلاغة ص149 صفة العالم
❇ها أنا أضع بين يدي الأحبَّة ما فاهَ به المتحِلُ، ليحكموا بأنفسهم، ويعملوا بوظيفتهم، عملاً بأمرِ نبينا محمد (صلَّى اللهُ عليه وآله): "إِذَا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ فِي أُمَّتِي فَلْيُظْهِرِ الْعَالِمُ عِلْمَه، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَعَلَيْه لَعْنَةُ اللَّه". الكافي ج1 ص54 الحديث الثاني
✳
الأدعيةُ التي طالتها افتراءات المنتحِل
1ـ دعاء الندبة
2ـ دعاء التوسُّل
3ـ دعاء العشرات
4ـ دعاء القدح
5ـ دعاء المشلول
5ـ دعاء العديلة
✳
نصُّ عبارة المنتحِل
قال ـ خلال اعتراضه على المؤمنين الشيعة أعزَّهم الله، المتأدِّبين بآداب أئمَّتهم عليهم السلام ـ : (ثم تتحوَّلوا إلى أدعيةٍ كُتِبت في زمن الصَّفوية وفي زمن الشَّيخية والبابيَّة وأُدخِلَت على التشيُّع، وجُعِلت ديناً يُحافظُ عليها، في صبيحةِ يوم الجمعة كالنُّدبة، وفي ليل الثلاثاء ليل الأربعاء كدعاء التَّوسُّل، وفي دعاء العشرات، وفي دعاء القدح، والمشلول، ودعاء العديلة، وغيرها من الأدعية، التي في بعضها شركٌ واضح!!).
ثم نقل عبارةً من دعاء العديلة، ووصفها بالكفر!! كاشفاً عن خبايا سريرته، وسوء طويَّته:
وهذه هي العبارة: "وبِيُمْنِه رُزِقَ الْوَرَى"، وهي في وصف صاحب الزمان أرواحنا فداه
✳
جهلٌ أم حقدٌ أعمى؟!
لقد زعمَ هذا المنتحِلُ أنَّ الأدعية المذكورة كُتِبت في عهد الصفوية والشيخية والبابية، مما يدلُّ على جهلٍ مُدقعٍ على أقل تقدير، إنْ لم يكن بهتانٌ صارخٌ كما سيثبت قريباً
✳
متى بدأ عهدُ الصفوية والبابية والشيخية؟
1⃣عهدُ الصفوية: بدأ في القرن العاشر، على يد الشاه إسماعيل الصفوي
2⃣عهدُ البابيَّة: بدأ في منتصف القرن الثالث عشر هجري، على يد علي محمد رضا الشيرازي الملقب بالباب
3⃣عهدُ الشيخيَّة: بدأ في مطلع القرن الثالث عشر هجري، على يد الشيخ أحمد زين الدين الأحسائي
أقول: وهذه التواريخ لا تخفى على أقل متتبِّع، ولنذكر الآن تواريخ تلك الأدعية المذكورة، لنقف على جهالة هذا المنتحل
✳
مصادر الأدعية التي تهجَّمها المنتحل
1⃣دعاء النُّدبة: المزار ص573، لابن المشهدي من علماء القرن السادس!! ورواه عن الإمام صاحب الزمان أرواحنا فداه
2⃣دعاء العشرات: مصباح المتهجد ص84، للشيخ الطوسي، من علماء القرن الخامس! ورواه عن الإمام الباقر عليه السلام
3⃣دعاء القدح: مهج الدعوات ص89، للسيد ابن طاووس، من علماء القرن السابع! ورواه عن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وآله
4⃣دعاء المشلول: المصباح ص260، للشيخ الكفعمي، من علماء القرن الثامن! وراوه عن الإمام الحسين عليه السلام
5⃣دعاء العديلة: لقد ذكر الشيخ القمِّي في مفاتيح الجنان ص161 نقلاً عن شيخه المحدِّث النوري نور الله مرقده: أنَّه من مؤلفات بعض أهل العلم ، ليس بمأثورٍ ولاموجودٍ في كتب حملة الأحاديث ونقّادها .
✳
الخلاصة
لقد بات جليَّاً لكم أيها الأحبَّة أنَّ منتحلَ العمامة تجاهل التاريخ والمصادر، حيث إنَّ الأدعية المذكورة مروية في مصادر معتبرة، سابقةٌ على عهد الصفوية والبابيَّة بمئات السنين!! وما ذلك إلا ليُفرغَ ما اعتلج في صدره من حقدٍ على مضامين تلك الأدعية، تعميةً على بسطاء المؤمنين، وتزييفاً للحقيقة التي لا يزيِّفها طنين الذُّباب.
💟
انتظرونا في حلقةٍ أخرى، لنُبيَّنَ جهالة هذا المنتحل بعقيدة الشيعة التي قامت عليها الأدلة وشيَّدتها البراهينُ القرآنية الكريمة، والرِّوائيَّةُ الشريفة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat